كتب حسين أغا، مؤلف “اطار لمبدأ الأمن القومي الفلسطيني”، وروبرت مالي، مدير برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة “كرايسس” الدولية ومساعد الرئيس بيل كلينتون للشؤون العربية والاسرائيلية سابقاً، مقالاً نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” تحت عنوان “حل الدولتين لا يحل شيئاً”، قالا فيه ان موافقة رئيس مكتب “حماس” السياسي خالد مشعل ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على ما رفضاه من قبل بشأن حل الدولتين هو أبلغ دليل على أن هذا الحل أصبح لا معنى له، وانما مجرد عبارة جذابة بعيدة كل البعد عن القضية التي من المفترض حلها. ويرى الكاتبان أنه أصبح في امكان الجميع الموافقة على ما يُقال لأن الموافقة لم تعد تحمل معنى في حد ذاتها، بينما أصبح الرفض مكلفاً، ومن ثم فان قبول حل الدولتين يوحي باستمرار الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ولكن بوسائل أخرى. ويوضح الكاتبان أن نتانياهو خضع للضغوط الأميركية ليقبل بمبدأ الدولة الفلسطينية، ثم عاد وتحدث عنها بشكل جردها من أي سيادة، ليكرر بذلك مواقف القادة الاسرائيليين قبله. اذ ينبغي أن تكون الدولة الفلسطينية – التي وافق على اقامتها – منزوعة السلاح ولا تسيطر على الحدود أو المجال الجوي، وأن تظل القدس تحت سيطرة اسرائيل، وألا يتم السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما بدا فرضاً للشروط أكثر من الموافقة على اقامة الدولة الفلسطينية. أما بالنسبة لحركة “حماس”، فان الاعتراف بالدولة الاسرائيلية كان ولا يزال أمراً محظوراً. ولكنها مؤخراً ألمحت الى استعدادها لقبول وجود دولة اسرائيل وتلتزم باقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. اذ أن خطاب الرئيس أوباما الى العالم الاسلامي من القاهرة يونيو الماضي ترك انطباعات متباينة لدى حركة “حماس”. فقد انتقد أوباما الحركة دون أن يصفها بالارهاب، كما بدا تأكيده على متطلبات التواصل أشبه بباب يُفتح رويداً أكثر من كونه باباً يُغلق. لذا استجابت حماس بقولها انها ستلتزم بما اتُفق عليه دولياً باقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكنها وضعت أيضاً عدة شروط لذلك، أهمها انسحاب اسرائيل التام، والسيادة الفلسطينية التامة واحترام حقوق اللاجئين. ويرى الكاتبان أن الأمر في حقيقته يتجاوز الدولة الفلسطينية ليصل الى جذور الصراع التاريخية، والتي تعود الى حرب 1948، ولم يتغير بشأنها الكثير. اذ لا يزال الفلسطينيون يرفضون الاعتراف بالدولة اليهودية بينما يرفض الاسرائيليون عودة اللاجئين الذين طُردوا عام 1948. ويضيف الكاتبان أن كلا الموقفين يحظى بالتأييد داخل مجتمعه، فلا يوجد سوى قلة بين الاسرائيليين لا تهتم بالاعتراف باسرائيل كدولة، في الوقت الذي يرى فيه الفلسطينيون الاعتراف بالدولة اليهودية اعترافاً بالمؤامرة الصهيونية التي تسببت في مأساتهم، وتنازلاً عن حق اللاجئين في العودة. ثم يختتم الكاتبان المقال بقولهما ان الانتباه تركز لسنوات على مستقبل الدولة الفلسطينية وحدودها وقوتها. ولكن قلب المشكلة ليس في تعريف دولة فلسطين، وانما في تعريف دولة اسرائيل.
Leave a Reply