ديربورن - لمسة جمالية وتجارية جديدة أُضفيت على أسواق ديربورن مع الافتتاح الرسمي لمتجر «خان الصابون» في قلب عاصمة العرب الأميركيين بالولايات المتحدة، بحضور مسؤولين محليين ورسميين مُنتخبين وشخصيات اجتماعية، الأربعاء الماضي.
ويأتي افتتاح المحل الجديد على شارع شايفر كاستثمار استثنائي مغاير للأنشطة التجارية التقليدية في مناطق كثافة العرب الأميركيين الذين عادة ما يركزون على أنواع معينة من المشاريع التجارية ويعيدون استنساخها المرة تلو الأخرى، من دون كبير اهتمام بالابتكار والفرادة.
وقد أشاد المسؤولون المحليون الذين حضروا حفل الافتتاح، بمن فيهم رئيس بلدية ديربورن عبد الله حمود ورئيس بلدية ديربورن هايتس بيل بزي وعضو مجلس مفوضي مقاطعة وين سام بيضون، بالمشروع الذي يوفر مختلف أنواع الصابون الطبيعي والعلاجي ومستحضرات الزيوت والأعشاب المزيلة للسموم من الجسم، وصولاً إلى الكريمات ومواد العناية بالبشرة والشعر، التي تخلو جميعها من أية إضافات صناعية أو كيميائية.
ورجّح المتحدثون خلال حفل الافتتاح أن يصبح المتجر أحد الوجهات الجاذبة لسكان منطقة الديربورنين، خاصة مع تزايد الاهتمام بالصحة الشخصية والإقبال على استهلاك المواد الطبيعية (أورغانيك).
وأفاد صاحب المتجر، الزميل حسن بيضون، بأن متجر «خان الصابون» بديربورن هو أول فروع «قرية بدر حسون» الطرابلسية في الولايات المتحدة، التي يتوارث أصحابها مهنة صناعة الصابون منذ 15 جيلاً، والذين كان أجدادهم أول من صدّر الصابون اللبناني إلى فرنسا قبل 400 عام، عندما قاموا بإمداد الفرنسيين فيما بات يُعرف بـ«صابونة مرسيليا».
من مهد صناعة الصابون إلى عاصمة العرب الأميركيين
وأشار إلى أن الإسم الإنكليزي للمتجر، هو «N961» الذي يتضمن الرمز الهاتفي الدولي للبنان، والحرف الأول من كلمة «نايتشر» (طبيعة)، في إشارة إلى الرغبة بنقل الطبيعة اللبنانية الخلابة إلى أميركا، وقال إن «خان الصابون» ليس مجرد متجر لبيع الصابون ومستحضرات الزيوت والأعشاب، وإنما هو ركن للاستجمام ولعيش تجربة فريدة داخل المرفق الذي تم تصميمه بشكل يزاوج بين البساطة الريفية والأناقة العصرية».
وعليه، فإن التسوق داخل الخان الجديد سيكون فرصة ثمينة للتمتع بروائح الخزامى والمريمية وإكليل الجبل، إلى جانب المسك والعنبر، التي تستخدم في صناعة بضائع «خان الصابون» التي تخلو من كافة الإضافات الكيميائية، بما فيها الملونات والأصباغ.
وأوضح بيضون لـ«صدى الوطن» بأن المنتجات الصحية والعالية الجودة لن تكون حكراً على الميسورين فقط، وأن أسعار المواد تتراوح بين 4 و165 دولاراً، ما يجعلها متاحة لكافة الشرائح. ولفت بيضون إلى أن «خان الصابون» يستقبل طلبيات الزبائن الذين يتطلعون إلى الحصول على تشكيلات موسعة، وتغليفها بطريقة أنيقة لكي تكون مناسبة للهدايا، ولكافة المناسبات الأخرى.
ويستورد المتجر الجديد كافة منتجاته من «قرية بدر حسون» مباشرة، في ما يشبه أن يكون «رسالة عطرة من لبنان إلى أميركا»، بحسب بيضون الذي أضاف بأن صناعة الصابون تحولت في تلك القرية إلى حكاية تروى وتُتناقل أخبارها في جميع أنحاء العالم.
وتقع القرية المبنية وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية، والحائزة على ترخيص من شركة «إيزو» للجودة والنوعية، في منطقة الكورة بشمال لبنان، وتمتد على مساحة 15 دونماً تتضمن معملاً ومختبراً علمياً ومطعماً ومنتجعاً سياحياً.
ويعود تاريخ عائلة حسون في صناعة الصابون إلى حوالي 600 عام بعدما توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، علماً أن مؤسس القرية، بدر حسون، بدأ العمل في مهنة الذهب، ولكن القدر أعاده إلى مهنة الأجداد، بعدما سُرق معمل ومتجر الذهب الذي ورثه عن والده.
وتُعد منتجات القرية الحاصلة على شهادة «حلال طيبة» هي الأولى في الشرق الأوسط، ما يعني أنها خالية من أي مواد حيوانية أو كيميائية أو اصطناعية، وقد لاقت رواجاً كبيراً في الأسواق الخارجية، بما فيها أوروبا والصين ودول الخليج العربي، كما استقطب اهتمام وسائل الإعلام العربية والعالمية.
وتنتج القرية ما يربو على 1,400 صنف من الزيوت الطبيعية و700 نوع من الصابون، ويفتخر أصحابها بأن رائحة صابونهم تبقى على الجسم لأكثر من 24 ساعة.
ومن يدري، فلربما تغيّر هذه القرية المثل الشائع في الشرق الأوسط، والقائل: «كله عند العرب صابون!».
Leave a Reply