يعيش وطن “خيال الصحرا” هذه الأيام “خريفاً لبنانياً” بإمتياز وسط “الربيع العربي” المتعثر الذي يحاول أن يمشي “منتصب القامة” (حسب مراسيل خليفة البلوريتاري المبرجز) ويصحح وجهة بوصلة العداء للعدو التاريخي للأمة بعد أن كاد “النظام الرسمي العربي” المتهالك، أن يحرفها ويحورها عن مسارها الصحيح: قضية فلسطين.
في لبنان، “إستهدى” التيار “الزرقاوي” متأخراً على وثائق “ويكيليكس”، مع انه ابتلي بـ”ويكيليكسه” الفاضح من قبل فلم يستتر ولم يرعوِ!
وللتذكير فقط، نحيله إلى جلسة اوامر الشاهد محمد زهير الكذّاب لسعد المغترب ووسام الحسن التي بثها تلفزيون “الجديد” والتي مرت برداً وسلاماً على “٨ آذار” فلم تحسن استغلالها ولم تفضح دور شاهد الزور الاول وإتهام سوريا وقتل عمالها في لبنان ثم التراجع عنه وإعتقال الضباط الأربعة من دون وجه حق، ثم اتبعت ذلك بخطأ وضع سلاح المقاومة على “طاولة الحوار”، وهو الأمر المعيب بحق دم الشهداء، فقط حتى يتسنى للصغار في “١٤ آذار” ان يصوبوا عليه ويحطوا من قدسيته خدمةً لإسرائيل.
إنها اول مرة تحدث في التاريخ المعاصر، ان يخضع سلاح مقاومة منتصرة، على عدوٍ شرس، للبحث والحوار بل للتآمر، مع انه ما زالت هناك ارضٌ محتلة! ومع ذلك لم يعجب “ثورة البلوط” العجب! هل فعلت ذلك المقاومة الفرنسية وحتى قبلها الثورة الأميركية ضد البريطانيين؟ هل عرضتا سلاحهما للحوار على أمثال فتفت ونائلة معوض وجعجع ونديم الجميل (الثائر المناصر للشعب السوري) في هذه الأيام الرديئة في ذكرى “بشير حيةٌ فينا” الذي إبتدع المجازر العرقية الطائفية العنصرية ضد “الغرباء من سوريين وفلسطينيين”؟
بغض النظر عما ينشره “الزرق” اليوم، فإن أفعالهم تدل على نواياهم. هل من ينسى أن فؤاد السنيورة ظل يروج أن المقاومة لم تنتصر في “حرب تموز” حتى ما بعد بعد تقرير “فينوغراد” الإسرائيلي المعترف بالهزيمة؟ وهل من يذكر معلمه سعد، الطائر من بلد إلى بلد أثناء الحصار والموت اليومي في لبنان، متوعداً المقاومة بالمحاسبة بعد أن وصفها أسياده بالمغامرين؟ فمهما حاول مقاومو “مدرسة ثكنة مرجعيون لتوزيع الشاي على الجنود الإسرائيليين” تعميةً الحقائق، فإن ذاكرة الناس لم تعد قصيرة في زمنٍ ولت فيه الهزائم وحلت فيه الإنتصارات!
يقال أن من قبل بـ”ويكيليكس” قبل ذلك يقبل بها عندما “تفرم” بشفراتها الأقربون، لكن المشكلة أن الذين ركبوا شهود الزور ويفرجون اليوم عن وثائقها هم عريقون في التحوير والتركيب والتزوير الإعلامي، كما تفعل آنياً “قناة التزويرة” في تركيب أفلام من نسج الخيال من ضمن حرب قطر المسعورة ضد سوريا الأبية!
إن تسريبات “المستقبل” ما هي إلا عملاً يائساً وأضغاث أحلام وتمنيات، بعد الضربات القاضية المتتالية التي تلقاها التيار الأزرق بخسارة المفتي قباني والبطرك الراعي والرئيسين سليمان وبري في فترةٍ زمنية قصيرة بحيث أحرق كل جسوره.
الأمل الوحيد المتبقي له هو دولاب اليانصيب البشري وليد جنبلاط وضعف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
فالأول يبدو أنه يأكل أصابعه ندماً على إستدارته وهجره لموقع المعادي لسوريا والمقاومة مما تسبب بقطع حنفية السعودية المالية عنه، وهو يظن اليوم بأنه أخطأ الحساب بعودته إلى الحظيرة السورية متوقعاً سقوط النظام.
أما ميقاتي ففقع تصريحاً يعلن فيه تأييده تمويل المحكمة الإسرائيلية البيلمارية مع إيمانه ببراءة المقاومة! أي أنه يجمع بين الماء والنار فكيف يمكن تمويل محكمة هي بمثابة لقيط غير شرعي هربها فؤاد السنيورة في جنح الظلام من دون موافقة رئيس الجمهورية ومجلس النواب وتبين أنها مسيسة حتى النخاع من أجل تحقيق ما عجزت إسرائيل نفسها عن تحقيقه وما تزال تعلن عن هذا العجز رغم كل مناوراتها العسكرية؟
في النهاية لا يصح إلا الصحيح!
Leave a Reply