واشنطن – الكراهية والعنصرية والتحريض ضد العرب والمسلمين مستمر في الولايات المتحدة وبأشكالٍ مختلفة، حيث نُشرت أواخر الشهر الماضي لوحات إعلانية، على باصات النقل المشترك في العاصمة واشنطن تبث رسالة تقول إن «كره الإسلام لليهود: إنه في القرآن» ويشير الإعلان الى أن «ثلثا المساعدات الأميركية الخارجية تذهب لصالح بلدان الإسلامية». ويطالب الإعلان بمكافحة العنصرية «وإيقاف كل الإعانات للدول الإسلامية».
ولم يكتف الإعلان بهذا الكلام المسموم بل إنه تضمن صورة كبيرة للزعيم النازي أدولف هتلر وإلى جانبه الشيخ أمين الحسيني، مفتي فلسطين أثناء الحرب العالمية الثانية، ويصف الإعلان هذا الأخير بأنه حليف هتلر «الوثيق».
وقد أكد «مركز الحوار» في واشنطن العاصمة، أن الإعلان هو جزء من حملة مستمرة من قبل إسرائيل وجماعاتها في الغرب هدفها مساواة الإسلام بالإرهاب.
وأشار المركز، هو مؤسسة أنشئت عام ١٩٩٤ من أجل نشر الحوار بين المجموعات المتعددة داخل الجالية العربية وتشجيع التفاهم المشترك بين الجاليات العربية والمجتمع الأميركي بشكل عام، إلا أن «العمليات الإرهابية التي إرتكبت باسم الإسلام لا تخدم إلا أهداف إسرائيل في نزع الشرعية وتشويه الدين الإسلامي الحنيف واشعال النزاع بين الإسلام والغرب».
ولاحظ «مركز الحوار» أن الحملة الإعلانية الأخيرة على باصات النقل ظهرت بعد كلام نسب إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في إجتماع خاص قال فيه إن العالم سينظر إلى إسرائيل كدولة فصل عنصري إذا لم يتم التوصل الى سلام مع الفلسطينيين.
كذلك أشار المركز إلى أن الحملة الحاقدة ذاتها بدأت قبل زيارة البابا فرنسيس إلى الأراضي المحتلة في فلسطين حيث شهد العالم بأكمله الظروف المهنية والصعبة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد الإحتلال الإسرائيلي منذ عقود. وأردف المركز في بيان أصدره حول هذه الحملة التحريضية الجديدة «إن زيارة البابا ومحاولة كيري لتنشيط عملية السلام أديتا إلى تركيز الناس على إستمرار الإحتلال الإسرائيلي العنيف لذا فإسرائيل تحاول صرف الأنظار عن جوهر المشكلة من خلال إعلانات الباصات». وبالرغم من أن دستور الولايات المتحدة يكفل حرية التعبير إلا أن واجبنا هو تصحيح هذه الحملات المسيئة عنصرياً والزائفة، الموضوعة على باصات النقل التي يراها الجميع، حسب «مركز الحوار» الذي استطرد أن «الدستور الأميركي أيضاً يحمي كل الأديان من ضمنها الدين الإسلامي. وتصوروا لو كانت توجد حملة من أي نوع ضد اليهود لكانت علت الصرخة في العالم. ويستحق المسلمون أيضاً نفس الإحترام والحماية».
ولاحظ المركز أن الإعلان يدعو إلى وقف المساعدات الأميركية إلى البلدان الإسلامية في حين أن جوهر المشكلة هو المساعدة الأميركية غير المحدودة والدعم الشامل لإسرائيل مهما قامت بأعمال عنف وقمع ضد الشعب الفلسطيني أو مهما إرتكبت من أفعال شائنة وجرائم تضر بالمصالح الأميركية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي برمته.
وفي الختام دعا مركز الحوار المسلمين والمؤسسات العربية والإسلامية إلى رفع شكاوى قانونية لوقف هذه الإعلانات الحاقدة العنصرية والمزيفة فوراً.
Leave a Reply