إعداد: أحمد السبلاني
ديترويت كانت في ما مضى واحدةً من أكبر المدن الأميركية وأكثرها ازدهاراً وتنوعاً، كانت مهداً للصناعة ومركزاً اقتصادياً وثقافياً وفنياً عالمياً في النصف الأول من القرن العشرين. ولم يضاه سرعة نهوض المدينة سوى سرعة انحدارها، فبحلول ستينات القرن الماضي أدت مجموعة من التراكمات الاجتماعية والاقتصادية والاحتقان العنصري إلى وقوع أحداث دامية في صيف ١٩٦٧، دخلت معها المدينة في نفق مظلم استمر عقوداً وازداد وحشية وقتامةً وعنفاً وتدميراً وتفككاً اجتماعياً، حتى أصبحت ديترويت مضرب أمثال في الفقر والعنف والفساد في أميركا، والعالم.
لفهم حقيقة ما حصل للمدينة التي تسعى اليوم إلى استعادة بعض من أمجادها الغابرة، لا بد من التوقف عند محطتين مفصليتين في تاريخ ديترويت وفهم الأسباب والظروف التي رافقتهما.
الأولى، هي أحداث العام ١٩٤٣، عندما كانت ديترويت لا تزال في مسارها التصاعدي اقتصادياً وسكانياً، والثانية هي أحداث العام ١٩٦٧ التي بدأ معها الانحدار السريع. وبمناسبة مرور نصف قرن على الأحداث التي اندلعت صباح ٢٣ تموز (يوليو) ١٩٦٧، تنشر «صدى الوطن» في حلقات متتابعة، عرضاً تاريخياً شاملاً للأسباب والظروف والخبايا التي رافقت الأحداث المفصلية في تاريخ المدينة. الجزء الأول بعنوان: الصعود السريع والاحتقان العرقي
الصعود السريع والاحتقان العرقي ديترويت .. من فجر القرن العشرين إلى الحرب العالمية الثانية
في صيف ١٩٢٨ كان مئات العمال والمهندسين يضعون اللمسات الأخيرة على برج «بينوبسكوت» تحضيراً لافتتاح أعلى ناطحات السحاب في ديترويت وثامن أعلى المباني في العالم.
كانت المدينة تنهض بسرعة، على وقع الازدهار الكبير لصناعة السيارات التي قلبت ديترويت رأساً على عقب، فتحولت المستوطنة الصغيرة التي أسسها الفرنسيون عام ١٧٠١ إلى مدينة كبرى فأصبحت مركزاً اقتصادياً وتجارياً وصناعياً وثقافياً رائداً، وقبلة للباحثين عن فرص عمل وحياة كريمة من كل حدب وصوب.
لم يكن «بينوبسكوت» البرج الوحيد في سماء «باريس الغرب»، فالمدينة راحت تنمو باضطراد منذ بداية القرن العشرين، حيث نهضت فيها المباني الشاهقة، واكتظت الشوارع بالسيارات وعربات الترامواي وافتتحت المتاجر العملاقة، كما توسّعت حدود المدينة بقضم بلدات ومدن مجاورة، فيما نما عدد السكان بوتيرة قياسية ليتعدى ١.٥ مليون نسمة بحسب إحصاء العام ١٩٣٠، مقارنة بـ٢٨٥ ألفاً فقط في مطلع القرن الماضي، ولتصنّف ديترويت كرابع أكبر مدينة أميركية، خلف نيويورك وشيكاغو وفيلادلفيا، بعد أن انتقل للعيش فيها أكثر من مليون نسمة خلال عقدين من الزمن.
كان لذلك النمو أثراً كبيراً على تغيير التركيبة الاجتماعية والاقتصادية للمدينة في ظل الارتفاع المضطرد بأعداد المهاجرين الأوروبيين، وكذلك الأميركيين السود الذين تدفقوا إلى ديترويت بكثافة بحثاً عن حياة كريمة، بعيداً عن نظام الفصل العنصري الذي كان سائداً في ولايات الجنوب التي نزحوا منها، وسعياً إلى فرص العمل، وتحديداً الوظائف التي كانت توفرها صناعة السيارات المزدهرة، خاصة بعد إعلان رائدها هنري فورد عن عرضه الشهير (خمسة دولارات على الأقل يومياً).
