لانسينغ – الوظائف فـي مقاطعة أوكلاند تنمو بشكلٍ هائل، مما يُترجَم بمستقبل مشرق ليس فقط لسكان المقاطعة ولكن أيضاً لبقية منطقة جنوب شرقي ميشيغن، وفقاً لتوقعات خبيرين اقتصاديين من جامعة ميشيغن .
وحسب الأنباء الاقتصادية الاخيرة، التي من المؤكد أن تكون محل ترحيب من قبل الخريجين الجامعيين هذا العام، فضلاً عن العمال المجربين الباحثين عن وظائف، يتوقع ان يتراجع معدل البطالة فـي المقاطعة فـي وقت لاحق من هذا العام إلى ما دون الحد الأدنى البالغ ٥ بالمئة.
هذا هو المعدل الذي يعتبره الاقتصاديون عموماً مؤشراً جيداً حيث تكون اليد العاملة فـيه كافـية لأنه يسمح لكل عامل من بين ٢٠ من العمال بتغيير وظيفته أو بترك العمل عن طريق الاختيار. وقال الاقتصاديون انه عند انخفاض البطالة إلى نسبة أقل من ٥ بالمئة يبدأ أرباب العمل فـي التنافس على اقتناء العمال الجدد، مما يؤدى إلى ارتفاع الأجور والرواتب.
وبالفعل، «فالأجور الحقيقية» المعدلة بفعل التضخم، بدأت لتوها ترتفع فـي مقاطعة أوكلاند، حسب كلام الخبير الاقتصادي فـي جامعة ميشيغن دونالد غرايمز فـي مؤتمر صحفـي عقده صباح اليوم. وتوقع غرايمز حدوث نقص كبير فـي التكنولوجيا وغير ذلك من اليد العاملة الماهرة فـي مقاطعة أوكلاند بحلول عام ٢٠١٧.
وقد حل أكثر من ٦٠٠ ضيف على حفل غداء، بما فـيهم رؤساء البلديات وكبار المديرين التنفـيذيين، ليستمعوا لآخر التوقعات السنوية لثلاثين خبيراً من الاقتصاديين فـي جامعة ميشيغن وذلك فـي فندق ماريوت فـي مدينة تروي.
وقبل مأدبة الغداء ظهراً، تحدث محافظ مقاطعة أوكلاند التنفـيذي ل. بروكس باترسون عن التوقعات المتفائلة لهذا العام.
«لأول مرة منذ أن بدأنا فـيها إعداد هذا التقرير، نفد منا الحبر الأخضر» قال باترسون مازحاً، ومضيفاً «أنا مسرور أين نحن ذاهبون حيث نسرع الخطى إلى هناك بأسرع مما كنت اعتقده ممكناً».
من ناحيته أكد الخبير الاقتصادي جورج فولتون ان الأخبار الجيدة لا تقتصر على مقاطعة أوكلاند وأردف «نحن نشهد نمطاً مماثلا للنمو فـي وين وماكومب مع استمرار المبيعات المنتعشة للسيارات فـي ديترويت لدى الشركات العملاقة الثلاثة، وكله مستمد من نمو مقاطعة أوكلاند الذي ينسحب إلى المناطق المجاورة، وفـي الوقت نفسه الذي يخرج فـيه اقتصاد البلاد ككل من الكساد الاقتصادي السابق ما بين ٢٠٠٨ و٢٠١٢».
وأضاف غرايمز «ان مكاسب مقاطعة أوكلاند لم تتحقق على حساب جيرانها والمسألة ليست ان مقاطعة أوكلاند تأخذ الوظائف من درب غيرها بل هي تساعد على انتعاش المنطقة بأسرها».
وقال مدير التنمية الاقتصادية فـي مقاطعة أوكلاند ارين سبانوس ان نحو ثلث الوظائف الجديدة فـي المقاطعة مصدرها المستثمرون الأجانب والشركات الأجنبية. «وهذا نتيجة عمل أي من البعثات التجارية فـي الخارج» استطرد باترسون وتابع «عندما يذهب فريقنا إلى أماكن مثل الصين، أشياء جيدة تبدأ بالحدوث هنا».
واوضح ستيفن هوبر، مدير التسويق وموظف الاتصالات فـي إدارة مقاطعة أوكلاند للتنمية الاقتصادية وشؤون الجالية، أنَّ المحافظة دفعت لمعهد الأبحاث حول العمل والتوظيف والاقتصاد فـي جامعة ميشيغن ٣٠ الف دولار لإجراء البحث.
الحديث عن النقص فـي اليد العاملة فـي أي مكان من ميشيغن لم يُسمع به الا قبل بضع سنوات خلت، عندما أصبح معدل البطالة فـي الولاية ١٣ بالمئة وكان أعلى نسبة فـي البلاد. وعزا غرايمز الهبوط فـي نسبة البطالة الآن إلى النقص فـي التكنولوجيا والمهارة العلمية، بسبب تحوَّل كبار السن من جيل الستينيات والمسمى «بيبي بومرز» نحو التقاعد، مما أدى الى خسارة مقاطعة أوكلاند بعض اليد العاملة التقنية وتقدم الجيل الشاب الجديد لملء هذا الفراغ فـي الوظائف.
وذكر دان هانتر، نائب مدير المحافظة للتنمية الاقتصادية، وجود بحبوحة اقتصادية تسمح للجيل الجديد بإيجاد وظائف. واعلن أحد الضيوف وهو الرئيس السابق لمؤسسة المقاولين العموميين وهي مجموعة تجارية فـي ميشيغن انه تم توظيف عمال هذا الأسبوع، ويرغب فـي توظيف المزيد من طلاب المدارس الثانوية فـي جنوب شرق ميشيغن فـي مهن البناء.
«النجار المياوم يمكن أن يكسب أكثر من ٦٠ الف دولاراً فـي السنة» قال فـينس ديولينارديس، الرئيس التنفـيذي لشركة «جورج أوش»، وهي شركة مؤلفة من ٩٠ مقاولاً عاماً يعملون فـي المدارس والمستشفـيات والمباني البلدية.
وأضاف ان الشركة تحتاج لمدراء مواقع بناء ولمهندسي مشاريع، بدءاً من راتب ٤٠ ألف دولار سنوياً. ومعظم المتقدمين يحملون شهادات فـي الهندسة المدنية، «ولكننا وظفنا شخصاً خريجاً من كلية الكيمياء لأن اختصاص الكيمياء يعد جيداً لحل المشاكل».
Leave a Reply