طارق عبد الواحد – «صدى الوطن»
لم تنجح الدعوات التي أطلقتها مجموعات يمينية متطرفة للتظاهر المعادي للإسلام يومي السبت والأحد الماضيين تحت عنوان مخاتل يدّعي «المسيرة الوطنية من أجل الإنسانية»، فـي جذب أعداد من المتظاهرين تستحق الذكر رداً على مسيرة «المليون رجل» التي نظمتها حركة «أمة الإسلام» فـي واشنطن.
جانب من المتظاهرين أمام مكتبة «هنري فورد» في ديربورن.(صدى الوطن) |
وفشلت الحملة المعادية للمسلمين -رغم رفعها لشعار حق حمل السلاح- فـي استقطاب الأميركيين وإقناعهم بالمشاركة بالتظاهر أمام 22 مسجداً فـي مختلف الولايات الأميركية، ضمن قائمة حددها المنظمون، حتى أن بعض المدن الأميركية فـي ولايتي تكساس وتينيسي الواردة فـي القائمة لم تشهد أية استجابة لتلك الدعوات.
أما تظاهرة مدينة دبلن بولاية أوهايو فقد شهدت حضور أمرأة واحدة أمام «مسجد النور» حيث رفعت شعارات منددة بالإسلام والمسلمين، قبل أن ينتهي بها المطاف إلى معانقة بعض المسلمات المحجبات اللواتي قمن بمعاملتها بطريقة ودودة، وانتهى الأمر بـ«المتظاهرة الوحيدة» بدخولها إلى المسجد والتحاور مع بعض المسلمين مما غيّر بعض قناعاتها المشوهة حول الإسلام.
تظاهرة ديربورن
وفـي ديربورن، تظاهر بضعة أميركيين بينهم عدد من المسلحين، يوم السبت الماضي، أمام «مكتبة هنري فورد» بعد أن كان من المقرر أن تجري التظاهرة أمام «المركز الإسلامي فـي أميركا» حيث لم يتمكن المتظاهرون من استحصال ترخيص لكون القوانين الفدرالية تمنع التظاهر المسلح بالقرب من المدارس والمراكز الدينية وتشترط ابتعاد المتظاهرين عنها ما لا يقل عن 1000 قدم، مما حدا بالمتظاهرين الذين قدموا من مختلف مدن ولاية ميشيغن إلى تغيير مكان التظاهر ونقلها الى منطقة عامة «للتعبير الحر».
وبالإضافة إلى التظاهرة المناهضة للمسلمين، تجمع عدد أكبر من الأشخاص فـي تظاهرة مضادة رفعت لافتات كتب عليها «الدين هو حق دستوري» و«أيها الفاشيون عودوا إلى بيوتكم»، كما أطلقوا أصواتهم مطالبين المتعصبين بالعودة إلى مدنهم والتوقف عن بث الكراهية والتحيز ضد المسلمين والمهاجرين.
كما تواجد فـي الحديقة الأمامية لمكتبة هنري فورد ثلاثة أشخاص يحملون الأسلحة الظاهرة، ولكنهم رفضوا الانضمام إلى التظاهرة المناوئة للمسلمين، وكان من بينهم كريس وزوجته مارتي اللذين قدما من مدينة كاديلاك التي تبعد عن مدينة ديربورن مسافة 200 ميل.
وقال كريس لـ«صدى الوطن» إنه جاء إلى ديربورن للتظاهر من أجل تأكيد حقه الدستوري فـي حمله السلاح والدفاع عن نفسه، بحسب التعديل الثاني فـي الدستور الأميركي، وأكد «أن لا علاقة له بالمتظاهرين المناوئين للمسلمين».
وأضاف بالقول إنه وزوجته لم يأتيا إلى المدينة لأي سبب ديني وإنهما يعتقدان أن ممارسة العقائد والشعائر الدينية هي حق دستوري لجميع المواطنين الأميركيين.
المتظاهرة مارشا تشودري، من مدينة ماونت كليمنز، كانت من بين الأفراد المتظاهرين ضد الإسلام والمهاجرين، ورفعت لافتيين كتب على أحدهما «أوقفوا أسلمة أميركا» وعلى الأخرى «لا مزيد من اللاجئين».
تشودري التي لم تكن تحمل أي سلاح، قالت لـ«صدى الوطن» إنها لا تحبذ حمل السلاح بل تفضل استعمال الكلمات. وانتقدت المتطاهرة سياسة الحكومة الأميركية الرامية الى استقبال المزيد من اللاجئين السوريين، وقالت «نحن لا نعرف أي شيء عن خلفـية هؤلاء الناس الذين قد يشكلون أخطارا محتملة على الأميركيين».
وأضافت «إن الأوضاع الاقتصادية فـي بلادنا صعبة، واستقدام المزيد من اللاجئين الذين يحتاجون إلى ميزانيات إضافـية للتعليم والسكن وغيرها، سوف يزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية فـي البلاد».
وشددت بالقول «لا نريد أن يمنى بلدنا بالإفلاس، مثلما حل باليونان».
متظاهر آخر كان يحمل بندقية آلية ومسدسا ويرتدي قميصا كتبت عليه كلمة «كافر» باللغة العربية، قال: إن انضمامه للتظاهرة ليس بدافع كراهية الإسلام، ولكنه رسالة تدعو الجميع إلى التعاون والعمل من أجل وقف ومناهضة التطرف الإسلامي.
جدير بالذكر أن التظاهرة لم تشهد أية توترات أو مشادات كلامية، بل يمكن القول إن الأجواء العامة كانت ودية، فبعد انتهاء التظاهرتين حدثت مناقشات بين بعض المتظاهرين والمتجمهرين انتهت بالمصافحات وتبادل عبارات الود والمجاملة.
تظاهرة فـينيكس كانت الأكبر
أما أكبر التظاهرات المعادية للإسلام، فقد كانت فـي مدينة فـينيكس بولاية أريزونا التي شهدت تجمع أكثر من مئتي شخص ارتدى بعضهم الأزياء العسكرية وحملوا الأسلحة النارية، وأطلقوا هتافات تندد بالدين الإسلامي وتصفه بـ«دين القتلة».
كما حمل المتظاهرون صورا كاريكاتورية للنبي محمد (ص) فـي خطوة أرادوا لها أن تكون ردا على الهجوم الذي وقع فـي المدينة والذي أودى بحياة شرطيين أثناء إقامة «معرض للرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد» فـي وقت سابق من هذا العام.
وقامت الشرطة بحسب صحيفة «أريزونا ريببلك» باعتقال حوالي 20 شخصا والتحقيق معهم قبل إطلاق سراحهم.
بدورها، شهدت تظاهرة فـينيكس المعادية للإسلام تظاهرة مضادة وصفت المتظاهرين المتعصبين بـ«النازيين» الذين يؤججون مشاعر الحقد والكراهية فـي المجتمع الأميركي.
Leave a Reply