أزمة سكن
رغم تطلعات القادمين الجدد من الأفارقة الأميركيين في العشرينات والثلاثينات، إلى العدل والمساواة في مدن الشمال –في سياق ما عرف بموجات «الهجرة الكبرى» خلال حقبة ما بعد الحرب العالمية الأولى والكساد العظيم– هرباً من الاضطهاد الذي كانوا يتعرضون له كمواطنين من الدرجة الثانية في ولايات الجنوب بموجب قانون «جيم كرو»، إلا أن الأمور لم تكن وردية كما كان يتصور المهاجرون شمالاً، إذ وجد السود أنفسهم مجدداً تحت رحمة نظام فصل عنصري جديد، لكنه هذه المرة غير رسمي.
فلم تفتح مدنٌ مثل نيويورك وشيكاغو وديترويت وكليفلاند أذرعها للقادمين السود، الذين لم يُسمح لهم سوى بالإقامة في «غيتوات» وأحياء فقيرة قديمة كان يملكها في الغالب اليهود الأميركيون، مثل «هارلم» في نيويورك، والـ«ساوث سايد» في شيكاغو، و«سيدر سنترال» في كليفلاند، و«روندو» في سان بول… ألخ.
أما في ديترويت، فلم يجد عشرات آلاف السود الذين وصلوا إلى المدينة خلال العشرينات والثلاثينات، مكاناً يقيمون فيه سوى حيّ «القعر الأسود» Black Bottom الواقع في الجانب الشرقي من وسط المدينة (انظر الخريطة)، والذي كان يقطنه اليهود الألمان والأوروبيون الشرقيون، بكثافة قبل أن ينزحوا منه تباعاً إلى أحياء أخرى في المدنية مع استمرار تدفق موجات القادمين الجدد من الأفارقة الأميركيين.
نشأة القعر الأسود: وادي الجنة
تأسس حيّ القعر الأسود، أوائل القرن التاسع عشر، وأطلق عليه المستوطنون الفرنسيون الأوائل هذا الاسم نسبة إلى التربة الداكنة التي كانت تغطي أرضه.
تركّز يهود المدينة في الحي، كأقلية صغيرة وسط بحر من المسيحيين، وكانوا الوحيدين الذين قبلوا باستضافة أفواج السود في ديترويت مطلع القرن العشرين، فسمحوا لهم باستئجار مساكن «القعر الأسود» للإقامة فيها، وهي منازل خشبية قديمة البناء.
وسرعان ما خلا الحيّ من السكان البيض، حتى أصبح في أواخر الثلاثينات مجتمعاً أفريقياً أميركياً متكاملاً ومزدهراً، يعجّ بالمتاجر الصغيرة والمطاعم والحانات وصالونات التجميل وصالات البولينغ والمسارح والنوادي الليلية التي منحت الحيّ شهرة وطنية، كمركز عالمي لموسيقى الجاز والبلوز والعروض الموسيقية والترفيهية، غير أن أزمة السكن في الحيّ أخذت تتفاقم نتيجة الاكتظاظ وتدفق آلاف السود إليه شهرياً، فكان سكان الحيّ يدفعون أضعاف ما يدفعه السكان البيض في أحياء المدينة الأخرى، رغم ضيق المساحات والمنازل المتهالكة التي كانوا يقطنون فيها.
تحول حي «بلاك بوتوم» إلى مقصدٍ لأساطير الغناء والعزف من الفنانين الأفارقة الأميركيين، وقبلةٍ ترفيهية للسكان البيض الذين كانوا يقبلون بكثافة للاستمتاع بالحياة الليلية المزدهرة في الحي، ولمشاهدة العروض التي كان يقدمها الفنانون السود على مسارح شارع هايستنغز، لا سيما مسرح «بارادايس» الذي اشتهرت المنطقة باسمه، حتى باتت تعرف خلال الثلاثينات باسم Paradise Valley أي «وادي الجنة».
