نيويورك، مينيابوليس - تعرضت الولايات المتحدة في عطلة نهاية الأسبوع الماضي الى «خضّة إرهابية»، بوقوع اعتداءات متفرقة في ولايات نيويورك ونيوجيرزي ومينيسوتا، تسببت بإصابة عشرات الأميركيين، وذلك قبل شهر ونصف من موعد الانتخابات الرئاسية ليلقي شبح الإرهاب بظلاله على المناظرات السياسية بين المعسكرين الجمهوري والديمقراطي.
أفغاني أميركي
في نيويورك، أعلن رئيس البلدية بيل دي بلاسيو، أن تفجير نيويورك، السبت الماضي، الذي أصيب فيه 29 شخصاً، هو «عمل إرهابي»، في أعقاب اعتقال الأفغاني الأميركي أحمد خان رحيمي (28 عاماً) المشتبه بعلاقته بالتفجير.
ووقع الانفجار في حي تشلسي الذي تكثر فيه المطاعم والحانات وأوقع 29 جريحاً أحدهم في حالة خطرة، فيما تبحث شرطة نيويورك عن لصين ترجح أنهما ساهما عن غير قصد في إبطال مفعول واحدة من قنبلتين وضعتا في حي تشيلسي، وفق ما أفادت به وسائل إعلام أميركية.
ويعتقد أن اللصين أبطلا القنبلة ووضعاها في سلة مهملات ثم هربا ومعهما حقيبة السفر، وهو ما سمح للشرطة بالحصول على معلومات الهاتف المرتبط بالقنبلة والتعرف على أحمد خان رحيمي المتهم في القضية.
وتم اعتقال رحيمي إثر اشتباك مسلح معه الإثنين الماضي في نيوجيرزي حيث عثر رجال مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) على مجموعة من العبوات التي زرعت في محطة قطارات، وقاموا بتفكيكها.
وأصيب في الاشتباك مع رحيمي شرطيان بجروح ليست خطرة، في حين أصيب المتهم في ساقه وقد استدعت إصابته خضوعه لعملية جراحية. ورحيمي ولد في أفغانستان ووصل إلى الولايات المتحدة وهو طفل قبل أن يحصل على الجنسية الأميركية.
وأوضح دي بلاسيو، في مؤتمر صحافي، بعد يومين من الهجوم «لدينا أسباب كافية تدفعنا للاعتقاد بأن العمل إرهابي».
وفي مدينة إليزابيث في ولاية نيوجيرزي، حيث يقطن رحيمي، أعلن رئيس البلدية كريستيان بولويدج، أن مكتب التحقيقات الفدرالي، عثر على خمس عبوات متفجرة في محطة قطارات في المدينة.
وأحال المدعي العام الفدرالي في نيويورك المتهم بريت بهارارا إلى محكمة مانهاتن على لائحة اتهامات من 13 صفحة بحق الموقوف، تتضمن استخدام سلاح دمار شامل وثلاث تهم أخرى هي شن هجوم في مكان عام بواسطة قنبلة وتدمير أملاك خاصة واستخدام أداة مدمرة لارتكاب عمل عنيف.
صومالي أميركي
وفي مينيسوتا، أقدم شاب صومالي أميركي على طعن ثمانية أشخاص وإصابتهم بجروح في مركز للتسوق في الولاية ليل السبت، الأحد قبل أن تطلق عليه الشرطة النار وتقتله.
وقالت مصادر في التحقيق «إن المهاجم هو شاب من أصول صومالية يدعى ضاهر عدن، ويبلغ من العمر 22 عاماً».
وكشف والد المهاجم -في تصريحات صحفية- «أن ابنه ولد في كينيا، وهاجر مع أسرته إلى الولايات المتحدة منذ 15 عاماً، وكان طالباً في جامعة سانت كلاود، بالإضافة إلى عمله حارساً للأمن».
وقال شهود عيان، إن المهاجم كان يسأل ضحاياه أولاً عما إذا كانوا مسلمين قبل أن يقدم على طعنهم، وإنه توجه لاحقاً لمهاجمة جيسون فالكونر، وهو ضابط شرطة كان خارج الخدمة في وقت الهجوم، لكنه أطلق النار على عدن قبل أن يتمكن من الوصول إليه.
وأضاف الشهود أن «عدن» عاود الوقوف وحاول استكمال الهجوم، قبل أن يرديه الشرطي قتيلاً، لافتين إلى أنه أصيب برصاصتين على الأقل.
وفجعت الجالية الصومالية بخبر تورط عدن بالهجوم، بسبب السمعة الطيبة التي تمتع بها هذا الشاب قبل ارتكابه جريمته، حيث كان من الطلاب اللامعين في مدرسته وسجله نظيف.
وكان تنظيم «داعش» تبنى الهجوم الذي شنه عدن داخل مركز «كروس رودز سنتر» للتسوق في مدينة سانت كلاود، شمال غربي مينيابوليس.
وأفادت وكالة «اعماق» المرتبطة بالتنظيم الإرهابي، الأحد الماضي، أن «منفذ عمليات الطعن في مينيسوتا هو جندي للدولة الاسلامية ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الصليبي».
ردود أفعال
ولم تلبث هذه الهجمات المفاجئة أن استغلت من كلا المتسابقين إلى البيت الأبيض، لتسجيل نقاط سياسية.
وصرحت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون الإثنين أن الولايات المتحدة بحاجة الى استثمار «المزيد من الوقت والموارد» لمواجهة تهديد الذئاب المنفردة.
وصرحت في نيويورك أن «عملية التجنيد والاقناع بالتطرف التي تجري على الانترنت يجب رصدها ومنعها بشكل اقوى».
وتوقع منافسها الجمهوري وقوع المزيد من الهجمات وانتقد ما وصفه بسياسات واشنطن «الضعيفة» في فتح الأبواب أمام «عشرات الاف» اللاجئين.
وأثناء مشاركته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الإثنين، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الأميركيين الى «عدم الاستسلام للخوف» في أول تصريحاته حول الهجمات الثلاث التي وقعت خلال 24 ساعة.
Leave a Reply