مينيابوليس
حذر خبراء أميركيون من انتشار مرض قاتل أصاب غزلاناً في 24 ولاية أميركية، بينها ميشيغن، مشيرين إلى إمكانية انتقاله إلى البشر في المستقبل.
وأضاء خبراء من «جامعة مينيسوتا ستايت» الأسبوع الماضي، على ما يسمى بمرض «الهزال المزمن» Chronic Wasting Disease أو «مرض زومبي الغزلان» والذي يصيب الغزلان، ويؤدي إلى موتها.
وأشار الخبراء إلى أنه في الوقت الحالي لا توجد لقاحات أو علاجات متاحة للمرض، والتي يقول العلماء إنها تنتشر مباشرة من خلال الاتصال بين الحيوانات، ولكن أيضاً بشكل غير مباشر من خلال مياه الشرب أو الأغذية الملوثة بالفيروس.
وبالرغم من عدم الإبلاغ عن أية إصابة بشرية بهذا المرض حتى الآن، إلا أن مدير مركز أبحاث الأمراض المعدية في «جامعة مينيسوتا ستايت» مايكل أوسترهولم، أكد إمكانية انتقال العدوى إلى البشر خلال الأشهر والسنوات القادمة.
وقال أوسترهولم في شهادته أمام المجلس التشريعي في ولاية مينيسوتا: «من المحتمل أن يتم توثيق حالات بشرية مرتبطة باستهلاك اللحوم الملوثة في السنوات القادمة»، مرجحاً أن يكون عدد الإصابات البشرية كبيراً في حال حدث ذلك.
ويشبه العلماء مرض «زومبي الغزلان» بـ«جنون البقر» الذي عرفه العالم خلال السنوات الماضية والذي «لم يكن مسؤولو الصحة العامة وأولئك الذين يعملون في صناعة لحوم البقر يعتقدون في يوم من الأيام أنه يمكن أن يصيب الناس» على حد تعبير أوسترهولم.
وتم اكتشاف مرض «الهزال المزمن» CWD لأول مرة في الغزلان أواخر ستينيات القرن الماضي بولاية كولورادو، وشخص وقتها على أنه «اعتلال دماغي إسفنجي معد»، وفق «مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (سي دي سي).
وتم توثيق أول إصابة بفيروس «زومبي الغزلان» في ولاية ميشيغن عام 2015، ولكن بحلول منتصف شباط (فبراير) الجاري تم اكتشاف إصابة 62 غزالاً بالمرض من أصل 30 ألفاً تم فحصها منذ مطلع العام الحالي.
وتشمل أعراض المرض خسارة الوزن والتعثر وعدم التناسق في الحركة وعدم الخوف من الناس والعدوانية، وهو ما يفسر لقب «مرض الزومبي».
وتشرح جامعة مينيسوتا أن الأعراض هي نتيجة «خلل يقتل الخلايا العصبية في دماغ الحيوان المصاب».
كما تشير إلى أن هناك خطراً حقيقياً في إصابة أنواع حيوانية أخرى تأكل لحوم الحيوانات المصابة أو تلامس سوائل أو براز الغزلان. وتثير هذه الدراسات مخاوفَ من احتمال وجود خطر على الناس. إذ أن منظمة الصحة العالمية أوصت منذ عام 1997، بأهمية منع دخول الأمراض الحيوانية المعروفة إلى السلسلة الغذائية البشرية.
وأطلقت وزارة الموارد الطبيعية في ميشيغن مؤخراً، حملة لـ«قتل الغزلان» في مقاطعتي إيزابيلا وغراشت بوسط الولاية، في محاولة منها لوقف انتشار المرض.
وقال الخبير في الوزارة تشاد ستيوارت، في ندوة عامة بمدينة إيثاكا الاثنين الماضي، إن مكافحة انتشار «الهزال المزمن» في قطيع الغزلان بولاية ميشيغن بات «أولوية» بالنسبة للوزارة، و«استراتيجية معتمدة» في الوقت الراهن.
Leave a Reply