واشنطن – أطلقت منظمات دينية وعربية في أميركا حملة مقاطعة ضد شركة «دنكن دونتس» الأميركية العملاقة بعد رضوخ الشركة لحملة شنها ناشطون متشددون ضد إعلان ترويجي للشركة ظهرت فيه الإعلامية الأميركية الشهيرة ريتشيل راي ترتدي وشاحا يشبه الكوفية الفلسطينية، حيث أعلنت المنظمات الأميركية عن مقاطعة منتجات «دنكن دونتس» حتى تقوم بالاعتذار عن «إذعانها» لمن وصفتهم بالمتعصبين المعادين للعرب والمسلمين.
وفي بيان لها قالت اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز (أي دي سي) إنها تشعر بالقلق العميق بسبب محاولة «جماعات صغيرة شيطنة غطاء الرأس العربي التقليدي (الكوفية) التي يرتديها ملايين الأشخاص حول العالم».
وكانت الإعلامية الأميركية الشهيرة ريتشيل راي، مقدمة برنامج الطبخ المعروف الذي يحمل اسمها ويشاهده الملايين في العالم، قد ارتدت وشاحا يشبه الكوفية الفلسطينية في إعلان ترويجي لشركة «دنكن دونتس» الأميركية صاحبة سلسلة المقاهي العالمية الشهيرة، وهو ما جعلها موضع انتقاد من إعلاميين متشددين اتهموها بالتعاطف مع «الإرهاب».
وقد دفعت الحملة التي قادها مدونون وإعلاميون متشددون الشركة، التي تملك عشرات الفروع في العالم العربي، إلى حذف الإعلان وإصدار توضيح نفت فيه أية «رمزية» للوشاح، أو أية علاقة له بالكوفية الفلسطينية.
ووصفت «أي دي سي» الناشطين الذين شنوا حملة انتقاد على وشاح ريتشيل راي بأنهم «صنعوا وظيفتهم بالتركيز المفرط على أي شيء عربي أو مسلم وشيطنته، مهما كان ضئيلا».
وانتقدت اللجنة، وهي أكبر منظمة عربية أميركية، الحملة التي شنها من وصفتهم بالمدونين «المعادين للعرب والمسلمين»، التي ادعوا فيها أن ريتشيل راي كانت تدعم الإرهاب بارتدائها للكوفية، وطالبوا بمقاطعة شركة «دنكن دونتس» حتى تقوم بحذف الإعلان، وهو ما فعلته الشركة.
ومن جانبها قالت ليلى القطاني، مديرة الاتصالات في «أي دي سي»: «إنه لتعليق حزين عندما يتم وصف قطعة ملابس بهذه المصطلحات السلبية والمهينة، ويتم استخدامها كمقدمة للتشنيع على العرب والمسلمين».
وأضافت ليلى القطاني، في بيان للجنة «إن كونهم مخطئين في ادعاءاتهم لم يردعهم، كما هو معتاد، عن شن حملات كراهية ضد قطعة ملابس وبشكل عام ضد العرب والمسلمين، وبشكل محدد ضد الفلسطينيين».
انتقدت «أي دي سي» رضوخ «دنكن دونتس» لدعوات المدونين والإعلاميين المتشددين ضد الإعلان الذي قدمته ريتشيل راي. ودعت اللجنة الأميركيين إلى إرسال شكاوى عبر موقع الشركة للتعبير عن الاحتجاج على رضوخ الشركة لدعوات المدونين والإعلاميين المتشددين.
وفي سياق متصل، وجه «ائتلاف الأديان»، وهو منظمة دينية أميركية، تضم أميركيين من عدة ديانات، انتقاداً للخطوة التي قامت بها «دنكن دونتس» بحذفها للإعلان الذي ظهرت فيه ريتشيل راي ترتدي الوشاح المشابه للكوفية الفلسطينية.
