اجتماع في ديربورن لحشد الناخبين ضد الرئيس الديمقراطي بسبب موقفه من حرب غزة
ديربورن – في إطار حملة التخلي عن بايدن في انتخابات الرئاسة 2024، احتضنت مدينة ديربورن مطلع كانون الأول (ديسمبر) الجاري، اجتماعاً ضم ممثلين عن المجتمعات المسلمة والعربية في عدة ولايات أميركية لتنسيق جهودهم ضد إعادة انتخاب بايدن، بسبب دعمه للحرب الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
وقال المشاركون في الاجتماع الذي نظمه «المؤتمر الوطني للزعماء المسلمين في الولايات المتأرجحة»، يوم السبت الماضي، إن الهدف هو توحيد الناخبين وضمان خروج الأميركيين المسلمين ضد بايدن، مؤكدين أن «الوقت قد فات» لإعادة كسب أصواتهم قبل الانتخابات الرئاسية القادمة.
ورغم أن المجتمعين تعهدوا بحشد مجتمعاتهم ضد الرئيس الحالي إلا أنهم لم يستقروا بعد، على دعم مرشح بديل في انتخابات 2024، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز».
وكانت المواقف المنادية بحجب أصوات الناخبين العرب والمسلمين الأميركيين عن بايدن في سباق البيت الأبيض، قد انطلقت من ديربورن مع بدء العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة بضوء أخضر صريح من واشنطن. أما حملة «التخلي عن بايدن» #AbandonBiden فقد انطلقت في ولاية مينيسوتا نهاية شهر تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم للضغط على البيت الأبيض للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
ولكن في ظل استمرار بايدن بتغطية العدوان الإسرائيلي امتدت الحملة خلال الشهر الماضي إلى ميشيغن وأريزونا وويسكونسن وبنسلفانيا وفلوريدا ونورث كارولاينا، فيما من المتوقع أن تتوسع لتطال ولايات أخرى.
المجتمعون في ديربورن أكدوا أن عدم التصويت لبايدن لا يعني التصويت لترامب: لدينا خيارات أخرى
ومعظم الولايات آنفة الذكر، هي من بين الولايات المتأرجحة التي أتاحت لبايدن الفوز في انتخابات 2020. وقد يؤدي فقدان الرئيس الديمقراطي لأصوات الناخبين العرب والمسلمين فيها إلى خسارته لسباق 2024.
وبحسب ما ذكره موقع أكسيوس»، فقد قرر المجتمعون في ديربورن تحويل معارضتهم لطريقة تعامل بايدن مع الحرب في غزة إلى أفعال، عبر حملة مناهضة إعادة انتخابه، بسبب رفضه «غير المبرر» لوقف إطلاق النار في الأراضي المحتلة.
وأكد النشطاء المسلمون على أن بايدن كان لديه القدرة في التأثير على تعامل إسرائيل مع الوضع وإحلال السلام في المنطقة، بدلاً من تبرير هجماتها على أنها «جزء من حقها في الدفاع عن نفسها».
كما عبروا عن رفضهم لاستخدام أموال الضرائب التي يدفعونها لمنح إسرائيل القنابل الأكبر والأكثر تطوراً لتدمير غزة وإبادة شعبها.
لكنهم أوضحوا أن الحملة ضد بايدن لا تعني انتقال أصوات المسلمين الأميركيين للرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري الحالي.
ونقلت وكالة «رويترز»، عن جيلاني حسين، مدير فرع مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) في مينيسوتا، أن المجتمعين في ديربورن لم يختاروا دعم مرشح بديل عن بايدن بعد، مستدركاً «بأننا لا ندعم ترامب، ولكننا لن نرتكب نفس الخطأ في التفكير في الرئيس بايدن بالطريقة التي فكرنا بها. ليس لدينا خياران. لدينا العديد من الخيارات، وسنعمل على هذا الأساس».
وقال حسين خلال مؤتمر صحفي أعقب اجتماع السبت الماضي: «هذا رئيس خطير على الأميركيين» في إشارة إلى بايدن، متوجهاً إلى الجمهور الأميركي بالقول: «بالنسبة لأولئك الذين يشاهدوننا في منازلهم الآن، هل تريدون إرسال أبنائكم إلى حرب أخرى نعلم أنها لن تنتهي أبداً؟ لا، فمعظم الأميركيين يتفقون معنا على أن وقف إطلاق النار وإحلال السلام هو الإجراء الصحيح». وأضاف: «نحن لا ندعم ترامب ولكن سيكون على المجتمعات المسلمة أن تقرر كيفية إجراء مقابلات مع المرشحين الآخرين».
