عندما أُدين تسعة أشخاص، من بينهم خمسة من العرب الساكنين في ديربورن، في محكمة فدرالية العام الماضي بتهمة الاحتيال على شركات التامين بواسطة حرق متعمَّد للممتلكات، انخفض عدد الحرائق في المدينة نوعاً ما مع أن الأرقام من سنةٍ لأخرى بقيت ثابتة. إلا أن طاقَم مكتب الإطفاء الجديد داخل بلدية ديربورن المؤلف من ثلاثة أعضاء بقي رغم ذلك مشغولاً بعدة مسؤولياتٍ أخرى.
المارشال لورار ايدناور هي قائدة دائرة الإطفاء، والنقيب سكوت رودز هو المارشال المساعد أما الملازم مايك كلايتش فهو محقق الحرائق.
رايدناور، التي تعمل في سلك الإطفاء منذ ١١ عاماً، أفادت لصحيفة «برس آند غايد» أن العصابة المذكورة احتالت على شركات التأمين بمبلغ خمسة ملايين دولار قبل انكشاف أمرها بعد تعاون إطفائية وشرطة ديربورن مع وكالات فدرالية. وقد رأس العصابة المدعو علي درويش، وعمره ٣١ عاماً من سكان مدينة بيفرلي هيلز، وقد أُدين في ٦ كانون الأول (ديسمبر) بـ٣٣ تهمة بعد جلسات محاكمة محلفين امام القاضي روبرت كليلاند من بينها تهم احتيال بريدي وسلكي وغسيل أموال. ويواجه درويش حالياً عقوبة السجن أقلها ١٣٠ عاماً.
أما العرب المتهمون والساكنون في ديربورن فهم مازن مزرعاني (٣٢ عاماً) وعلي علوية (٣٤ عاماً) وفائز دبوق (٢٦ عاماً) وربحي علي (٢٩ عاماً) وجاد علوية (٣٨ عاماً). وتقول السلطات الفدرالية إن أعضاء العصابة ابتاعوا بيوتاً ومكاتب عمل وسيارات وأشعلوا فيها الحريق أو خربوها أو أغرقوها ثم قدّموا طلبات تأمين. إحدى الحرائق أضرمت في متجر «وورنديل للخردوات» الواقع على شارع وورن في ديترويت بالقرب من ديربورن، وأدى الحريق إلى وقوع أضرار قدرت بقيمة ٥٠٠ ألف دولار.
وعن الخطط الجديدة التي ستنتهجها الإدارة الجديدة لدائرة الإطفاء، قالت رايدناور (٣٤ عاماً) للصحيفة إن طالبين من «كلية هنري فورد» يتخصصون كعمال طوارئ يتعاونون مع الدائرة لوضع منشوراتٍ تعليمية حول التعامل مع النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وعلى ارشاداتٍ حول السلامة العامة في سكن الطلاب خصوصاً بعد البدء بتشييد مجمع سكني ضخم مؤلف من ١٤٥ شقة و٥٠٤ أسرّة ستخصص لطلاب جامعة ميشيغن في ديربورن. ومن المتوقع افتتاح المجمع في الخريف المقبل.
ولم تشر رايدناور للمطالبات التي تطلقها مؤسسات عربية بضرورة توظيف عمال وموظفين عرب أميركيين في الدائرة بما يتناسب مع النسيج السكاني بالمدينة. وقد سبق أن أدى غياب من يجيد العربية ضمن طواقم الإطفاء الى مآساة في منطقة ديكس حيث لم يفهم الإطفائيون مطالبات والدين بإنقاذ ابنهما من بيسمنت المنزل.
ولكن رايدناور قالت إن دائرة الإطفاء تسعى لإقامة شراكة مع برنامج الدراسات العربية التابع لـ«كلية هنري فورد» حيث سيتاح للطلاب ترجمة الوثائق عند الحاجة. وتخلو دائرة الإطفاء في ديربورن حالياً من أي موظف عربي.
كما تعمل الدائرة مع «اتحاد مسؤولي ديربورن» على مراجعة خطط أجهزة الري والإنذار وهذا من ضمن طبيعة عمل المكتب لمراقبة المحال التجارية والمجمعات السكنية الجديدة.
وضمن مشاريعها تسعى دائرة الإطفاء الى تثقيف جميع طلاب صفوف الثاني ابتدائي في المدينة حول السلامة من الحريق. وسيتوجه موظفو الإطفاء إلى كل المدارس الرسمية والخاصة من أجل توعية التلاميذ الذين سينهون الحلقة التعليمية برحلة ميدانية إلى «بيت الأمان» المجهز بدخان غير سام مما يعطيهم فرصة لتطبيق ما تعلموه عملياً. ويقع «بيت الأمان» على ١٩٧٥٠ شارع آوتر درايف قرب محطة الإطفاء رقم ٢.
وتحقق الدائرة بأسباب كل الحرائق التي تقع ويقرر المحقق الرئيسي إذا احتاج الأمر استدعاء واحد من ثلاثة محققين وكل محقق يبقى على أهبة الاستعداد والجهوزية مدة أسبوعين. رايدناور أكدت أيضاً أن تجاوب الإطفاء السريع خفف من أضرار الحرائق في المدينة.
Leave a Reply