ديربورن هايتس – خاص “صدى الوطن”
بحضور رجال دين وممثلين وأعضاء في مراكز دينية واجتماعية ومدنية أخرى، قامت “دار الحكمة الإسلامية” في مدينة ديربورن هايتس، مساء الأربعاء الماضي، بتكريم المرجع الإسلامي الشيعي آية الله الشيخ عبداللطيف بري، وقدمت له درعاً تكريمية “تقديراً وعرفانا بجهوده وانغماسه في شؤون وقضايا الجالية العربية لعدة عقود من الزمن”.
وأكد المدير التنفيذي لهيئة الأمناء في دار الحكمة الدكتور محمد عجور على الدور الذي لعبه “المجمع الإسلامي الثقافي” في الحياة الاجتماعية والدينية والتثقيفية، من خلال لقاءاته بمختلف فعاليات الجالية وأبنائها من أطباء ومهندسين ومعلمين وأدباء وغيرهم.
ونعت عجور الحفل بالمناسبة الخاصة، وقال “إننا نتشرف بحضور سماحة المرجع بري بيننا ونتشرف بتكريمه”. أضاف “إن الشيخ الموجود أمامكم هو عالم بأمور الدين وهو مؤهل ليكون مرجعا، وأنا أعرف إلى أي حد هو مندمج ومتواصل مع الجالية وأبنائها”.
ورحب إمام دار الحكمة الشيخ محمد علي إلهي بالشيخ بري، وقال “نكرم اليوم خادما ملخصا من خدام الجالية، فهو منذ 30 سنة يعمل ولايزال على تبليغ رسالة الله، ويعمل في سبيل تنوير العقول وتثقيف الجالية”.
ومدعماً كلمته بآيات قرآنية وأحاديث نبوية شدد إلهي على مكانة المراجع الدينية وأهمية الاجتهاد كمصدر من مصادر التشريع الإسلامي ودروهما في حل القضايا والمشكلات الفقهية التي تزداد تعيقداً مع تقدم الزمن. وقال “نحن بحاجة إلى مزيد من الاجتهاد، في هذه المدينة، وفي هذه الجالية، وفي العالم”.
أضاف “إن البعض يقولون إنه يوجد في العالم الإسلامي 50 مرجعاً فما الحاجة إلى وجود مراجع آخرين، لكن حتى لو كان هناك 50 ألف مرجع فهذا لا يكفي بسبب التحديات الكثيرة والمعقدة التي نواجهها”.
وأعلى إلهي من شأن العقل الاجتهادي والاجتهاد التغييري الذي يتغير بتغير المصالح والمفاسد والظروف والزمان والحياة، معتبراً أن أهل البيت (ع) قدموا المبادئ الأساسية في هذين المضمارين.
وانتقد إلهي تعصب بعض رجال الدين وغلوهم وفهمهم الخاطئ لمقاصد الشريعة، وأشار إلى وجود بعض المظاهر غير الجيدة في حياة الجالية العربية مثل انتشار الكحول والمخدرات والسهر في الملاهي، وختم بالقول “نريد مجتهدين واجتهادا أكثر”.
وشكر المرجع بري “دار الحكمة” إماما وإدرايين على تكريمه والاحتفاء به، ووصف العمل المرجعي بأنه ليس “نزهة وليس ظاهرة من ظواهر الكبر أو الغرور أو التعالي على الناس” بل “هو زيادة في خدمة الله ورسوله وخدمة المسلمين وعباد الله، وهو زيادة في المسؤولية الملقاة على عاتق رجل الدين”.
وأشار بري إلى أنه اختار خوض غمار العمل المرجعي من باب أنه “عندما يصل العالم الديني إلى مرحلة يكون فيها قادرا على الإفتاء فهو مخير بين خوض غمار المسؤولية أو الجلوس جانباً، وقد وجدت نفسي قادرا أن أقدم جهدا في هذا المضمار”. واستشهد بري بالحديث النبوي الشريف “إذا ظهرت البدع ولم يظهر العالم علمه فعليه لعنة الله…”.
وحول مسألة تقليد المؤمنين للمرجع بري، قال “نحن نقدم ما عندنا ونترك للناس الاختيار، وأنا لم أسأل أحداً في المجتمع أو في عائلتي أو زوجتي أو أولادي أن يقلدونني.. فهذه المسألة هي مسألة قناعات”.
وأورد الشيخ بري انتشار الطلاق في الجالية كمثال على “امتلاء الساحة بالآلام والمشاكل”، وقال “هناك عشرات السيدات معلقات، لا مطلقات ولا متزوجات، لأنه لا يوجد أئمة مجتهدون يعطون إجازة في هذا الموضوع”.
وضرب مثالاً آخر عن هذا النوع من المشاكل العالقة، خاصة تلك التي تتعلق بمجال الأعمال والتجارة، مشيراً إلى العالم الديني يستطيع المساعدة في حل هذه المشاكل دون تكاليف مرهقة وبدون أحقاد.
واعتبر بري أن المرجعيات في الشرق الأوسط لا تعيش الحساسية الدقيقة لمجمتع المغتربين التي لا يمكن أن يعرفها ويستشعرها إلا العالم الديني الذي يعيش في تلك المجتعمات. وقال في هذا السياق “إن الاجتهاد نعمة من الله هيأها لنا لتصريف شؤون حياتنا وعلاقتنا كمسلمين مع أبناء الديانات الأخرى”.
وختم بري في موضوع المرجعية بالقول “نحن في خدمة المجتمع، وفي خدمة من معنا ومن ضدنا، وليس لدينا عقد في هذا الموضوع”.
على الهامش
خلال إلقاء الدكتور عجور كلمته الترحيبية، قاطعه الدكتور فؤاد طرفة متسائلاً عن نقطة معينة وضرورة الحديث عنها. ولكن كلمات طرفة لم تكن واضحة بشكل كاف، وفهم البعض أنه يعترض على مسألة المرجعية أو على طريقة تقديم المرجع الشيخ بري الأمر.. الذي دفع عجور إلى القول “إنني أعبر عن رأيي واحترم جميع الآراء الأخرى”، وتابع تعقيبه مذكراً “بالتكريم الذي أقامه المجمع الإسلامي للدكتور طلال طرفة وإقامته حفلا لتوقيع كتابه الأخير”.
وفي نهاية حفل التكريم، سألت “صدى الوطن” الدكتور طرفة عن فحوى اعتراضه، فقال “أنا لم أعترض على مسألة المرجعية فأنا لست مؤهلا لهذا الموضوع، ولكن سؤالي كان حول موضوع المدرسة الإسلامية التي أسسها المجمع بأموال الخمس والتبرعات، والتي تحولت فيما بعد إلى مدرسة “تشارتر”. نريد أن نعرف ما هي الأسباب وراء ذلك”.
وأضاف “أنا لا أعرف الأسباب، وقد سألت بعض الإدرايين في المجمع من دون أن أقابل الشيخ بري، ولكنني لم أحصل على الجواب”.
وحول تقديره للأسباب الكامنة وراء ذلك، قال “لا أعرف. قد يكون السبب هو سوء الإدارة أو قلة الخبرة.. لا أعرف بالضبط، ولكن الناس مازالوا يتحدثون ويتساءلون حول هذا الموضوع، وهم بانتظار سماع أجوبة واضحة ومقنعة”.
Leave a Reply