محمد الرموني – «صدى الوطن»
أعاد مجلس نواب ولاية ميشيغن، الأسبوع الماضي، الكرة الى ملعب الشيوخ بإقراره خطة بديلة «أقل كلفة» لإنقاذ مدارس ديترويت العامة المهددة بالإفلاس بحلول نهاية الشهر القادم. وعلى الفور لاقت حزمة القوانين التي أقرها النواب الجمهوريون بفارق ضئيل، وفـي ظل معارضة شاملة من الديمقراطيين، انتقادات واسعة وصفتها بالعنصرية وبأنها لا تقدم حلاً جذرياً للمنطقة التعليمية التي تعاني من عجز هيكلي وديون باهظة وأزمات متلاحقة، آخرها جولة جديدة من إضرابات المعلمين (التغيّب الجماعي) تسببت بإغلاق 94 مدرسة فـي أنحاء المدينة يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، بالتزامن مع إدانة عدد من المدراء السابقين بتهم الفساد.
ولم يعلق إضراب المعلمين الأسبوع الماضي، إلا بعد تأكيد النقابة حصولها على تعهّد من مدير الطوارئ، ستيفن رودز، بسداد مستحقاتهم المتأخرة.
وقفة احتجاجية لمعلمين في مدارس ديترويت العامة، الخميس الماضي، احتجاجاً على خطة مجلس النواب لإنقاذ المنطقة التعليمية المهددة بالإفلاس. |
خطة مجلس النواب
بعد 15 ساعة من المداولات، أقر مجلس نواب الولاية الخميس الماضي، ستة مشاريع قوانين لإصلاح مدارس ديترويت العامة بقيمة 500 مليون دولار، مقابل خطة مجلس الشيوخ المدعومة من الحاكم ريك سنايدر ورئيس بلدية ديترويت مايك داغن وهي بقيمة 715 مليون.
وقد أقرت المشاريع بفارق ضئيل تراوح من «55 صوتاً مقابل 53» إلى «61 صوتاً مقابل 49».
وتلتقي خطة النواب مع خطة الشيوخ (أغلبية جمهورية فـي المجلسين) فـي عدة نقاط أبرزها إقامة منطقة تعليمية جديدة للإشراف على العملية التربوية فـيما تتولى المنطقة الحالية إدارة الديون. كما توفر الخطة مبلغ نصف مليار دولار بتمويل سنوي من «صندوق تسوية التبغ» لمساعدة مدارس ديترويت العامة على تغطية عجزها الهيكلي الذي يقدر بحوالي 515 مليون دولار، إضافة الى قرض بقيمة 33 مليون دولار لتمويل العملية الانتقالية، التي كانت خطة الحاكم قد قدرتها بحوالي ٢٠٠ مليون دولار.
ومن جهتهم، يقول النواب الديمقراطيون إن مبلغ الـ500 مليون دولار الذي يقترحه الجمهوريون، سيذهب هدراً «لأن المقترح لا يتطرق الى المشاكل الحقيقية التي تواجهها مدارس ديترويت»، معتبراً أن المقترح «يعقد المشكلة ولا يحلّها».
وتضمنت خطة الجمهوريين وضع قيود على صلاحيات التفاوض للنقابات، ومطالبة جميع موظفـي ومعلمي المنطقة التعليمية بالتقدم من جديد لوظائفهم، مع ربط تعويضات المعلمين بأدائهم الوظيفـي لا بعدد سنوات الخدمة.
وهذه البنود أثارت حفـيطة النقابات والديمقراطيين الذين اتهموا ملياردير غرب ميشيغن، ديك ديفوس، الذي يهدف الى تشجيع إنشاء المدارس المشتركة «تشارتر». بدل المدارس العامة (بابليك). كما نظم المئات من سكان ديترويت وقفة احتجاجية أمام مبنى فـيشر فـي الداونتاون بعد إقرار حزمة النواب، مطالبين بإقفال المدارس وعدم الرضوخ لشروط الجمهوريين.
مدارس ديترويت تسابق الزمن
بدون تدخل حكومة الولاية وضخ مبالغ طائلة من الأموال فـي خزينة منطقة ديترويت التعليمية ستغلق مدارس ديترويت العامة أبوابها لا محالة بعد 30 حزيران (يونيو) المقبل وسيتوقف صرف الرواتب للمعلمين وتتوقف معها برامج الدراسة الصيفـية، وفقا لمدير الطوارئ القاضي الفدرالي السابق ستيفن رودز. والجدير بالذكر أن مدارس ديترويت العامة الموضوعة تحت إشراف مدير الطوارئ المالية المعين من الولاية منذ العام 2009 تعاني من عجز تشغيلي قدره 515 مليون دولار، وقد وقع حاكم الولاية الشهر الماضي على مشروع قانون لتحويل 47.7 مليون دولار مساعدة عاجلة للمنطقة التعليمية لإبقاء المدارس مفتوحة حتى نهاية العام الدراسي، وفـي حال لم يتوصل كونغرس الولاية الى حل سريع فإن المدارس ستعلن إفلاسها مما سيرتب أعباء مالية ضخمة على حكومة الولاية التي سيترتب عليها أن تغطي صناديق المتقاعدين التي يقدر حجمها بأكثر من ملياري دولار.
Leave a Reply