الزهار في القاهرة |
القاهرة – ما ان أنهى الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر زيارة الى الشرق الأوسط فك فيها العزلة الدولية عن «حماس» حين التقى مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في اجتماع أثار استياء الزعماء الاميركيين والاسرائيليين والفلسطينيين الحريصين على فرض عزلة على الحركة الاسلامية، وافقت «حماس» على تهدئة متبادلة مع إسرائيل مدتها ستة أشهر تبدأ من قطاع غزة وتمتد خلال الفترة إلى الضفة الغربية.
وشددت «حماس» في بيان تلاه القيادي في الحركة محمود الزهار مساء الخميس الماضي في القاهرة على ضرورة أن يتم الاتفاق على التهدئة في إطار توافق وطني فلسطيني.
وأوضح في هذا السياق أنه تم الاتفاق مع مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان على دعوة الفصائل الفلسطينية يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين لبحث ورقة حماس.
وشدد البيان على ضرورة فتح معابر القطاع لاسيما معبر رفح بالتزامن مع بدء سريان التهدئة، وطلبت الحركة من مصر فتح معبر رفح في حال رفضت إسرائيل التهدئة، كما طلبت من القاهرة الاستمرار في فتح المعبر حال تراجعت إسرائيل عن التهدئة بعد سريانها.
وأشار الزهار إلى أن مصر ستقوم بإجراء الاتصالات مع رئاسة السلطة الفلسطينية «حتى لا تقوم بعرقلة فتح المعابر في قطاع غزة وبدء الإجراءات الفعلية من أجل افتتاحها حال التوصل إلى التهدئة».
وأوضح أن الجانب المصري وعد بإجراء الاتصالات الفورية مع الجانب الإسرائيلي لتهيئة الأجواء من أجل التهدئة وتوفير الاحتياجات الأساسية لقطاع غزة وخاصة المشتقات النفطية.
ورمى القيادي في حماس الكرة في الملعب الإسرائيلي قائلا «إذا لم تلتزم إسرائيل باستحقاقات التهدئة وبحق شعبنا في العيش كبقية الشعوب ووقف العدوان وفك الحصار، فإن من حقنا أن ندافع عن شعبنا بكل الوسائل المشروعة».
من جانبها نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن مسؤول مصري رفيع المستوى قوله «إن نجاح مصر في تحقيق التهدئة سينعكس إيجابيا على ملفات كثيرة من أهمها وقف العدوان وفك الحصار على الشعب الفلسطيني وتهيئة الأجواء لنجاح المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية واستئناف الحوار الفلسطيني-الفلسطيني وإتمام صفقة تبادل الأسرى».
ومن المنتظر أن ينقل سليمان موقف حماس إلى إسرائيل في زيارة من المتوقع أن يقوم بها إلى القدس الأسبوع القادم.
وربطت إسرائيل دائما وقف عملياتها العسكرية في قطاع غزة بوقف إطلاق الصواريخ سواء من قبل حماس أو الفصائل الأخرى، وكذلك وقف تهريب الأسلحة من مصر إلى القطاع.
وردا على سؤال حول هذه الاقتراحات أكد مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أن إسرائيل لا تزال متمسكة بشروطها من أجل وقف العنف».
وشدد على أن حكومته لن تتفاوض «لا مباشرة ولا بصورة غير مباشرة» مع حماس. وأضاف «نأمل عودة الهدوء ولكننا لا نريد أن يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة» في حال لم تتوفر هذه الشروط.
وسبق لإسرائيل أن رفضت في مناسبات عدة تهدئة تشمل الأراضي الفلسطينية كلها، متذرعة بأن العمليات التي تنفذها في الضفة الغربية تحول دون تنفيذ مجموعات فلسطينية هجمات تستهدفها.
وجاءت هذه التطورات بعد لقاء كارتر في مطلع الاسبوع مع مشعل الذي يعيش في المنفى في سوريا، حيث أعلن كارتر ان موافقة حماس المشروطة على حل الدولتين هو دليل على ان حماس «ستقبل بحق اسرائيل في ان تعيش في سلام».
وأعلنت حماس انها ستقبل باتفاق يتفاوض عليه الرئيس الفلسطيني محود عباس شريطة ان يوافق عليه الفلسطينيون في استفتاء عام.
وأوضح مشعل في وقت لاحق على اجتماعه مع كارتر أن «حماس» لن تعترف رسميا باسرائيل لكنها ستقبل باقامة دولة فلسطينية على كل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية كاملة السيادة بالاضافة الى حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.
ولا يوجد اتفاق سلام بهذا الشكل في الافق فاسرائيل ترفض كل هذه المطالب الفلسطينية المشتركة لكن على الاقل أكد مشعل علنا وبكل وضوح عرض حماس لتعايش طويل الاجل مع الدولة اليهودية على أساس حدودها قبل حرب عام 1967.
ويقاطع الرئيس الاميركي جورج بوش ويحط من قدر حماس التي صدم فوزها في الانتخابات الفلسطينية عام 2006 الادارة الاميركية التي تقول انها تروج للديمقراطية في العالم العربي. وكررت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية التي وصفت محادثات كارتر مع حماس بأنها غير مفيدة الموقف الاميركي القائل بأن عباس هو المفاوض الفلسطيني الوحيد.
وفي الوقت الراهن تقف حركتا «فتح» و«حماس» على طرفي نقيض. فـ«فتح» تطالب «حماس» أولا بانهاء سيطرتها على قطاع غزة قبل اي اتفاق لاقتسام السلطة وهذا يصعب من امكانية تصور تطبيق اي اتفاق يبرمه عباس مع اسرائيل على أرض الواقع.
Leave a Reply