بحلول عام ١٩٣٧، كان هناك ١٧ نادياً ومرقصاً ليلياً على شارع هايستينغز وحده. وهو الشارع الذي خلده الفنانون السود في الكثير من الأعمال الغنائية، وكان بمثابة القلب النابض ثقافياً وتجارياً لحي «القعر الأسود»، الذي اكتسبت مسارحه وملاهيه شهرة وطنية لم يكن يضاهيها، سوى حي هارلم في نيويورك، وفيلمور في سان فرانسيسكو.
تناغم لم يدم طويلاً
لا شك في أن مواهب الأفارقة الأميركيين التي كانت مكبوتةً في ولايات الجنوب، وجدت لها في مدن الشمال فرصةً للظهور والانتشار، فحققت طفرة ثفافية وفنية بارزة في التاريخ الأميركي، كما أنها نجحت جزئياً في اختراق الفصل العنصري على المستوى الشعبي، بنيلها إعجاب وتقدير البيض، لا سيما مع سطوع أسماء خالدة، مثل لويس أرمسترونغ في العزف، وإيلا فيتزجيرالد في الغناء، وجو لويس في الملاكمة.
إلا أن ذلك الانفتاح العرقي، اقتصر على قطاع الفن والترفيه فقط، دون السماح بمزيد من الاختلاط يتجاوز تلك الحدود. فاقتصادياً، ظل السود يتنافسون مع المهاجرين الجدد من أوروبا الشرقية على أدنى الوظائف في مصانع المدينة، كما تم استبعادهم من دوائر البلدية المختلفة، فيما امتنعت المطاعم والمتاجر عن خدمتهم، كذلك استمر السكان البيض على موقفهم الرافض لإقامة السود في أحيائهم.
ومع بداية عقد الأربعينات، واندلاع الحرب العالمية الثانية، شهدت ديترويت موجة جديدة من الهجرة الكثيفة على وقع ازدهار الصناعات العسكرية، حيث تدفق إليها بين العامين ١٩٤١ و١٩٤٣، حوالي ٣٥٠ ألف نسمة معظمهم من المهاجرين من شرق وجنوب أوروبا، إضافة إلى ٥٠ ألفاً من الأميركيين السود الذين قدموا من ولايات الجنوب إلى ديترويت التي عرفت في ذلك الوقت باسم «ترسانة الديمقراطية»، حيث تحولت مصانع السيارات إلى إنتاج الدبابات والطائرات وناقلات الجند وغيرها من العتاد العسكري، كما ارتفعت أجور العمال والموظفين وتولدت آلاف فرص العمل الجديدة التي كان البيض هم المستفيد الأول منها، في حين تنافس السود مع المهاجرين حديثاً على أدنى الوظائف وأقلّها دخلاً وأكثرها خطراً على صحة العمال.
ازدادت مساكن «القعر الأسود» اكتظاظاً وتدهوراً، كما كان حال سائر الأحياء –أو الغيتوات– المعدودة التي سُمح للسود بالعيش فيها بحلول الأربعينات، وازدادت معها حدة التوتر والاحتقان في المدينة، على وقع تطورات الحرب العالمية الثانية والتغيّرات الديموغرافية والاقتصادية الهائلة التي شهدتها ديترويت في تلك الفترة، مع تضخّم عدد سكان المدينة إلى حوالي مليوني نسمة.
كان لخطاب التحريض العنصري الذي وجد من يؤججه في السياسة والإعلام والمصانع والأحياء، الأثر الأكبر على تراجع إقبال البيض على العروض الفنية والحياة الليلية التي لطالما جذبتهم إلى «وادي الجنة»، بل أُطلقت حملات لمقاطعة مسارح ونوادي الحيّ ابتداء من العام ١٩٣٩، بالتزامن مع استهدافها بسلسلة من التحقيقات والمداهمات بتهمة ممارسة أنشطة غير قانونية من ضمنها إقامة نوادٍ سرية للقمار.
