«نتنياهو الثاني» محامي العرب!
إنَّه زمن الدواعش الفواحش وانقلاب المفاهيم المتجلي بإعادة انتخاب جزار غزَّة بنيامين نتنياهو رئيساً لوزراء الكيان الصهيوني الغاصب. فللمرة الاولى ربَّما فـي تاريخ العلاقات الأميركية الإسرائيلية يسود الاستياء فـي البيت الأبيض من إعادة انتخاب مسؤول إسرائيلي بعد أنْ كان الأمل يعمّ بتغييره فـي الإنتخابات العامة فـي دولة الاحتلال بل يساهم الرئيس الأميركي، حسب «فوكس نيوز»، فـي تقديم النصح والمساعدة والاستشارة فـي محاولة لإسقاطه.
هذا فـي أميركا أما فـي عواصم أنظمة الردَّة العربية فلا شك أن شعوراً بالابتهاج والارتياح ضاهى شعور حزب الليكود اليميني المجرم فـي تل أبيب بعد فوز نتنياهو ولم تكن أنباء اللقاء بين الاستخبارات السعودية والإسرائيلية صدفة من غير ميعاد. فالأنظمة الرجعيَّة وجدت فـي بنيامين نتنياهو بطلاً يدافع عنها وهو الذي ذكر فـي خطابه السخيف أمام النوَّاب الساقطين فـي «الكنيست» الأميركي ان الخطر النووي الإيراني يهدِّد أيضاً الدول العربية «المعتدلة». السفَّاح الاسرائيلي الذي ذبح أطفال فلسطين الصيف الماضي، بات غيوراً على مصلحة العربان وحامي حمى الديار العربية التي اكتشفت أن إيران هي العدو وأنها فارسية خصوصاً بعد انتصار الثورة الإسلامية فـي طهران ولم تكن كذلك عندما كان شاه إيران محمد رضا بهلوي شرطي الخليج يدوس على أنظمتها الورقية متى يشاء.
فخطاب نتنياهو لم يلق استجابة الا لدى الأنظمة فالمصالح مشتركة معهم ومع التكفـيريين وهذا سر فرحة الأنظمة بفوزه لانها غير قادرة على الضغط على واشنطن لعرقلة الاتفاق النووي المرتقب مع ايران ولا تجرؤ على إغضاب أميركا وهي تلعب دور الخانع، لذلك تستعين بصديق ينوب عنها هو نتنياهو الذي ينظر العرب اليه على انه الوحيد القادر على الوقوف فـي وجه زعيم العالم الحر.
لكن فرحة العرب لن تتم والخير فـيما وقع باعادة انتخاب المتطرف نتنياهو الذي صرَّح جهراً وعلناً ما كان يقوله سراً حول شطب فلسطين وشعبها من الوجود. فنحن لا نريد ان ننتظر سنوات وعقوداً أخرى يعدنا فـيها مثقفو آل سعود بوجود حكومة معتدلة أو وسطية (وهذا يذكرني بوسطية ميشال سليمان ونجيب ميقاتي ووليد جنبلاط) تقوم بالتفاوض السلمي لحل القضية الفلسطينية. ففـي دولة العدو، لا يوجد معتدل ومتطرف وليبرالي ومتعصب او عنصري. كلهم فـي الهوا سوا يجمعهم الحقد والإجرام والكراهية والاستيطان وإبادة الشعب الفلسطيني ومصادرة أراضي فلسطين كلها. ولا يظنن آل سعود ومن لف لفهم من دول الخليج ان الصهاينة قد يحبذونهم للحظة واحدة.
كذلك من فوائد اعادة انتخاب نتنياهو ان لا تورية ولا تخفـي وراء الكلمات المنمَّقة والألاعيب الكلامية التي يتقنها جزار غزَّة، وهذا سوف يحمله على الاصطدام مع الإدارة الأميركية حتماً على الرغم من اننا لا نعوِّل على كونغرس فاشل متملق وخاضع تماماً لإرادة اللوبي الإسرائيلي. حتى ديمقراطيو ميشيغن الذين حضروا بأكملهم حفل الاهانة الوطنية فـي الكونغرس، لم تجرِ محاسبتهم على فعلتهم الشنيعة وسقوطهم المزري فـي أول امتحان خصوصاً ديبي دينغل. ونأمل أنْ لا تتم المصالحة معهم ومع المشرعين الآخرين من ميشيغن على طريقة تبويس اللحى العربية وعفا الله عما سلف!
حتى قادة إسرائيل الأمنيون حذّروا من أنَّ نتنياهو يشكل أكبر خطر على دولة العدوان، لكن المرتزقة الصهاينة الذين يستوطنون الأرض الفلسطينية بعد احتلالها بالمجازر والإبادة هم أسوأ من قادتهم وأشر من نتنياهو وليبرمان وشارون وبيريز وغيرهم من الجزَّارين لذلك أعادوا انتخاب واحد من صفوفهم بعد أنْ اثبتوا أنهم مستوطنونْ فـي كيان هو عبارة عن ثكنة عسكرية قد أينعت وحان قطافها من قبل المقاومة وعصرها ولا يهم من هو المتسلط فـيها حزب العمل أو الليكود فكلاهما وجهان لعملة واحدة.
Leave a Reply