بعد أن تأهلت أربعة فرق عربية لمونديال روسيا الحالي لكرة القدم، أراد الله بهم خيراً وانهزموا في مرحلة مبكّرة، وبهذا تفادوا فضائح التنافس مع فرق قويّة ومن ثم التعرّض لمزيد من الهزائم المذلة التي تفرح العدو وتُحزن الحبيب. انحصر تنافسهم بينهم، حول من يصل إلى المطار أولاً، فبعد مباراتين فقط خرجت كل الفرق العربية خالية الوفاض، وتحولت الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول إلى مباريات تحصيل حاصل، وانحصرت حظوظ السعوديّة –مثلاً– بسقوط طائرة منتخب الأوروغواي على حافلة المنتخب الروسي!
لم يحدث ذلك، و«جاءت الطوبة في المعطوبة»، و«مرسي ابن المعلم الزناتي اتهزم يا رجّالة» هذه المرّة بالروسي وليس بالإنكليزي، كما صرخ المرحوم سعيد صالح في مسرحيّة «مدرسة المشاغبين»، لم ينهزم مرسي الزناتي وحده بل انهزموا جميعاً، مما دفع مسؤول رياضي سعودي بعد أول مباراة ليدلي بتصريح فصيح لطمأنة غضب العرب الهادر، فقال: سوف تتم محاسبة المسؤولين عن هذه الفضيحة. فعلّق أحدهم على كلامه: بل سوف يحاسبون الفندق ويرجعون، ويا دار ما دخلك شر.
المجاملة عند بعض العرب، هي عصب الحياة في كل مكان، وقد تكون دائماً على حساب العمل وجودته. أغلب اللاعبين في الفرق العربيّة، محسوبون على هذه الجهة السياسيّة أو الاجتماعية للاستفادة من الأضواء والمحفزّات الماليّة، والسفر والسياحة.
أما أصحاب المواهب الحقيقيّون فمهمّشون وغير مسموح لهم الاقتراب والاعتراض على طبقة فاسدة مؤهلة للخسارة وتبرير أسباب الخسارة تحت عنوان: ليس بالإمكان أكثر مما كان.
كل أربع سنوات في كأس العالم، للفرق العربيّة «ضربة جزاء» يذهبون يلعبونها ويرجعون ويبددون الملايين ويسيئون لصورتنا، إلا من رحم ربي.
الله لا يعطيهم العافية.
على قول المثل «لعبة وتجريبة، الخسارة مش عجيبة».
Leave a Reply