وأفاد المجتمعون –بحسب «رويترز»– أنهم «لا يتوقعون أن يعامل ترامب مجتمعهم بشكل أفضل إذا أعيد انتخابه، لكنهم رأوا أن حرمان بايدن من أصواتهم هو الوسيلة الوحيدة لإعادة تشكيل السياسة الخارجية الأميركية».
من جانبه، قال حسن عبد السلام، الأستاذ بـ«جامعة مينيسوتا» وعضو ائتلاف «التخلي عن بايدن»: «نحن نبحث عن إيجاد طرق لبناء آلية للتنسيق بين جميع الولايات المتأرجحة، بحيث نعمل باستمرار معاً لضمان خروج الأميركيين المسلمين في جميع هذه الولايات، وأن السيد بايدن سيخسر كلاً منها».
ولم يتضح بعد، ما إذا كان الناخبون المسلمون سينقلبون ضد بايدن بشكل جماعي، لكن التحولات الصغيرة في الدعم يمكن أن تحدث فرقاً في الولايات التي فاز بها بايدن بفارق ضئيل عام 2020، حسب «رويترز».
وفي هذا الإطار، أوضح ناشر «صدى الوطن» الزميل السبلاني في مقابلة مع شبكة «نيوز نايشن» الإخبارية بأن المقترعين العرب والمسلمين الأميركيين يمتلكون خياراً ثالثاً يتمثل في عدم التصويت لكلا المرشحين الرئاسيين، الديمقراطي والجمهوري، في العام القادم، ما سيسفر عن نتائج متقاربة جداً في الولايات المتأرجحة، ويجعل الديمقراطيين والجمهوريين يفهمون بالتالي بأن أصواتنا ليست بدون مقابل.
وقلل السبلاني من أهمية الجهود التي بذلها بايدن للتوصل إلى هدنات إنسانية بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، وقال: «إن الكلام رخيص، لقد سمعنا وعود بايدن بحجز مكان لنا حول الطاولة خلال حملته الانتخابية ولكننا لم نر شيئاً، ونحن الآن لا نريد أقوالاً وإنما نريد أفعالاً ملموسة».
وأوضح السبلاني أن بايدن لن يتمكن من الحصول على أصوات الناخبين العرب والمسلمين إلا إذا حقق معجزة من معجزات السيد المسيح، متسائلاً: «هل بإمكان بايدن إعادة آلاف الأطفال والنساء الذين قتلوا خلال الحرب؟».
وأظهر استطلاع حديث للرأي أن شعبية بايدن بين الأميركيين العرب انخفضت من أغلبية مريحة قاربت 60 بالمئة في عام 2020 إلى 17 بالمئة حالياً.
وقد يكون ذلك حاسماً في ولاية مثل ميشيغن، حيث فاز بايدن بنسبة 2.8 نقطة مئوية بينما يمثل العرب والمسلمون الأميركيون حوالي 5 بالمئة من الأصوات، وفقاً «للمعهد العربي الأميركي».
ووفقاً لمركز «بيو» للأبحاث، يبلغ عدد السكان الأميركيين المسلمين –الذين يمكن أن يشملوا العرب والسود والآسيويين وغيرهم– حوالي 3.45 مليون نسمة.
وإذا قررت هذه الشريحة البقاء في منازلهم وعدم المشاركة في الانتخابات أو انشقت وانضمت إلى الجمهوريين، فقد يضع ذلك بايدن في «مأزق كبير».
وقال طارق أمين وهو طبيب يمثل الجالية المسلمة في ولاية ويسكونسن إن هناك نحو 25 ألف ناخب مسلم في الولاية التي فاز فيها بايدن بنحو 20 ألف صوت. وقال أمين: «سنغير التصويت وسنجعل السباق متأرجحاً».
وفي ولاية أريزونا، حيث فاز بايدن بنحو 10,500 صوت، قال الصيدلاني حازم نصرالدين، إنه «يوجد أكثر من 25 ألف ناخب مسلم بالولاية»، وفقاً لمركز سياسات الهجرة الاميركية بـ«جامعة كاليفورنيا–سان دييغو»، بينما يقدر عدد سكان الولاية من أصول عربية –بمن فيهم المسيحيون– بنحو 60 ألف نسمة، بحسب موقع «أكسيوس».
كما فاز بايدن بولاية جورجيا بأغلبية 11,800 صوت، بينما يبلغ عدد السكان العرب الأميركيين هناك ما لا يقل عن 57 ألف نسمة، وفقاً للموقع نفسه.
Leave a Reply