ديربورن – «صدى الوطن»
عقدت بلدية ديربورن بالاشتراك مع شركة «فورد» لصناعة السيارات، مؤتمراً صحفياً، يوم الاثنين الماضي، تم خلاله عرض آخر المستجدات حول خطط الشركة العملاقة لإعادة إعمار مقرها العالمي في المدينة، إضافة إلى مشاريعها الاستثمارية الأخرى في إطار رؤية تطويرية شاملة ستعيد تشكيل وجه مدينة ديربورن خلال السنوات العشر القادمة.
وقد ركز المتحدثون في المؤتمر الذي أقيم في «كلية هنري فورد» برعاية «المعهد الديمقراطي» و«الجمعية الأميركية للإدارة العامة»، فرع ديترويت، على شرح خطة إعادة إعمار المقر العالمي لشركة «فورد» في ديربورن، أو ما يعرف بـ«فورد لاند» في وسط ديربورن.
وقال المسؤولون في البلدية والشركة إن الخطط الاستثمارية الجارية، تهدف إلى «جعل مدينة هنري فورد قبلة للزائرين والسياح على الصعيد المحلي والدولي».
وأعلن ديفيد دوبنسكي الرئيس التنفيذي لتطوير الأراضي في شركة «فورد»، أن المشاريع القائمة تهدف إلى جذب أصحاب المهارات من الشباب إلى ديربورن.
وأوضح: «نحن نحاول جعل ديربورن والمنطقة كلها… مكاناً رائعاً للعمل والسكن والترفيه»، مؤكداً أن الهدف هو «جعل المنطقة جاذبة للناس، حتى إذا جاؤوا إلى هنا سيرون هذه الفرصة المهنية الرائعة فيقعون في حب العمل واللعب في مترو ديترويت.. هذا هو هدفنا».
وستنفق شركة فورد أكثر من ١.٢ مليار دولار خلال العقد القادم لإعادة بناء مقرها العالمي ومراكز الأبحاث الخاصة بها إضافة إلى هدم عشرات المباني القائمة حالياً واستبدالها بأخرى جديدة وعصرية، ستتسع لآلاف الموظفين الإضافيين، في إطار رؤية الشركة للتوسع والابتكار.
وستكون مباني المقر الجديد –بحسب الرؤية التي قدمتها «فورد»– متصلة بأنظمة التكنولوجيا، كما يضم المخطط ممرات مغطاة لتشجيع حركة المشاة بين المجمعات. كما سيتم توفير مساحات عمل مشتركة وأخرى خاصة أكثر من ذي قبل بالإضافة إلى توفير الضوء الطبيعي داخل المباني. كما سيتم الاهتمام باستدامة المشروع من خلال إنتاج الطاقة الشمسية في المباني الجديدة أكثر من كمية استهلاك المبنى وتحقيق معايير البناء الخالي من النفايات، بالإضافة إلى توفير أنظمة وتقنيات أخرى للمباني القائمة.
خطط انتقالية
وإلى جانب الحديث عن الخطة العشرية لإعادة إعمار مقر «فورد» العالمي بما يتناسب مع تطلعات الشركة للمستقبل، سلط دوبنسكي الضوء على خطوات أخرى أطلقتها «فورد» مؤخراً لإنجاز هذه العملية الانتقالية الضخمة دون التأثير على سير العمل والانتاج.
فقد لجأت الشركة مؤخراً إلى استئجار حوالي ٢٤٠ ألف قدم مربع في مجمع «فيرلين مول» التجاري لنقل الموظفين إلى مكاتب مؤقتة في جناح متجر «لورد أند تايلور» سابقاً.
وفي الوقت نفسه، تستثمر شركة «فورد» 60 مليون دولار لتطوير مكاتب عصرية لها في الداونتاون الغربي من مدينة ديربورن، بما يعرف بمشروع «واغنر»، الذي يشمل توفير مكاتب جديدة لموظفي الشركة تتسع لـ٦٠٠ موظف.
وتجري حالياً أعمال البناء في المشروع الذي يقام على بلوكين شاغرين بمساحة ١٥٠ ألف قدم مربع، إلى الجنوب من شارع ميشيغن أفنيو، بين أوكوود ومايسون، ويتضمن مبنيين مكونين من ثلاثة طوابق على أنْ تحتل المكاتب ثلثي المساحة عليهما، فيما يخصص الثلث الآخر كمساحة تجارية.
ويشمل المشروع أيضاً الحفاظ على واجهة «فندق واغنر» التاريخي وإخضاعها لعملية ترميم شاملة. كما سيضم المجمع أربعة طوابق مع مواقف سيارات تتسع لـ373 سيارة بجوار المبنيين، مخصَّصة للزبائن وكذلك لموظفي «فورد».
وقد تم وضع حجر الأساس للمشروع بداية العام الجاري. ومن المتوقع أن ينتهي البناء في عام 2018، ويمكن نقل الموظفين في صيف ذلك العام، حسب دوبنسكي.
فرصة لديربورن
وفي كلمة له أمام الحضور، كشف رئيس بلدية ديربورن، جاك أورايلي، أن المدينة لمست في الآونة الأخيرة حماساً متزايداً لدى المستثمرين الراغبين ببناء مبان سكنية مرتفعة.
وقال أورايلي لحشد من حوالي 50 شخصاً في «مركز أندرو مازارا للمؤتمرات» في «كلية هنري فورد»، «إننا ندرك أنَّه إذا أردنا جذب المزيد من الناس للعيش هنا فعلينا كذلك أن نوفر لهم أماكن للسكن».
وتخللت الندوة التي أقيمت برعاية «المعهد الديمقراطي» في كلية هنري فورد و«الجمعية الأميركية للإدارة العامة»–فرع منطقة ديترويت، مداخلات من الحضور. وقال الطالب جوردان وول، من «جامعة ميشيغن–ديربورن»، إن خطط «فورد» في ديربورن تشكل «فرصة ممتازة لنمو المدينة»، لافتاً إلى أن طول أمد تلك الخطط لا يجعل ديربورن جاذبة للناس على صعيد أميركا والعالم فحسب، ولكن أيضاً يشجع الناس على البقاء والتمسك بمجتمعهم».
في الإطار نفسه أعجبت هذه المشاريع التنموية كانديس كوكس–ويمبرلي، وهي طالبة دراسات عليا في «جامعة ديربورن» حضرت العرض مع زملاء في الدراسة.
وعلقت كوكس–ويمبرلي بالقول «يبدو الأمر بعيداً جداً الآن ولكن من الجيد أن نرى كيف ستنمو المدينة وتتحسن».
Leave a Reply