وفي بيان له قال القس ويلتون جادي، رئيس «ائتلاف الأديان»، الذي يضم في عضويته أيضا حاخامات يهودا: «هذا يكفي بالفعل. هل وصلنا حقا إلى نقطة ربط ارتداء وشاح له أصول شرق أوسطية بالتعاطف مع الإرهاب»؟ وتساءل جادي: «هل ينبغي علينا تطبيق هذا المعيار مع أي شيء يأتي من الشرق الأوسط»؟
وفي السياق ذاته دعا ائتلاف «تحركوا الآن لإيقاف الحرب وإنهاء العنصرية» (أنسر)، إلى البدء في حملة مقاطعة عالمية لفروع شركة «دنكن دونتس». وقال الائتلاف في بيان له إن الهدف من هذه المقاطعة هو «إرسال رسالة قوية إلى «دنكن دونتس» وغيرها من الشركات التي تتورط في العنصرية أو يذعن للعنصريين المعادين للعرب والمسلمين». ودعا الائتلاف، الذي يضم عشرات المنظمات الأميركية، إلى الانضمام إلى حملة توقيعات لمقاطعة محلات «دنكن دونتس».
وانتقد ائتلاف «أنسر» الحملة التي شنتها المعلقة اليمينية ميتشيل مالكين ضد الإعلان. حيث قال «إن كل شيء عربي في عالم مالكين الملتوي، حتى لو كان وشاحا، هو إرهابي».
وكانت ميتشيل مالكين، المعلقة بشبكة فوكس نيوز اليمينية الأميركية، قد قالت في موقعها على الإنترنت إن «الكوفية هي الوشاح التقليدي للرجال العرب، والذي أصبح يرمز للجهاد الفلسطيني الدموي». وأضافت مالكين: «إن هذا الملبس، الذي روج له ياسر عرفات، يعد الزينة المعتادة للإرهابيين المسلمين الذين يظهرون في مشاهد الفيديو الخاصة بقطع الرؤوس واختطاف الرهائن».
واعتبر ائتلاف «أنسر» أن مسارعة «شركة عملاقة مثل «دنكن دونتس» إلى رفع الإعلان علامة على أن العنصرية النافذة والشوفينية ومعاداة الأجانب التي ينشرها متعصبو اليمين هي خطر حقيقي».
ودعا ائتلاف «أنسر» شركة «دنكن دونتس» إلى الاعتذار الفوري للعرب والمسلمين في أميركا على «إذعانها المخزي للعنصرية» بحسب تعبير البيان. وأضاف الائتلاف: «حتى يتم إصدار هذا الاعتذار فإننا سنرفض تسوق أو شراء أية منتجات تقوم بتسويقها شركة دنكن دونتس».
يُشار إلى أن شركة «دنكن دونتس» هي من أكبر الشركات في الولايات المتحدة والعالم، وتمتلك حوالي 8 آلاف فرع في جميع أنحاء العالم، تقدم القهوة والفطائر المحلاة. وتمتلك الشركة عشرات الفروع في العالم العربي، من بينها أكثر من 04 فرعا في الإمارات العربية المتحدة وحدها.
وكانت المدونة الأميركية بام جيلر، الموالية لإسرائيل؛ قد قالت في مقال لها، إن «ريتشيل راي ترتدي رمز ياسر عرفات الوغد و(رمز) الجهاد الإسلامي الدموي»؟
ووصفت جيلر، في مقالها الذي حمل عنوان «ريتشيل راي: أداة جهاد دنكن دونتس»، ارتداء الوشاح بأنه «جزء من الجهاد الثقافي».
كما شبهت المدونة المتشددة ديبي شلوسيل، المعروفة بمواقفها المتطرفة ضد العرب والمسلمين، الكوفية الفلسطينية بأغطية الرأس التي اعتاد ارتداءها أفراد جماعة «كو كلوس كلان» العنصرية.
وقالت شلوسل: «الناس في حاجة إلى أن يدركوا أنها ليست مجرد ملبس، فقد أصبحت ترمز إلى أزياء الإرهاب».
Leave a Reply