شرطة نيويورك تنتهك القوانين وتقوم بالتجسس على المجتمعات الإسلامية بالتعاون مع الـ”سي آي أي”
كشفت تقارير صحفية الأسبوع الماضي عن وجود ما يزيد عن 15 ألف مخبر في المساجد والمراكز الإسلامية المنتشرة في الولايات المتحدة يعملون لصالح مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، وهذا الرقم بمقدار ثلاثة أضعاف عما كان عليه قبل 25 عاما.
وخلال السنين التي تلت هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، حدثت طفرة لناحية تجنيد “أف بي آي” للمخبرين وطريقة تشغليهم لصالح مكتب التحقيقات الذي تناط به مهمات محاربة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، والآن مكافحة الإرهاب.
وقال تريفور آرونسون، وهو أحد أعضاء مؤسسة “ماذر جونز” لـ”راديو ميشيغن الوطني” (أن بي آر): “إن المخبرين يلعبون دورا متعاظما ويقومون بأدوار عملاء محرضين للإيقاع بالناس ودفعهم إلى الاعتراف بقيامهم بأعمال إرهابية”.
وأضاف: “كما أنهم يزودون هؤلاء الناس بخطط ومواد لكي يستخدموها في عمليات إرهابية.. وتتم محاكمتهم عليها فيما بعد”.
ونوه آرونسون إلى أن عملاء الـ”أف بي آي” يبحثون عن مخبرين راغبين بالتجسس على المساجد والمجتمعات الإسلامية، وذلك بإغرائهم بالمال حينا، ولكن التحقيقات تبين تركيز المكتب الفدرالي على تجنيد مخبرين من أوساط المهاجرين غير الشرعيين.
ويوضح آرنسون في هذا الصدد بالقول: “إذا أردت أن تقوم بتجنيد مخبر وأنت تعرف أنه مخالف لقوانين الهجرة، فإن المكتب الفدرالي يستغل هذه الحالات في معظم الأحيان، حيث يقولون لهؤلاء الأشخاص إذا عملت معنا، فسوف نساعدك (في موضوع إقامتك) من خلال التنسيق مع سلطات الهجرة لئلا يقوموا بترحيلك”.
وبالنسبة لبعض المنتقدين فإن مسألة توظيف مخبرين بالإكراه هي مسألة مشكوك فيها، ولكن وفقا لآرونسون، فإن “أف بي آي” ينكر أنه يقوم بابتزاز المهاجرين غير الشرعيين ولكنه أقر بمساعدة بعض المخبرين لجهة عدم ترحيلهم.
ولكن المشكلة بالنسبة لمعارضي طريقة عمل “أف بي آي”، هي صناعة الأفخاخ الإرهابية، حيث يلعب المخبرون في حالات معينة دورا مبالغا فيه، في محاولاتهم للإيقاع بالناس ودفعهم إلى التورط والاعتراف بضلوعهم بأعمال إرهابية.
ويشكك آرونسون بمدى أمان هذا النوع من العمليات، ويقول: “السؤال هو فيما إذا كان هؤلاء الناس قادرين فعلا على تنفيذ الخطط التي تقدم لهم أو فيما إذا كانوا قادرين فعلا على تنفيذها من تلقاء أنفسهم وبخطط يضعونها بأنفسهم”.
ويضيف أن التحقيقات تكشف أن هؤلاء المخططين المزعومين، وبالمواد المزعومة التي بحوزتهم، “تظهر أننا أمام أناس ساذجين وليسوا على قدر كبير من الذكاء”.
وبدورهم يقوم المخبرون، بحسب آرنسون، بالبحث عن أهداف من الناس الفقراء والبائسين للإيقاع بهم، و”تكشف التحقيقات أن معظم هؤلاء الأشخاص (الضحايا) لا يعرفون إلا مجرد مبادئ أولية عن الإسلام.. إن المخبرين يقومون باستغلالهم”.
وفيما يتعلق بمدى قانونية نصب الأفخاخ ومشروعية الإيقاع بالناس، ينوه أرونسون: “إن العديد من الحالات ما كانت لتحدث لولا ضلوع “أف بي آي” في المسألة”.
ويؤكد أنه من “المهم أن نفهم ما معنى التعريف القانوني لـ”الإيقاع” (بالناس) أو نصب الأفخاخ، وحتى الآن لا نجد في القضايا المطروحة حادثة واحدة.. يتم فيها الإيقاع بشكل قانوني، أو حسب التعريف القانوني”.
انتهاكات ترتكبها شرطة نيويورك
وفي سياق متصل طالب مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية (كير) باجراء تحقيق فدرالي وعقد جلسات استماع في مجلس الشيوخ بشأن تقرير جاء فيه ان وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي آي أي) تساعد شرطة نيويورك من خلال جمع معلومات من المساجد والاحياء التي تقطنها الاقليات.
وقال قدير عباس محامي المجلس ان هناك شبهة في ان خطة جمع المعلومات المشتركة التي تقوم بها وكالة “سي آي أي” وشرطة نيويورك والتي كشفت عنها وكالة “اسوشيتيد برس” تشكل انتهاكا للدستور الاميركي وقانون الخصوصية الاميركية لعام 1974 وأيضا الامر الرئاسي الذي يحظر على وكالة المخابرات الاميركية التجسس على اميركيين.
وقال عباس “الامر جدير بأن تعقد بشأنه جلسات استماع” وطالب لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الاميركي ببحث الامر في اطار مهمتها لمراقبة أجهزة المخابرات الاميركية.
وجاء في تقرير “اسوشيتيد برس” ان ضباط شرطة نيويورك ينتشرون في أحياء الاقليات المسلمة لمراقبة المكتبات والمقاهي والنوادي الليلية وانهم يستخدمون مخبرين لمراقبة ما يحدث في المساجد.
ووصفت الوكالة التعاون بين “سي آي أي” وشرطة نيويورك بأنه غير مسبوق وقالت “ادارة شرطة نيويورك تعمل خارج اختصاصاتها وتستهدف مجتمعات عرقية بطريقة تتعارض مع أحكام الحريات المدنية اذا مارستها الحكومة الفدرالية”.
وقال متحدث باسم الشرطة “انه لن يعتذر” عن أساليب هجومية وقائية طورت منذ هجمات “11 ايلول” التي تعرضت لها الولايات المتحدة عام 2001. وصرح بأن هذه الاساليب أحبطت 13 مؤامرة في مدينة نيويورك.
Leave a Reply