وبلغت التوترات العنصرية ذروتها في صيف ١٩٤٣ الذي شهد صدامات دامية بين البيض والسود، كان «وادي الجنة» أكبر ضحاياها لتطوى بذلك صفحة «القعر الأسود» الذي سوّي أرضاً بالكامل في منتصف الخمسينات باعتباره «غير صالح للعيش»، بالرغم من أمجاده وتاريخه الشاهد على أن التناغم بين البيض والسود ممكنٌ!
العنصرية
في حقيقة الأمر، كانت ديترويت ابتداء من العشرينات وحتى الحرب العالمية الثانية، مرتعاً للأفكار العنصرية المؤمنة بتفوق العرق الأبيض، لا سيما مع أمواج القادمين الجدد من الجنوب، سوداً وبيضاً.
في مطلع الأربعينات تمدد تواجد السود في المدينة على طول الضفة الشرقية من جادة وودورد بعمق ميل إلى ميلين، من الداونتاون إلى حدود مدينتي هايلاند بارك وهامترامك، فيما اقتصر تواجدهم في باقي أنحاء المدينة على بضعة جيوب فقيرة مجاورة للمصانع الضخمة.
وكما تنامت أعداد السود ونسبتهم إلى حوالي ١٠ بالمئة من إجمالي سكان ديترويت، فإن المدينة شهدت في تلك الفترة أيضاً وصول مئات آلاف المهاجرين الأوروبيين، والأميركيين القادمين من ولايات الجنوب للعمل في مصانعها، حاملين معهم الميول النازية والتعصب العرقي، ليزداد التمييز ضد السود حدةً وعبئاً على أمن المجتمع. إذ تنامت في ديترويت، المنظمات العنصرية المتطرفة، وفي مقدمتها «كلو كلوكس كلان»، التي رفعت شعار التصدّي –بالعنف والترهيب– لأي توسع لمجتمع الأفارقة الأميركيين في ديترويت وعموم مدن الغرب الأوسط الأميركي، إلى جانب معاداتها التقليدية للمسيحيين الكاثوليك واليهود منذ نشأتها في الجنوب.
كما كان المهاجرون البيض القادمون من شرق وجنوب أوروبا غير معتادين على رؤية السود أو التعامل معهم مما ساهم أيضاً في زيادة التوتر العرقي في المدينة التي كانت تضم مجتمعات إثنية متنوعة يعيش أبناؤها في أحيائهم الخاصة، مثل البولونيين والمجريين والإيطاليين واليونانيين واليوغوسلافيين والأيرلنديين وغيرهم من المهاجرين الأوروبيين.
في المقابل، وجدت الأفكار المتطرفة لدى السود بيئة خصبة، كرد فعل على الاضطهاد العنصري الذي كانوا يتعرضون له في ديترويت، فبرزت منظمات متشددة مثل «أمة الإسلام» التي تأسست خلال عقد الثلاثينات في ديترويت. كما كانت الصحف الخاصة بالسود مثل «ميشيغن كورونيكل»، تنشر باستمرار أخبار الإعدامات العامة شنقاً في الجنوب، وكانت مشاعر الغضب تتأجج في المجتمع المحلي لدى ورود أنباء عن إعدام قريب أو صديق.
وفي أواخر الثلاثينات وأوائل الأربعينات، بدأت احتجاجات السود تتعالى بقيادة منظمة NAACP الحقوقية ضد التمييز العنصري بحقهم في السكن والعمل والتعليم، إضافة إلى حرمانهم من الانخراط في الوظائف العامة كالشرطة والإطفاء، وتهميشهم سياسياً، إلى جانب تعرضهم لمعاملة تمييزية من قبل عناصر الشرطة، خاصة عند وقوع مشادات أو صدامات مع البيض في الشوارع والأماكن العامة.
