ارتفاع ملحوظ في وتيرة العنف بسبب تجارة الماريوانا غير الشرعية
ديترويت – شهدت مدينة ديترويت خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من العام الجاري، ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة العنف حيث قتل 18 شخصاً وسُجّلت عشرات حوادث إطلاق النار غير المميتة، معظمها مرتبط بتجارة الماريوانا غير الشرعية، وفقاً لقائد شرطة المدينة جيمس كريغ الذي عقد مؤتمراً صحفياً يوم الثلاثاء المنصرم، متعهداً بالتضييق على السوق السوداء المتنامية لهذه النبتة المخدرة على الرغم من تشريعها العام الماضي.
وقال كريغ إنه سيعمل وفق استراتيجية جديدة لمكافحة حوادث العنف المرتبطة بالماريوانا، عبر التركيز على التجار المسلحين، بسبب صعوبة توقيف الأفراد بتهمة حيازة الماريوانا التي أصبحت قانونية لجميع البالغين فوق سن 21 عاماً.
ورغم إطلاق سوقها في ميشيغن –رسمياً– مطلع كانون الأول (ديسمبر) المنصرم، لاتزال مدينة ديترويت تخلو من أي متجر لبيع الماريوانا الترفيهية، بسبب تلكؤ البلدية في إقرار القيود التنظيمية الخاصة بها. وهو ما جعل السوق السوداء تنمو بشكل غير مسبوق، ومعها وتيرة العنف في المدينة.
كذلك أشار كريغ إلى أن أسعار الماريوانا في السوق السوداء أدنى بكثير من أسعارها في المتاجر المرخّصة بسبب غياب الضرائب والقواعد التنظيمية التي يتكبدها التجار الشرعيون. وقال: «إنه قانون العرض والطلب… هناك طلب أكبر على الماريوانا في السوق السوداء لأنها أرخص».
وعبّر كريغ خلال المؤتمر الصحفي عن خشيته من أن يؤدي ازدهار السوق السوداء، إلى زيادة وتيرة العنف في ديترويت رغم الجهود الحثيثة التي تبذل للحد من معدلات الجريمة في المدينة، لافتاً إلى أن معظم المعاملات غير الشرعية للماريوانا غالباً ما تنتهى بالعنف.
وكشف كريغ أن 60 بالمئة من حوادث إطلاق النار وعمليات القتل التي شهدتها ديترويت منذ بداية العام الحالي لها علاقة بالسوق السوداء للماريوانا، مؤكداً أن جهاز الشرطة لاحظ ارتفاعاً مستمراً في وتيرة العنف منذ أواخر العام الماضي.
وأوضح أن المدينة شهدت 17 جريمة قتل منذ مطلع كانون الثاني (يناير) الجاري حتى 21 منه، مقارنة بعشرة قتلى فقط خلال الفترة نفسها من العام الماضي. كما ارتفع عدد الجرحى في حوادث إطلاق النار غير المميتة من 27 إلى 32 شخصاً.
وسجل صباح الأربعاء الماضي مقتل رجل آخر، تم العثور عليه جثة متفحمة داخل سيارة محروقة في غرب المدينة لترتفع حصيلة القتلى منذ بداية العام الحالي إلى 18.
وقال كريغ «لقد قابلت محققين متخصصين وأعضاء فريق الاستجابة الخاصة، وقالوا إن معظم عمليات إطلاق النار والقتل هذه جاءت من مبيعات الماريوانا غير القانونية»، مؤكداً اندهاشه عندما أخبره المحققون بأن حوادث إطلاق النار المرتبطة بالماريوانا «تفوق بكثير أي نوع آخر من المخدرات، بما في ذلك، الكوكايين أو الهيروين».
ولم يشأ قائد شرطة ديترويت الإعلان عن تفاصيل الاستراتيجية التي سيعتمدها للحد من هذا النوع من الجرائم، لأنه «لا يريد تنبيه المجرمين»، مكتفياً بالقول إنه سيركز على الأشخاص الذين يحملون أسلحة غير مرخصة في عمليات البيع والشراء غير الشرعية، لاسيما أنه «عندما يتعلق الأمر بالماريوانا نفسها، فإن الأمور لا تزال غامضة؛ فإذا أمسكنا بشخص ما أثناء عملية ما، يمكنه أن يزعم بأنه حصل على أونصتين من الماريوانا كهدية، وهذا قانوني».
وأضاف «لكن لا يوجد غموض فيما يتعلق بحمل سلاح من دون رخصة، وهذا ما سنركز عليه»، مؤكداً أن أفراد الشرطة سيعملون وفق هذه الاستراتيجية للحد من العنف، مع التركيز على مناطق معينة تعاني من هذه المشاكل.
Leave a Reply