ديربورن – ألقى رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي خطاب «حال المدينة» السنوي في نادي «وورن فالي» للغولف في ديربورن هايتس يوم 14 كانون الثاني (يناير) الماضي، مستعرضاً أحوال المدينة الاقتصادية وتوجهها نحو بناء شراكات مع المدن المجاورة لتحقيق المزيد من النمو والازدهار.
وأكد على أن «الأمور تسير إلى الأمام» في المدينة ذات الكثافة العربية. وقال: «نحن سعداء للغاية لوجودنا هنا»، في إشارة إلى الحفل الذي أقامته «غرفة تجارة منطقة ديربورن»، للعام الثاني على التوالي، وجمع رئيسي بلدية ديربورن وديربورن هايتس، اللذين تعاقبا على إلقاء خطاب «حال المدينة».
وأشاد أورايلي بنجاح المدينة في إنجاز مشروع فصل مجاري الأمطار عن شبكة المياه، ووصفه بأنه كان «ناجحاً للغاية» مؤكداً أن أصحاب المنازل لن يعانوا بعد الآن من المشاكل التي كان يتسبب بها هطول الأمطار الغزيرة.
وأكد رئيس البلدية على التزام إدارته بالعمل مع أعضاء المجتمع المحلي والآخرين، لضمان استمرارية المدينة بتوفير المستلزمات الأساسية لسلامة العائلات والأطفال، مشدداً على أن البلدية متيقظة لأية مشكلة قد تطرأ على شبكة المياه «لتفادي أية عواقب قد تطال عائلاتنا».
وأضاف بأن ديربورن تبحث أيضاً في العديد من القضايا المختلفة وأنها تعمل مع العديد من الشركاء مع أجل تحقيق الأهداف المرجوة، وقال: «هنالك الكثير من الأشخاص الذين نعمل معهم بانتظام، من أجل وضع جدول أعمال يمكننا تنفيذه معاً»، مضيفاً: «إنه شيء نحن ملتزمون به في ديربورن، نريد التأكيد بأننا نحتضن الجميع، والتأكد من أننا نعمل مع جميع الكيانات الموجودة في مدينتنا».
ولفت أورايلي إلى أن ديربورن تبحث كذلك في إمكانية تعزيز التعاون مع المدن المجاورة، بما يخدم تطور المدينة وازدهارها الاقتصادي، مشيراً إلى أن هيئة تطوير الكوريدورات التجارية في البلدية تبحث عن سبل التعاون مع المدن الأخرى، مثل ديترويت، للعمل معاً على مشاريع تفيد مدينتنا والمدن المجاورة». وأضاف: «هنالك فرص نرغب في استكشافها في بعض المناطق، مثل منطقة ميشيغن أفينيو التي نحاول التأكد من أنها يمكن أن تشكل حافزاً لتطوير جديد».
وفي إطار التعاون مع شركة «فورد»، أكد أورايلي أن إدارته تتطلع إلى تعزيز هذه العلاقة، معرباً عن اعتزازه بوجود هذه الشركة العظيمة في المدينة. وقال: «إننا نعمل معهم بشكل مباشر»، لتوفير بيئة ملائمة للتغيرات والنظام الجديد الذي يريدونه لمستقبل الشركة، مشيداً بانفتاح «فورد» على الجميع.
وأضاف: «إنها جزء من المجتمع بأكمله، وهذا شيء مميز للغاية، لقد عملنا معهم لفترة طويلة من الوقت، لمعرفة كيف ننتقل بهم من المقر الذي كانوا معزولين فيه، ليصبحوا جزءاً أساسياً من المجتمع»، في إشارة إلى المشاريع التوسعية للشركة، لاسيما في غرب ديربورن.
وحول خطط الشركة لإعادة بناء مقرها الرئيسي في ديربورن قال أورايلي: «سيصبحون مقصداً بحيث يمكن لأي شخص زيارة المقر وتناول الطعام فيه»، وخاطب الحضور قائلاً: «اذهبوا إليهم وكونوا جزءاً من المجتمع».
وأشار إلى أن مدينة ديربورن تقيم أيضاً علاقة وطيدة مع مستشفى «بومانت»، لافتاً إلى مشاكل وقعت في نظام المياه أدت إلى تلف العديد من المعدات الثمينة في المنشأة الصحية العملاقة، وهو ما دفع إلى تغيير نظام المياه بالكامل للتثبت من عدم تكرار حادثة الفيضانات في المستقبل.
وأكد أورايلي أن مستشفى «بومانت» التزم بقوة، بالمساعدة في مجال صحة المجتمع، ولاسيما مساعدة المدمنين على تعاطي المخدرات، مشيراً إلى خطة المستشفى لبناء مستشفى جديد للأمراض العقلية في ديربورن.
كذلك أشاد أورايلي بمساعي كل من «جامعة ميشيغن»–فرع ديربورن، و«كلية هنري فورد»، للتوسع والنمو داخل المدينة. وقال: «إنهم يريدون الحصول على المزيد من المزايا لجذب الأفراد، ولهذا فقد عملنا معهم على إنشاء بيئة أكثر جاذبية لاستقطاب الطلاب، وتلبية احتياجاتهم».
وأضاف: «نحن نواصل العمل معهم، إننا نتفحص العقارات التي لدينا، والأشياء الأخرى التي يمكننا القيام بها، لضمان أنهم سيكونون ناجحين، ولكي يواصلوا نموهم في ديربورن، وهو طموح كبير حقاً».
وحول منطقة الـ«ساوث أند» (جنوب شرقي ديربورن)، أكد أورايلي على أن المدينة ملتزمة بتحسين أوضاع السكان المحليين، لافتاً إلى أن المنطقة المحاطة بالمصانع تم بناؤها قبل عقود طويلة من دون تخطيط.
وفي معرض حديثه عن تاريخ الـ«ساوث أند»، قال: «في البداية، لم يكن لدى الناس ما يكفي من المال لشراء المنتجات التي يقومون بتصنيعها (السيارات)، ولذلك أرادوا العيش بالقرب من المصانع حتى يتمكنوا من الذهاب إلى أعمالهم مشياً على الأقدام».
وأضاف: «لم تكن هنالك رؤيا شاملة لتنظيم المكان، ولذلك ما زلنا نكافح من أجل تغيير الأوضاع هناك».
وتعاني منطقة الـ«ساوث أند» من مستويات تلوث مرتفعة إضافة إلى تردي أحوال البنى التحتية وتدهور الطرقات.
وقال إنه نتيجة لبنائها منذ زمن طويل، فإن العديد من الأسر مازالوا يعيشون في تلك المنطقة الصناعية، وأضاف: «هذا شيء كنا نعرف أنه سيكون مشكلة، ولكننا نحاول تحديد كيف سنعمل على تغيير ذلك، وإصلاح الأوضاع في تلك المنطقة».
Leave a Reply