الغليان
رغم التوجيهات الفدرالية والأوامر التي أصدرها الرئيس فرانكلين روزفيلت في حزيران (يونيو) ١٩٤١، بمنع التمييز ضد السود في المصانع الحربية والمساكن المخصصة لأسر العسكريين –في مسعى منه لتحصين الجبهة الداخلية وتهدئة مشاعر الأفارقة الأميركيين تمهيداً لخوض الحرب العالمية الثانية ضد النازية– إلا أن العنصريين البيض في ديترويت عارضوا تلك التوجهات بشدة رافضين أي نوع من الاختلاط السكني مع السود، مما اضطر الحرس الوطني إلى نشر عناصره في المدينة، في نيسان (أبريل) ١٩٤٢، لحماية بضعة أسر أفريقية أميركية انتقلت للعيش في مجمع «سوجورنر تروث» السكني، الذي شيّدته الحكومة الفدرالية لإيواء أسر العسكريين في حي تقطنه غالبية من البولنديين البيض في شمال شرقي المدينة.
وكان سكان الحيّ قد اعتصموا في محيط المجمع، وتنامت أعدادهم إلى أكثر من ألف شخص معظمهم من أنصار «كلو كلوكس كلان»، لمنع وصول أسر السود المسجلة إلى منازلها الجديدة، ما استدعى تدخل المئات من عناصر شرطة المدينة وشرطة الولاية في ٢٨ شباط (فبراير) منه، للسماح لتلك الأسر بدخول المجمع بعد أن تصدى المعتصمون البيض لقرار إسكانهم محاولين منعهم بالقوة من دخول شققهم الجديدة، مما أدى إلى وقوع صدامات عنيفة بالعصي والسكاكين بين السود والبيض أسفرت عن وقوع حوالي ٤٠ جريحاً واعتقال أكثر من ٢٢٠ شخصاً. وانتهت المواجهات إلى إسكان ١٦٨ عائلة أفريقية أميركية في المجمع بحماية الحرس الوطني والشرطة، فيما أخذت درجة الغليان والاحتقان العنصري، تتصاعد في أرجاء المدينة.
وفي حزيران ١٩٤٣ –في مشهد آخر لا يقل تعصباً– كانت إدارة مصنع «باكرد» العملاق قد قررت أخيراً ترقية ثلاثة عمال سود للعمل على خط الانتاج إلى جانب زملائهم البيض، نزولاً عند توجيهات الحكومة الفدرالية بحظر التمييز العنصري في الصناعات الحربية، إلا أن الخطوة قوبلت برفض شديد من قبل العمال البيض الذين نظموا «إضراب كراهية» شاملاً شارك فيه قرابة ٢٥ ألف عامل نجحوا في تعطيل أكبر مصانع ديترويت وأوقفوا عجلة الإنتاج الحربي، رافضين العمل جنباً إلى جنب مع مواطنيهم السود، أو الـ«نيغروز» كما كانوا يسمونهم. تفاقم الوضع، وازدادات حدة التوتر والاحتقان وشحنت النفوس في ديترويت.
وبحلول ٢٢ حزيران ١٩٤٣، كانت المدينة قد وصلت إلى درجة الغليان على وقع تطورات الحرب العالمية الثانية وأخبار الصدامات العنصرية وأعمال الشغب التي اندلعت في لوس أنجليس وتكساس وألاباما، احتجاجاً على التمييز العنصري ضد السود في المرافق العسكرية البحرية هناك.
لم تكن ديترويت بحاجةٍ سوى إلى عود ثقابِ واحد.. لكي تشتعل…
الجزء الثاني في العدد القادم
رابط الجزء الثاني : http://bit.ly/2ual3XE
رابط الجزء الثالث : http://bit.ly/2gT04U2
رابط الجزء الرابع : http://bit.ly/2uJ890F
Leave a Reply