غزة – ربما تكون هزيمة القوات الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس في غزة هي الجانب السهل.. لكن حركة «حماس» تواجه مشكلة إدارة قطاع ساحلي يعتمد على المساعدات ومعزول اقتصادياً ودبلوماسياً ليس فقط من قبل إسرائيل وقوى غربية وعربية رئيسية بل أيضاً عن الضفة الغربية المحتلة حيث تجلس حكومة الطوارئ التي أنشأها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال شرطي في غزة اكتفى ان عرف نفسه ان اسمه هاني «نحن مثل أولاد انفصل أبويهم ولا نعلم من الذي سيقوم بالإنفاق علينا». وقال المحلل الاقتصادي الشهير في غزة عمر شعبان إن «حماس» تواجه تحديات هائلة لإيجاد طرق لإدخال الأموال والبضائع على الرغم من تضييق الخناق المتوقع من قبل إسرائيل والولايات المتحدة. وأضاف «هزيمة فتح كانت الجزء الأسهل لأنها كانت عاملاً داخلياً والعوامل الخارجية هي الأكثر تأثيراً على الساحة الفلسطينية وقدرتنا على التغيير فيها محدودة جداً». وما زال رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية يعتبر أن حكومة الوحدة ذات الثلاثة أشهر هي الحكومة الشرعية للفلسطينيين ويمضى قدماً في تسيير الشؤون اليومية لقطاع غزة الذي يقطنه 1,5مليون نسمة. وقال الناطق باسم القوة التنفيذية إسلام شهوان، إن رجاله كانوا مشغولين بمشاكل الحياة اليومية ومكافحة المخدرات والجرائم الصغرى والخلافات العائلية الصاخبة. لكن شهوان يعلم أن الهدوء ربما لن يدوم طويلاً. وقال إن القوة التنفيذية تستعد لهجمات محتملة من بقايا «فتح» الموالية لمستشار الأمن القومي محمد دحلان. وتعهد بأن «حماس» «ستضرب بيد من حديد على كل من يريد العبث بالأمن الداخلي ولن تأخذها بهم رحمة». ويتوقع محللون أن يشن أتباع «فتح» حملة على شكل ميليشيات لبث الاضطرابات في القطاع. ويعتبر بعض المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين سيطرة «حماس» على قطاع غزة نذيراً لسقوطها. وربما يسهم استئناف ضخ الأموال إلى الرئيس الفلسطيني في الضفة الغربية الأكثر اتساعاً حيث الاستقرار أمر بالغ الأهمية لإسرائيل في بث الفرقة بين قيادات «حماس» وسكان غزة الذين يتنامى الفقر بينهم. وتعتزم إسرائيل تشديد قبضتها الاقتصادية على غزة بحظر شامل يستثنى مواد الإغاثة والحاجات الأساسية. وتضغط واشنطن على مصر لتغلق الأنفاق التي تعتمد عليها «حماس» في تهريب الأموال والأسلحة.ويعيش الفلسطينيون أوضاعا اقتصادية صعبة لاسيما في قطاع غزة. وقال صائب عريقات احد مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأسبوع الماضي في مؤتمر صحافي في رام الله بالضفة الغربية «87 بالمائة من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر بمبلغ دولارين وأربعين سنت للفرد في اليوم».
Leave a Reply