أووسو= يصرّ حلاق سبعيني في وسط ولاية ميشيغن، على تحدي أوامر الحاكمة غريتشن ويتمر بـ«البقاء في المنازل»، عبر استقبال الزبائن في صالونه الصغيربمدينة أووسو، رغم تلقيه عدة مخالفات وصدور أمر حكومي بإغلاق متجره لأنه يمثل «خطراً محدقاً» لتفشي وباء فيروس «كوفيد-19».
ورغم قيام عناصر من شرطة الولاية بتسليم الحلاق كارل مانكي (77 عاماً)، أمر الإغلاق الصادر عن دائرة الصحة ومكتب الادعاء العام في ميشيغن يوم الجمعة الماضي، إلا أن الأخير عاد وفتح صالونه للزبائن في اليوم التالي مؤكداً أنه لا ينوي الامتثال لأمر الحاكمة، لأنه يريد تحصيل لقمة عيشه.
وكان مانكي قد جذب اهتمام وسائل الإعلام الأميركية بعدما قرر -يوم الاثنين الماضي- إعادة فتح صالون الحلاقة «باربر آند بيوتي» في مدينة أووسوالتي يقدّر عدد سكانها بنحو 15 ألف نسمة. ومنذ ذلك الحين، يصطف أمام متجره يومياً، عشرات الأشخاص الراغبين بقص شعورهم بعد أشهر من إهمالها بسبب الحجر المنزلي.
وقال متحدث باسم مكتب الادعاء العام في ميشيغن، إن شباناً من مناطق بعيدة نسبياً، مثل آناربر وديترويت وجاكسون، قصدوا متجر مانكي خلال الأسبوع المنصرم، «رغم أن صالونات الحلاقة تعدّ من الأماكن الأكثر خطراً لتفشي الوباء».
وأوضح راين جارفي في البيان، أنه في حال رفض مانكي الاستجابة لأمر الإغلاق، فإن مكتب الإعاء العام سيطلب من محكمة مقاطعة شياواسي، حيث تقع مدينة أووسو، إصدار أمر قضائي بإقفال الصالون، مؤكداً أن سلوك مانكي «ليس عصياناً مدنياً غير مؤذٍ»، بل هو «يؤدي إلى نتائج عكسية للجهد الجماعي الذي تبذله الشركات والمجتمعات في كل أنحاء ميشيغن لإبطاء انتشار كوفيد-19»»، مشيراً إلى أنه «من خلال فتح أبواب صالون، فإن مانكي يعرض حياة العديد من سكان ميشيغن للخطر».
في المقابل، ودّ مانكي بأنه سلم الإشعارات الحكومية التي تلقاها إلى محاميه للتعامل مع القضية قانونياً، فيما أكد لوسائل الإعلام التي حضرت إلى صالونه أنه سيواصل عمله في ظل الإقبال الشديد من الزبائن، مشيراً إلى أنه اضطر إلى العمل نحو 75 ساعة خلال الأسبوع المنصرم لتلبية العدد الكبير من الأشخاص الذين انتظروا بالطابور لساعات طويلة.
مانكي الذي قال إنه عايش 14 رئيساً أميركياً، أكد أنه لا يريد أن يكون جزءاً من «أسوأ ركود اقتصادي» تعيشه البلاد.
وأضاف «أعتقد أنه من حقي أن أعمل لكسب لقمة العيش، وهذا ما سأفعله» مشيراً إلى أنه لم يتلق بعد مساعدات البطالة أو شيك التحفيز الفدرالي وأنه بحاجة إلى العمل لدفع الفواتير.
ويؤكد مانكي أنه يرتدي الكمامة طوال الوقت ويغسل يديه بانتظام بين الزبائن، كما يستخدم معقماً بالأشعة فوق البنفسجية لأدوات الحلاقة، معتبراً أنه «من التمييز أن تسمح الحكومة بفتح المصانع ومتاجر التجزئة الكبيرة مع إجراءات وقائية مناسبة، بينما لا تسمح بذلك لصالونات الحلاقة».
وأصر مانكي على مواصلة عمله، قائلاً «سأبقى هنا حتى يعود المسيح!».
والجدير بالذكر، أن شرطة مدينة أووسو، أصدرت بحق مانكي مخالفةً مدنية ومخالفتين أخريين بارتكاب جنحة، وقد حدد له تاريخ 23 حزيران (يونيو) القادم للمثول أمام المحكمة المحلية، حيث يواجه عقوبة محتملة بدفع غرامة مالية تفوق ألف دولار، هذا عدا عن التهم التي قد توجه إليه من قبل مكتب الادعاء العام في ميشيغن، في حال أصر على مواصلة فتح متجره.
Leave a Reply