ديترويت – خمسة آلاف حادثة حريق في ديترويت تندلع كل عام، لكن القليل منها يخضع للتحقيق مما يجعل المرتكبين يفلتون من العدالة من دون حساب.
ولكن في جهود إنهاض المدينة، أعلن عضوا مجلس الشيوخ الأميركي عن ميشيغن، كارل لفين ودبي ستابيناو، الأسبوع الماضي، أن وزارة الأمن الداخلي في الحكومة الفدرالية ستخصص منحة بقيمة 24 مليون دولار لتوظيف 150 إطفائياً جديداً في ديترويت.
يوجد داخل دائرة إطفاء المدينة حالياً ستة موظفين مجازين فقط بالتحقيق في تخريب الممتلكات العامة والحريق المتعمد وهم يعملون قدر إستطاعتهم لكنهم عاجزون عن إكمال القضايا الكبيرة المتكاثرة، حسب تقرير للقناة المحلية السابعة (أي بي سي).
وعندما لا يدب الخوف في نفوس الفاعلين من إمكانية إعتقالهم فإن الحرائق تستمر في الإشتعال وكذلك تشتعل جيوب دافعي الضرائب معها.
الإطفائي المتقاعد، برليندان ميلوسكي، قال للقناة إنه غير قادر على تجنب صورة وأصوات صبحية يوم ١٣ آب (أغسطس) عام ٢٠١٠، عندما وصل إلى عمله وإستدعي على الفور لإطفاء حريق هائل في مبنى تجاري. قال إنه رأى سحب الدخان من مسافة بعيدة وهو يقود سيارة الإطفاء في طريقه الى موقع الحريق. حينها انتابه شعور غريب وبعد ١٥ دقيقة من وصوله إلى المبنى الذي يتألف من طابقين وجد أنه بدأ بالتصدع حتى انهار على رجال الإطفاء فجرح ٧ منهم، من ضمنهم مايلوسكي.
وأضاف «لقد وقعت بلاطة بحجم موقف سيارة على ظهري وعلمت فوراً أني سوف أشل وأن الحياة التي كنت أعرفها ذهبت من دون عودة».
لكن ماحدث كان يجب ألا يحدث، فالحريق كان مفتعلاً والسبب الإحتيال على شركة التأمين. وقد حكم على المدعوَين، كالفين جون وسامسون رايت، بالسجن في محكمة فيدرالية بسبب إفتعالهما للحريق، لكنهما كانا إستثناء.
إذ يقول النقيب في إطفاء ديترويت، تشارلز سيمس، إن الناس «صاروا يقولون عند وقوع أي حريق إنه مفتعل وإن الفاعلين سيفلتون، وللأسف هذا صحيح».
ويعتبر أعضاء فرقة مكافحة «الحرائق المتعمدة» من نخبة المحققين المدربين، لكن المشكلة تكمن في النقص الحاصل في عدد المتقدمين للحصول على هذه الوظيفة في ديترويت، فبالرغم من أن دائرة الإطفاء ترصد ميزانية لتوظيف ١٦ محققاً إلا أن ستة محققين فقط يعملون بها. وقال سيمس «نحن لا نحقق في كل الأمكنة كما يجب، وذلك بسبب نقص المحققين».
وتكلف حرائق ديترويت المقصودة ملايين الدولارات بسبب الدمار في الممتلكات وكلفة المستهلك الذي يدفع فواتير التأمين المرتفعة دوماً.
وفي العام ٢٠١٠، نسقت شركة «ستايت فارم» للتأمين مع «لجنة منع الحرائق المفتعلة في ميشيغن» من أجل محاولة تخفيض عدد الحرائق ومعاقبة الفاعلين عبر جمع البيانات لصالح الإدعاء العام في مقاطعة وين. وتم اختيار مساعِدة الإدعاء العام، لويس بابالس، لقيادة هذه المهمة حيث خاضت العديد من المعارك القانونية وربحت البعض منها مثل قضية روبرت تشامبرز الذي أدين بإستئجار كيمن كروسبي لإفتعال حريق في منزل والدته في ديترويت. إلا أن أهم إنتصارات بابالس لم تحدث في قاعة المحكمة في لانسنغ حيث أقر مشرعو الولاية قوانين تشدد العقوبات على مفتعلي الحرائق.
وفي هذا الصدد، قالت بابالس «إذا رتكبت حريقاً متعمداً، وإن كنت تقصد إيذاء أحد أو لا تقصد، فالعقوبة قد تصل إلى السجن مدى الحياة ونحن فخورون بهذا الإنجاز القانوني».
وقد رصدت «لجنة منع الحرائق المتعمدة» في ميشيغن جائزة وقدرها خمسة آلاف دولار لمن يساعد في إدانة أحد مفتعلي الحرائق. للمعلومات الإتصال على الرقم المجاني التالي: 1-800-44-ARSON
Leave a Reply