التريادي: قمنا بـ “نفضة” لقوانين الدورة الشتوية.. لتعزيز المنافسة والحفاظ على الروح الرياضية
بعد موسم ماض طويل وشاق لفرق الجاليات العربية في ولاية ميشيغن، بدأت الفرق العربية في ميشيغن استعداداتها لانطلاقة موسم جديد مع حلول فصل الشتاء.
فقد انصرفت معظم الفرق لدراسة مكامن النجاح والخلل في مساراتها لترتب فيها أوراقها تحضيرا لموسم صيفي جديد. وفي ظل هذه العطلة القسرية التي يفرضها الطقس القارس، تستعد الأسرة الكروية للمشاركة في الدورة الشتوية السنوية التي تنظمها “المؤسسة الرياضية اليمنية” في ميشيغن على ملاعب مدينة تايلور وبإشراف رئيس المؤسسة محمد ناصر التريادي (أبو طارق) للعام الثامن على التوالي. ويستمر المهرجان الرياضي السنوي الذي ينطلق في تشرين الثاني (نوفمبر) حتى منتصف نيسان (أبريل) بمشاركة أقوى الفرق والأندية العربية.
وبالإضافة الى كونها متنفس الرياضيين خلال فصل الشتاء، يقول رئيس المؤسسة اليمنية أن اهداف الدورة بعيدة المدى وليست تجارية، بل تهدف الى جمع ابناء الجاليات العربية في المقام الأول.
“صدى الوطن” التقت “أبو طارق” عشية سفره لاداء فريضة الحج، وقبيل انطلاق فعاليات الدورة المزمع اقامتها في ١٩ تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل وكان لنا معه هذا اللقاء الذي اضاء كثيرا من الجوانب.
– بعد سبع سنوات متواصلة ماذا جنت المؤسسة الرياضية اليمنية من الدورة الشتوية؟
– جنينا الكثير، وأهم ما جنيناه هو تواصل الشباب وتجميعهم بحفلة اسبوعية لمدة ستة اشهر. كما جنينا الاثارة والتشويق والتعارف، وجنينا احترام الجميع لبعضهم البعض، وجنينا جيلا صاعدا يحب الرياضة سيكون العماد الأول لتشكيل فورة رياضية.
– ما هي اهداف الدورة.. هل هي مادية أم اجتماعية تربوية..؟
– لا توجد لدينا أهداف مادية، فالتكاليف يغطيها داعمو المؤسسة والرسوم المترتبة على الفرق المشاركة. أما الاهداف الاخرى فكثيرة، وهي معنوية بالأساس، مثل تعزيز روح التواصل والالفة بين ابناء الجاليات العربية. كما أن الدورة تهدف الى الاهتمام بالجيل الصاعد أكثر من غيرهم حيث انه يتم توجيههم بشكل كبير نحو الرياضة تجنبا للانحراف منذ صغرهم.
– السنة الماضية وقفت الدورة الشتوية على حد السكين، خصوصا بعد مشكلة القرعة التي وصفت بـ”المتقنة” والظالمة لبعض الفرق المشاركة.. ما هو الجديد لتحاشي اخطاء السنة الماضية ؟
– هناك دراسة توصلنا اليها باعتماد المجموعتين بمستويين، أول وثانٍ، وأيضا باعتماد درع بطولة لكل مجموعة اضافة الى كأس أفضل حارس وافضل لاعب والجديد ايضا هو اعتماد الحارس الواحد لكل فريق حيث كان يحق لاي حارس ان يلعب مع اي فريق بشرط موافقة الفريق المنافس، ولكن هذه السنة تم منع هذا الإجراء مع السماح به للأندية التي تشارك بفريقين حيث يكون الحارس مسجلا على كشوفات الفريق الاول، مثلاً، ويحق له ان يلعب معة كحارس ولاعب، ولكن مع الفريق الثاني لا يحق له اللعب الا كحارس.
– بموضوع تسجيل اللاعبين وطريقة انتقالهم خلال البطولة، ما هو الجديد؟
– كل فريق يحق له ان يسجل 15 لاعباً ويكون هذا التسجيل نهائياً، ولا يحق لأي فريق ان يغير لائحة لاعبيه بعد الاسبوع الاول أو اضافة أي لاعب آخر. ولكن هناك استثناء وحيد وهو أن أي لاعب مسجل على كشوفات فريقه ولا يشارك على ارض الملعب يحق له المشاركة مع أي فريق آخر شريطة ان يتقدم مسؤول ناديه السابق بموافقة خطية تسمح له باللعب للفريق الثاني. يضاف الى ذلك ان اي لاعب يدخل ارض الملعب كلاعب ولو لدقيقة واحدة فلا يحق له اللعب لفريق آخر طيلة مدة البطولة.
