خليل إسماعيل رمَّال
…وتدحرج رأس سعود الفـيصل كأول ضحية من ضحايا العدوان السعودي على اليمن ونتيجة صراع النفوذ بين آل سلُّول بعد انقلاب سلمان على أخيه حتى قبل أنْ يُدفن. وهكذا طار سعود الفـيصل، ومعه مقرن ومتعب، بعد ٤٠ عاماً من الحكم وحلَّت عليه «لعنة» سوريا كغيره من المتآمرين باعتباره أحد مهندسي المؤامرة على سوريا…وبقي بشَّار حافظ الأسد صامداً كالهرم بفضل مثلث شعبه الصامد والجيش العربي السوري الأسطوري ومحور المقاومة.
هذا الصراع على القوى بسبب الفشل الذريع فـي اليمن يأتي بعد الإعلان عن الوقف المفاجيء لعملية «عاصفة الحزم» الذي استثار الضحك عندما أعلن الناطق العسكري «الأسيري» (لعله قريب سفـير السعودية فـي لبنان) ان السبب بوقف الغارات هو بطلب من الرئيس المخلوع الهارب عبدربه منصور هادي وبعد تأمين المواطنين فـي اليمن ضد الإرهاب.
لكن الواضح أن النظام السعودي واقع فـي أزمة وجودية بسبب حرب اليمن مما حمله على الإعلان (نفاقا) عن وقف القصف الجوي والسعي بدل ذلك للانتقام، تدل على ذلك المؤشرات الآتية:
١- أعلن النظام القبض على عناصر من «داعش» زعم أنهم كانوا ينوون تفجير السفارة الأميركية، ولكن اعتُقل هؤلاء فـي شهر أيلول (سبتمبر) فلماذا الإعلان عن الخبر الآن؟ لأنَّ كتائب آل سعود يريدون بيع الأميركيين هذا الموقف بعد كشف تحالفهم الواضح مع عدو أميركا (المفترَض؟!) الأول وهو تنظيم «القاعدة» بدليل مشاركة الإرهابيين لآل سلُّول فـي الحرب وقصف الطائرات السعودية لمواقع «القاعدة» التي قام الجيش اليمني الباسل واللجان الثورية والشعبية بتحريرها، وليس قبل ذلك، عدا عن إنزال العديد من شحنات الأسلحة والمعدات للإرهابيين.
٢- كشف تقرير صادر عن صحيفة غلوبال ريسيرش (Global Research)الكندية عن فرار ما يقارب ٤٠٠٠ جندي سعودي أُرسلوا الى الحدود لخوض مواجهة برية مع الجيش اليمني. وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن الجنود فروا خوفاً من إعلان الرياض هجوماً برياً على اليمن.وأشارت الصحيفة إلى أن هذا أجبر الرياض على إعلان وقف إطلاق النار ومنعها من شن هجمات برية ضد اليمن. بموازاة ذلك، تحدّثت تقارير أخرى عن أن أكثر من ١٠٠٠ جندي فروا من كتائب الجيش والحرس الوطني. ويعتقد الخبراء أن الجيش السعودي يفتقر إلى الروح المعنوية القوية لإطلاق غزو بري نحو اليمن وسيعتبر مثل هذا الهجوم بمثابة انتحار للسعودية، بحسب الصحيفة الكندية.
٣- قبل إزاحة التنين سعود الفـيصل عن وزارة الخارجية وتسليم السفـير فـي واشنطن عادل الجبير منسق العلاقات مع إسرائيل مكانه، تم تحريك الحرس الوطني الى الحدود بحجة حماية المملكة ولكن السبب الحقيقي هو تخوف من انقلاب متعب وزير الحرس (أمه يمنية) بعد الإطاحة به وبمقرن وتعيين محمد بن نايف الذي وصفه سعد الحريري فـي «ويكيليكس» بأنه سفاح مشبهاً إياه بآصف شوكت، ولياً للعهد وابن سلمان ولياً لولي العهد. وهكذا يكتمل الانقلاب برعاية أميركية صرفة لكي تتفرغ الولايات المتحدة لتقسيم العراق الى ٣ دول وتدجين اليمن من أجل إرضاء حليفها سلمان بعد الاتفاق النووي مع إيران.
