حملة إعلانية معادية للإسلام فـي مـحطات مترو نيويورك تصف المسلمين بـ«المتوحشين» وتطالب بدعم إسرائيل «المتحضرة»
نيويورك – بدأت يوم الإثنين الماضي حملة ملصقات أطلقتها منظمة أميركية معادية للإسلام في أنفاق مترو مدينة نيويورك، تصف المسلمين الذين يدعون إلى «الجهاد» بـ«المتوحشين» وتطالب بدعم إسرائيل «المتحضّرة». فيما اعتقلت شرطة المدينة الكاتبة والناشطة الحقوقية المصرية الأميركية منى الطحاوي بسبب رشها بسائل (سبراي) إحدى هذه الملصقات التي انتشر في محيطها ناشطون يوزعون مناشير لبث الوعي حول حملة الكراهية هذه.
ناشطة توزع مناشير ضد الكراهية قرب لوحة إعلانية معادية للمسلمين في إحدى محطات مترو نيويورك. (رويترز) |
وتقول الحملة التي تمولها منظمة «المبادرة الأميركية للدفاع عن الحرية» اليمينية المتشددة «في كل حرب بين الإنسان المتحضر والمتوحش، ادعموا الإنسان المتحضر. ادعموا اسرائيل وأسقطوا الجهاد».
وتأتي هذه الحملة بالتزامن مع موجة الاحتجاجات والتظاهرات المستمرة في العالم الإسلامي ضد فيلم «براءة المسلمين» المسيء للإسلام ونبيه (ص) والتي أججها لاحقاً نشر مجلة «شارلي ايبدو» الفرنسية الساخرة رسوما كاريكاتورية جديدة للنبي محمد.
واعتقلت الشرطة الطحاوي بسبب رشها ملصقا في إحدى محطات مترو أنفاق نيويورك. ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» فيديو يظهر عملية اعتقال الطحاوي (45 عاماً)، الناشطة في مجال حقوق المرأة والتي تكتب مقالات رأي في صحف بينها «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» و«جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، وهي تتساءل عن أسباب اعتقالها مرددة بصوت مرتفع «انظروا في أميركا.. يعتقلون المحتجين السلميين.. إنها أميركا 2012».
ودأبت الطحاوي على رفضها العلني، أثناء مشاركتها في ندوات ومؤتمرات، للممارسات العنيفة التي تقوم بها بعض المجموعات تحت راية الإسلام والمسلمين.
وبدورها، اعتبرت المسؤولة عن هذه المنظمة باميلا غيلر التي ترأس أيضا مجموعة متعصبة أخرى تسمى «أوقفوا أسلمة أميركا» أن «الجهاد» هو أمر متوحش لأنه يعني حرباً مقدسة تستهدف الأبرياء». وأضافت الناشطة في معاداة المسلمين في الولايات المتحدة «أعتقد أن كل حرب تشن ضد مدنيين أبرياء هي توحش».
لكن باميلا غيلر، التي أشرفت العام الماضي على تنظيم مؤتمر في مدينة ديربورن تحت عنوان حماية المرأة المسلمة من الشريعة، اعتبرت أن حملة الملصقات هذه لا تنطوي على أي طابع ديني لانها لا تستخدم لا كلمة «إسلام» ولا كلمة «مسلمين».
وتعتبر غيلر «الوجه الأبرز» لـ«الحركة المعادية للمسلمين» في أميركا، كما قالت منظمة «ساثرن بوفرتي لو سنتر» المتخصصة في مراقبة المجموعات المتطرفة.
وقد حصلت منظمة المبادرة الاميركية للدفاع عن الحرية على حكم قضائي يرغم سلطة مترو نيويورك بالموافقة على حملة الملصقات هذه باسم «حرية التعبير». وشددت غيلر على القول «لن اتخلى عن حريتي في التعبير فقط حتى لا أهين متوحشين».
وكانت الملصقات التي ترفع اليوم على جدران حوالي 10 محطات مترو قد لاقت في البداية اعتراض إدارة سلطة المترو التي اعتبرتها «مهينة» ولكن القضاء ارتأى عكس ذلك مستندا إلى المادة الأولى من الدستور الأميركي التي تكفل حرية التعبير والمعتقد.
ستستغرق الحملة نحو الشهر بكلفة تصل إلى 6000 دولار للملصق الواحد. وكانت سان فرانسيسكو عرفت حملة مشابهة شملت حافلات النقل ولكنها أثارت موجة سلبية لدى الرأي العام حيث كتب البعض على الملصقات «لمكافحة الجهاد كافحوا العنصرية».
ويذكر أن مصطلح «متوحشين» غالباً ما يستخدم في الأفلام الهوليوودية لوصف السكان الأصليين في أميركا الذين تعرضوا لحملات اضطهاد على يد المستوطنين الأورروبيين الذين كانوا يوصفون بـ«المتحضرين».
Leave a Reply