– مشكلة الحكام ونظام الانذارات ومقاعد البدلاء هل هناك من حلول لها ؟
– مشكلة الحكام هي انهم عرضة لتطاولات البعض في السنوات الماضية. وغالبا ما كنا نشاهد اتهامات لهم من الفريق الخاسر، لذلك سنعمل على تجنيب الحكام أثر الضغوطات التي يتعرضون لها من اللاعبين والاداريين. ونحن، من جهتنا، سوف نختار الحكام الكفوئين لانجاح الدورة وستكون لنا تعليمات مشددة بوجوب التجرد والموضوعية لضمان نجاح البطولة بغض النظر عن أهمية هذا الفريق أو ذاك.
أما بالنسبة لموضوع الانذارات فهذه السنة سيكون هناك تشديد كبير فيها بحيث أن أي لاعب ينال انذار أصفر سوف يحسب عليه، وبحال حصول لاعب على ثلاثة إنذارات خلال البطولة سيتم توقيفه في المباراة التي تلي الإنذار الثالث مباشرة. وإذا ما نال اللاعب انذارين اصفرين في مباراة واحدة يطرد، ويوقف المباراة التالية مباشرة. واذا ما نال بطاقة حمراء مباشرة فسوف يوقف لمباراتين.
وهناك اشارة مهمة وهي ان أي لاعب يُطرد مباشرة لا يمكن للحكم أن يتابع المباراة الا بعد خروج اللاعب المطرود من الملعب بشكل تام (أي من المدرجات ايضاً).
وبموضوع مقاعد البدلاء فهنا استغل الفرصة لأتوجه للاداريين ان يضبطوا مقاعد الاحتياط بعدم السماح للاعبين على مقاعد البدلاء بأن يؤثروا على الحكام بالصراخ او استفزاز لاعبي الفريق الخصم. ويضاف الى ذلك منع تواجد أياً كان من الجمهور على مقاعد الاحتياط كما يحق لكل فريق بإداريين اثنين فقط إضافة الى لاعبي الاحتياط. ويحق للحكم ان يوقف المباراة في حال حدوث غير ذلك. وللحكم الحق بتقدير الوقت قبل اعلان صافرة نهاية المباراة بتخسير الفريق الذي لا يلتزم بالشروط.
– شغب الملاعب ما هي الحلول المقترحة له وهل هناك من اجراءات تحول دون ذلك؟
هذه النقطة ذات أهمية قصوى لدينا، وكانت لنا عدة اجتماعات مع ادارة المجمع الرياضي في مدينة تايلور في هذا الخصوص، وتوصلنا الى اتفاق يقضي بمنع أي شخص كان من الدخول الى المجمع الرياضي طيلة فعاليات الدورة في حال افتعاله إشكالا، وقد تركنا أمر ملاحقة هؤلاء الاشخاص قضائيا لادارة المجمع الرياضي. ويضاف الى ذلك أي لاعب يثبت اعتداؤه أو افتعاله المشاكل أو المشاركة في تأجيجها عبر مراجعة أشرطة المراقبة، سوف يتم وضع اسمه وصورته على لائحة سوداء عند مدخل المجمع تشير الى انه عنصر غير منضبط وبالتالي هو ممنوع من دخول المجمع كما أن هناك تواصل مع رجال الشرطة في هذه النقطة بالتحديد لتعميم اسمه على كل المجمعات الرياضية تقضي بمنعه من دخولها في كل ولاية ميشيغن.
– نعود لموضوع كأس البطولة، الذي يلي منافسات الدوري، والذي يقضي بخروج المغلوب. فبعد القرعة التي تركت علامات استفهام كبيرة في الموسم الماضي، ما هي الصيغة التي تم التوافق عليها لتحاشي اخطاء السنة الماضية؟
– هذا سؤال وجيه كنت انتظره. نحن لدينا مجموعتان في كل واحدة سيكون هناك عشرة فرق وفي أسوأ الاحوال سيكون هناك ثمانية فرق في الثانية، أي 18 فريقاً في كلتا المجموعتين. لكن نظام الكأس يبدأ من الدور الـ16 (١٦ فريقا من أصل ١٨ مشاركاً) وهنا سوف نعتمد نظاماً يقضي بتأهل أول ستة فرق من المجموعتين في الدوري المنتظم (١٢ فريقاً) وستتنافس الفرق الباقية على أربع بطاقات، بنظام خروج المغلوب ليصبح العدد 16.
