تحفل الحياة بأشخاص كثيرين كفيفي البصر لكن بصيرتهم تكون سليمة تماماً، على عكس أفراد يتمتعون بنعمة البصر لكن بصيرتهم عمياء.
خضر فرحات الطالب في كلية «هنري فورد» هو من الصنف الأول حيث أنه ولد ضريراً وترعرع في لبنان حيث فرص العمل والنجاح وحتى الدراسة شحيحة، فهاجر إلى أميركا عام ٢٠٠٩ ويبلغ من العمر الآن ٢٠ عاماً.
خضر فرحات |
لم يترك فرحات فرصة في بلاد الفرص والحلم الأميركي إلا واغتنمها بعد أن وجد في لبنان عدم توفر موارد وفرص تربوية كافية لمن حرم مثله من نعمة البصر.
وحول إعاقته البصرية قال خضر لـ«صدى الوطن» «إنها لم تستطع إيقافي.. ولاشيء يمكن أن يوقفني عن تحقيق أهدافي. ولأكون صريحاً معكم، أنا لا أعرف معنى الفشل، لا في الصف ولا في الإمتحان».
وأضاف خضر «أنا لم أستسلم في لبنان حيث تشح المصادر أما هنا فتوجد فرص أكثر لذا أنا أقوم بإنتهاز كل الفرص المتاحة».
تخرج خضر المقيم في مدينة ديربورن، من ثانوية «لينكولن بارك» بمعدل «جي بي أي»، ٤.٠، وهو متفائل حيال المستقبل ويتطلع بشوق إلى موعد تخرجه من كلية «هنري فورد» في خريف العام ٢٠١٤ ثم الإنتقال إلى الجامعة من أجل الحصول على شهادة الماجيستير ثم الدكتوراه «التي سوف تمكنه من مساعدة أقرانه من المصابين بالإعاقة البصرية».
وقد حاز خضر على العديد من الجوائز والتقدير العالي بسبب تفوقه الأكاديمي وهو يشعر بأهمية أن يعطي مجتمعه مقابلاً لما قدمه له، عبر التطوع في «مركز ديترويت الطبي» وغيره من المراكز الطبية لمساعدة المكفوفين. كذلك يعمل خضر مع مؤسسة غير ربحية تدعى «أي تشالينج» وهي منظمة خيرية تأسست من أجل إعانة المعوقين بصرياً لكي يتمكنوا من تلبية كامل احتياجاتهم في الحياة. وأشار خضر حول هذا الموضوع إلى أنه «يعمل على كل ذلك معاً.. وأن هذه هي البداية فقط».
الطالب الموهوب خضر فرحات يعرف أن الناس أغلب الأحيان يستهينون بالضرير أو المصاب بإعاقة بصرية من حيث قدرته على إنجاز أمور عدة في الحياة إلا أن «كفيفي البصر قادرون على القيام بأي عمل يقوم به الآخرون، إلى درجة أنهم قد يتقنوه أكثر من غيرهم خصوصاً إذا كان العمل يتطلب جهداً فكرياً. وعندما تكون المواضيع تتعلق بالأحياء والعلوم والفيزياء فإن الكفيف يقوم بنفس ما يقوم به أي شخص آخر، بل ربما بأفضل من الآخرين. أعط الكفيف الفرصة ولا تحكم عليه بسرعة».
وأردف الطالب فرحات الذي يدعو أصحاب العمل الى منح المكفوفين فرصة «لا أريد من المجتمع أن يفكر أن المكفوفين عاجزون عن النجاح.. فعقلياً، يمكننا القيام بأي شيء.. طبعاًَ لا يمكن أن نقود سيارة أو نقوم بأي عمل يحتاج الى البصر، لكن بإمكاننا أن نكون العقول المفكرة».
والمعروف أن العديد من المحرومين من نعمة البصر، لم تمنعهم هذه الإعاقة عن متابعة حياتهم وممارسة وظائف إحترافية وعلمية عالية.
وأعرب فرحات عن خيبة أمله لأن بعض الطلاب غير المعوقين لا يبذلون جهوداً كافية في دراستهم الجامعية لكي يحققوا أحلامهم فالعديد منهم «لا يلاحظون حجم الفرص المتاحة أمامهم وأنا أشعر بالأسف عليهم».
وفي أوقات فراغه يمارس فرحات هواية الإستماع إلى الموسيقى ولعب ألعاب الفيديو وإمضاء الوقت مع الأصدقاء «مصدر الثقة والإلهام».
Leave a Reply