ضمن خطة رئيس البلدية لإنشاء ثلاث حدائق عامة جديدة في مختلف أنحاء المدينة
ديربورن – وضع رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود بمشاركة نائب محافظ مقاطعة وين أسعد طرفة، عصر الثلاثاء الماضي، الحجر الأساس لمشروع إنشاء حديقة عامة في الداونتاون الغربي لديربورن ضمن خطة إدارة حمود لإنشاء ثلاثة منتزهات جديدة في أنحاء متفرقة من المدينة.
وقال حمود إن المساحات الخضراء «قد تمثل الحلّ لجميع التحديات التي تواجه ديربورن»، مشيراً إلى أنه خلال وباء كورونا لمس الحاجة الملحة إلى إنشاء حدائق عامة جديدة في المدينة.
ويسعى رئيس البلدية اللبناني الأصل إلى بناء ثلاثة منتزهات جديدة في الداونتاون الغربي والداونتاون الشرقي ومنطقة «الساوث أند» في جنوب المدينة، تحت مسمى حدائق «السلام» PEACE (اختصاراً للعبارة الإنكليزية: مساواة المنتزهات والوصول إلى التفاعل المدني).
وتقع حديقة غرب ديربورن التي من المتوقع إنجازها قبل نهاية الخريف الحالي، على العنوان 22271 وست فيليدج درايف، بين مبنيي مواقف السيارات اللذين تم تشييدهما في عهد رئيس البلدية السابق جون أورايلي وفق خطة لم تبصر النور لبناء فندق كبير بينهما.
وستتولى شركة «إيماجين للتصميم والبناء» إنجاز الحدائق الثلاث، ابتداء من حديقة الداونتاون الغربي التي ستضفي أجواء اجتماعية جديدة على المنطقة التجارية المزدهرة.
وإلى جانب حمود وطرفة انضم عدد من المسؤولين في بلدية ديربورن وشركة «إيماجين» لمراسم وضع حجر الأساس والكشف عن تصميم المنتزه الجديد.
ويؤكد حمود أن خطته التي أعلن عنها في آذار (مارس) الماضي سيكون لها أثر إيجابي على عدة جهات، «سواء كان الأمر يتعلق بالبنية التحتية الخضراء أو مكافحة الفيضانات أو الصحة العامة والصحة العقلية»، فضلاً عن دورها في تعزيز ازدهار الاقتصاد المحلي عبر جذب رواد الأعمال للاستثمار في محيط المنتزهات الجديدة.
وبدوره، أشار طرفة –وهو من سكان ديربورن أيضاً– إلى أن الحدائق العامة تمثل «العمود الفقري للمجتمع»، لافتاً إلى أن المسؤولين في الكثير من مدن وبلدات مقاطعة وين الـ43، أعربوا له عن رغبتهم في إنشاء مساحات خضراء جديدة ضمن مجتمعاتهم.
وأردف أن حكومة المقاطعة تواصلت مع الشركاء المحليين لمعرفة المشاريع التي قد يهتمون بالاستثمار فيها، «وهناك موضوع واحد ظل يتردد علينا، وهو المنتزهات والمساحات الخضراء».
وبالفعل، ساهمت مقاطعة وين بتوفير عشرة ملايين دولار لصالح خطة حمود التي تتطلب إنفاق 30 مليون دولار لبناء المنتزهات الثلاثة الجديدة إلى جانب تجديد منتزهات أخرى تابعة للبلدية ومن ضمنها «كامب ديربورن» في مقاطعة أوكلاند.
أما بقية المبلغ فقد تم توفيره بواقع عشرة ملايين دولار من حصة ديربورن من المساعدات الفدرالية المخصصة لأزمة كورونا (خطة الإنقاذ الأميركية)، وثمانية ملايين من حكومة ولاية ميشيغن، ومليونين من منحة تنمية المجتمع الفدرالية CDBG.
وقال حمود إن خطته تهدف إلى «الاستثمار العادل في جميع أنحاء المدينة»، معرباً عن أمله في أن تشجع هذه «الحدائق الشقيقة» حركة السكان عبر المدينة وتحديداً إلى المناطق التي لا يترددون عليها عادة.
وتابع قائلاً: «إن الأماكن العامة تخلق التواصل والروابط بين أفراد المجتمع، وهذا بالضبط ما تمثله مدينة ديربورن».
وأكد حمود أيضاً أن كل منتزه رئيسي في المدينة، وكذلك معظم الحدائق الصغيرة، ستشهد نوعاً من التحديثات من خلال خطته، علماً بأن المدينة تضم ما يقرب من 50 متنزهاً وحديقة عامة.
وأوضح أن قرار الاستثمار في المساحات الخضراء جاء في إطار رغبته في «فعل شيء من شأنه أن ينشط مدينتنا ويترك علامة دائمة»، لافتاً إلى أنه يودّ عند مغادرة منصبه أن يكون قد حقق إنجازاً «يمكن أن تستمتع به ابنته وأطفالها في المستقبل».
وأردف أنه استخدام أموال خطة الإنقاذ الأميركية «كما كان المقصود منها»، أي «كدولارات تستخدم لمرة واحدة»، وفي نفس الوقت قرر استخدامها بطريق تُحدِث تأثيراً دائماً على المدينة، مشيراً إلى أن ديربورن تعتبر «أكثر المجتمعات شباباً في منطقة جنوب شرقي ميشيغن، إذ أن أغلبية سكانها من المراهقين أو الأطفال الأصغر سناً»، وفق تعبيره.
وقال حمود: «علينا أن نأخذ الحدائق إليهم» لافتاً إلى أن إدارته «تفكر في إنشاء مساحات خضراء على الأسطح العليا لمواقف السيارات» لكونها أماكن عادة ما يتسكع فيها المراهقون.
وتابع بأن «مباني مواقف السيارات لا تمتلئ أبداً والمراهقون يتسكعون فيها منذ سنوات. لذا بدلاً من محاولة إقناعهم بتغيير روتين حياتهم، يمكن تحويل تلك الأماكن إلى مساحات خضراء يمكن أن يمارسوا فيها العديد من النشاطات.
بالإضافة إلى ذلك، يهدف مشروع إنشاء منتزهات «السلام» إلى توسيع «السطح الأخضر» للمدينة، من خلال زيادة المساحات القادرة على امتصاص الأمطار الغزيرة والتخفيف من آثار الفيضانات.
كذلك ستحرص بلدية ديربورن على تزويد المنتزهات الثلاثة بخدمة الواي فاي عند اكتمالها، علماً بأن منتزهات السلام ستتميز بجو عائلي وقدرتها على استضافة الكثير من الفعاليات الاجتماعية، بحسب حمود.
وقال رئيس بلدية ديربورن إن المسؤولين في مقاطعة وين أخبروه بأن خطته هذه، «تعتبر من بين المشاريع الأكثر إحداثاً للتحول في المقاطعة».
Leave a Reply