٤- تعميق التحالف مع إسرائيل وعلناً من أجل الوقوف فـي وجه إيران خصوصاً وأنَّ مصالح آل سعود وآل نتنياهو وليبرمان (الذي دعا مؤخراً الى قطع رؤوس العرب تيمناً ربَّما بالوهابية الداعشية)، أصبحت متطابقة تماماً كما تبدت فـي مشاركة الطائرات الإسرائيلية فـي الإغارة على اليمن حسب معظم المصادر الغربية نفسها. ولعل هذا التحالف الشيطاني قد ترسخ الآن بوجود عدو مصيري مشترك هو المقاومة فـي لبنان حيث بال العدو منشغل هذه الأيام بارهاصات المقاومة الشعبية فـي الجولان السوري المحتل غير البعيد عن عمل ونبض المقاومة، خصوصاً بعد قصف العدو لخلية من السوريين الدروز كانوا يزرعون عبوة فـي الداخل، بالرغم عن أنف بيك المختارة.
٥- هذا التحالف السعودي الاسرائيلي سيكون ميدانه الأساس فـي لبنان. فمحمد بن نايف بالتأكيد لم ينس توصيف الحريري له، وربَّما هذا هو سبب الصراع العلني بين ديوك «المستقبل» المشنوق والضاهر وريفـي وكبَّارة. وحسب الإعلامي خضر عواركي فإنَّ زعيم «المستقبل» المقبل هو نهاد المشنوق، لان سعدو غير قادر حتى على حماية مدير أمنه عميد حمود الذي قال الإرهابيون انه كان يوزع عليهم السلاح فـي طرابلس، مما اضطر حمود للهرب من وجه العدالة.
٦- لا يكن السعوديون خيراً للبنان على الرغم من تقديمهم ما يقولون أنه «دعم للأشقاء فـي لبنان»، فالدعم المعبر عنه باسلحة خردة فرنسية للجيش اللبناني وأموال شراء الذمم، لا تغدو إلا «محاولات لإخفاء الدور السعودي الحقيقي فـي تدمير المنطقة».
فقد أورد كاتب سعودي، هو جمال الخاشقجي، تهديدات مبطَّنة إلى الداخل اللبناني. وغرَّد عبر«تويتر» قائلاً إن «أزمة كبرى فـي الطريق وستهز لبنان، عشرات آلاف العلويين سيبدأون فـي النزوح نحوه وسيضطر لإغلاق حدوده ليضغط حزب الله لفتحها وتعارضه القوى الاخرى».
وعلى ما يبدو، فإن السعودية تحضر لعمل ما فـي منطقة الساحل السوري انطلاقاً من تقدم ميليشيات القاعدة فـي ريف إدلب المحاذي لها ومحاولة إغراق لبنان بمزيدٍ من النزوح بفعل الخطط السعودية الرامية لإفراغ سوريا من مواطنيها والانتقام من المقاومة (من خلال تحريك الأسير مؤخراً فـي صيدا) وبالتعاون مع العدو التركي المجرم الذي يشترك مباشرةً فـي الاعتداء على سوريا من أدلب ومن خلال غرفة عمليات مشتركة مع الأردن وآل سعود كما ذكر مؤخراً حول قصف مواقع سورية فـي القَلَمون من قبل طائرات «عاصفة الحزم». .
كلمة أخيرة للأخوة اليمنيين للذين تظاهروا فـي ديربورن هاتفـين باسم سلمان بن عبد العزيز وهو يقتل أطفال اليمن. مبروك لكم وعليكم ولكن تذكروا أن الفرس والحوثيين على الأقل لم يدمروا قراكم وبيوتكم ومصانعكم وأسباب الحياة فـي بلدكم بالطائرات وان المندوب الدولي جمال بن عمر قال ان التسوية السلمية كانت وشيكة فـي اليمن يا أنصار الحوار، لكن آل سعود أبوا إلا أنْ يشنوا الحرب على أهل اليمن ولهذا السبب استبدل بن عمر. لكن اعلموا وأنتم أهل الدار أنه فـي اليمن توجد منطقة حضرموت وأي غزو خارجي مهما كان مصدره يحضر إلى اليمن العظيم سيفنى. حضر ثم موت.
Leave a Reply