وطريقة توزيع مباريات البطاقات الأربع تقضي بأن يلعب سابع المجموعة الأولى مع عاشر المجموعة الثانية وثامن المجموعة الأولى مع تاسع المجموعة الثانية.. وهكذا دواليك.
أما كيفية توزيع مباريات الدور الأول من الكأس فتقضي بوضع ترتيب بالفرق يتقدمه الستة الأوائل من المجموعة الاولى ويليهم الستة الاوائل من المجموعة الثانية وبعدهم يتسلسل المتأهلون من تصفيات البطاقات الأربع حسب نتائجهم. ويلعب أول الترتيب مع السادس عشر في المباراة رقم واحد، والثاني مع الخامس عشر في المباراة رقم اثنين.. وهكذا دواليك وصولا الى المباراة رقم ثمانية..
وفي ربع النهائي يلعب الفائز من المباراة رقم واحد ضد الفائز من المباراة رقم ثمانية (المباراة رقم ٩)، والفائز من المباراة رقم اثنين ضد الفائز من المباراة رقم سبعة (المباراة رقم ١٠). وتستمر المنافسات على هذا المنوال وصولا للنهائي التي سيرفع فيها الفائز كأس البطولة.
اعتمدنا هذه الطريقة حتى تكون الفرصة متاحة للجميع للمنافسة والفوز باللقب. ونحن اعتمدنا هذا النظام، قبل ان يتحدد ترتيب الفرق حتى لا يكون هناك تلاعب بين الفرق بالنتائج لاقصاء فريق معين، وبالتالي يتم اتهامنا بمسايرة فريق على حساب آخر.
– ما هي الآلية التي ستعتمد لاختيار افضل حارس وافضل لاعب في البطولة؟
– هناك جوائز أفضل حارس وأفضل لاعب لكل مجموعة، وتحاشيا للاتهامات المنتظرة، ككل موسم، فقد اعتمدنا آلية اعتبرها متطورة وموضوعية وتضع مسؤولي الاندية أمام مسؤوليات خاصة بهم حيث سنقوم في منتصف مرحلة الاياب بتوزيع استمارات على كل مسؤولي الاندية في المجموعتين نطلب منهم تسمية خمسة لاعبين مرشحين ليكونوا ضمن اللائحة شبه النهائية لافضل لاعب في حين ستقتصر الآلية، على ثلاثة حراس مرمى وسوف نقوم باحصاء الاصوات التي سيحصل عليها اللاعبون المرشحون من قبل مسؤولي الاندية ويتأهل للمرحلة النهائية اول خمسة لاعبين ينالون اعلى نسبة من التسميات وبعد ان يسمى اللاعبون نقوم بتوزيع اللائحة بالاسماء على مسؤولي الاندية لاختيار افضل لاعب لكل مجموعة والذي ينال اكثر الاصوات يكون افضل لاعب ونفس الآلية ستكون لحراس المرمى. وفي حال تعادلت الأصوات تحسم اللجنة المنظمة أسماء الرابحين بالجوائز.
واعتمدنا هذه الآلية لرفع المسؤولية ورد الاتهامات والتجني، حيث انه سيكون لاول مرة اختيار أفضل حارس ولاعب لهيئة مسؤولي الاندية. وهنا اطالب الجميع بتحمل المسؤولية وتحكيم الضمير في هذه المسألة حتى لا يكون هناك ظلم لأي كان.. وعلى المسؤولين ان يلحظوا الاخلاق الرياضية عند اللاعبين لتسميتهم ايضاً.
– كلمة أخيرة…
– أؤكد وأعيد ان موضوع الاخلاق الرياضية يجب ان يكون حاضراً دائماً، والشغب ممنوع، سواء من الجمهور او اللاعبين أو الاداريين، لأن هذا النوع من التصرفات أخذ منحىً تصاعدياً خلال السنوات الماضية، وهذه السنة لن نتهاون مع المتجاوزين مهما بلغت درجة تأثيرهم، لأن الهدف هو التواصل والإلفة والمحبة بين الجميع وبالتالي يجب ان تنتفي الحاجة للكلام عن شغب أو ما شابه.
وفي الختام أتوجه بالشكر لـ”صدى الوطن” على الدعم والتشجيع والقاء الضوء على الرياضة في ميشيغن، على أمل أن تكون أيدينا متكاتفة لرفع شأن الجالية.
Leave a Reply