ديترويت – أكد رئيس بلدية ديترويت مايك داغن في خطابه الأول عن «حال المدينة» أن التغييرات قادمة وبسرعة الى ديترويت لافتاً الى التحسينات الاخيرة في إنارة الشوارع وتعزيز خدمة الحافلات العامة والتوجه لإطلاق أكبر حملة من نوعها لإزالة المنازل في كافة أنحاء ديترويت.
رئيس بلدية ديترويت أثناء خطابه الأول عن حال المدينة. |
وقال داغن أمام الحضور الحاشد في قاعة المجلس البلدي، مساء الأربعاء الماضي، إنه يواجه سؤالاً يطرحه عليه البعض بشكل شبه يومي: «ألم تصب بالاحباط بعد»؟
لكن رجل الأعمال الذي تمكن من إنقاذ «مركز ديترويت الطبي» من شفير الإفلاس وإعادته الى الربحية، يؤكد أنه بعيد كل البعد عن الإحباط.
وأكد داغن أن تعاون أعضاء المجلس البلدي الجديد في اتخاذ موقف هادئ وعقلاني في الإستجابة للتحديات وبضمنها الثلوج الغزيرة التي هطلت في هذا الموسم والتي كان لها بالغ الاثر على الأشغال العامة وجمع النفايات.
وقال وسط تصفيق حاد «أنا متيقن من أن التغيير بدأ وسيستمر»، لكن داغن يدرك أن ديترويت ما زالت خارج نطاق التعافي الإقتصادي على المستوى الوطني في ظل إستمرار معدلات البطالة العالية فيها ونضالها من أجل توفير الخدمات الأساسية.
وكانت صحيفة «فري برس» قد كشفت أن داغن يسعى لتسريع إنفاق 20 مليون دولار مرصودة لدى شركات التأمين مخصصة لإزالة لإزالة 2300 منزل محروق. وهذا المبلغ هو جزء من الميزانية التي أعلن عنها مدير الطوارئ المالية كفين أور بحجم 520 مليون دولار تنفق على مدى السنوات الست القادمة (تفاصيل ص 4).
من ناحية أخرى، حث داغن المشرّعين في لانسنغ على إقرار مشروع قانون لمكافحة تجارة الخردة غير الشرعية، التي يقوم أصحابها بشراء الخردوات والمعادن المسروقة من المباني المهجورة والسيارات وأعمدة الإنارة العامة.
وأشاد داغن بمشروع «ترامواي وودورد» (أم 1) الذي سيربط منطقة الوسط التجاري «الداون تاون» بمنطقة «نيوسنتر» التي شهدت نهضة عمرانية وتجارية باستثمارات من القطاع الخاص، يتقدمها دان غيلبرت، وتقدر بمئات ملايين الدولارات.
ولفت أول رئيس بلدية أبيض لمدينة ديترويت منذ سبعينات القرن الماضي، الى أن منطقة «الداون تاون» أيضاً ستشهد استثمارات بمئات ملايين الى جانب توفير فرص عمل جديدة من خلال إقامة مجمع «ريد وينغز» الرياضي -التجاري.
وبشأن برامجه المستقبلية، قال داغن إنه كلف فريق عمل لإعداد إقتراح يطالب شركات التأمين على السيات بتوفير بوالص تأمين بـ«أسعار معقولة» لأهالي مدينة ديترويت، مشيراً الى أن أسعار التأمين في المدينة هي من أعلى الأسعار في أميركا.
وأكد أن السائقين في ديترويت يدفعون أقساطاً شهرية باهظة للتأمين تفوق ما يدفعونه ثمناً لسياراتهم، وقال داغن أنه يدفع 6000 دولار سنوياً لتأمين سيارة عائلته فيما كان يدفع قبل إنتقاله للعيش في ديترويت عام 2012 فقط 3000 دولار.
كان خطاب داغن متفائلاً إلى حد كبير، وهو الذي فاز في الإنتخابات لأرفع منصب في ديترويت في ظل وجود مدير الطوارىء مالية يتمتع بسلطات واسعة في إتخاذ القرارات الهامة، وفي ظل معاناة المدينة من إفلاس لم تشهده مدينة كبرى أميركية في التاريخ. أمكن لداغن التوصل بسرعة إلى «آلية تفاهم» مع كفين أور لتقاسم السلطة.
وقال المحلل السياسي أريك فوستر إن داغن حدد خياراته بدقة فهو من ناحية يتعاون مع أور، ومن ناحية أخرى يعد بالتعاون مع المجلس البلدي لإستعادة ديمقراطية الإنتخاب عقب إنتهاء فترة أور وإدارة المدينة بشكل يتسم بالفعالية والمهنية، أما بالنسبة للجمهور، المعني أولاً بتلقي خدمات جيدة -حسب فوستر- فقد كان خطاب داغن في هذا الجانب ملموساً وحقيقياً حيث أنه «حدد بدقة ما يفعله نقطة بنقطة ودائرة تلو أخرى، فهذه مسائل يمكن التيقن منها على مدار العام».
ومن بين الأولويات التي طرحها داغن:
– إزالة المنازل المتضررة بالحرائق: سيتم إزالة ٥ آلاف منزل في غضون 30 يوماً المقبلة بإستخدام 20 مليون دولار في صناديق الضمان لدى شركات التأمين.
– المنتزهات البلدية: وعددها 300 سيتم إستصلاح وصيانة 25 منها هذه السنة، وسيتم توفير 150 منتزها بحلول الصيف لتكون صالحة لإستقبال سكان الأحياء، كما شجع داغن الكنائس والمنظمات المدنية لتوفير 50 منتزها آخر.
– الإنارة: تعهد بإنارة شوارع المدينة في العام 2015 بإستخدام لمبات حديثة.
– المواصلات: طلبت ديترويت من الرئيس باراك أوباما تمويل شراء 50 حافلة جديدة، كما قامت البلدية بتوظيف عشرات عمال الميكانيك والسائقين في دائرة المواصلات.
– سيارات الاسعاف: تم شراء 15 سيارة جديدة ستتوفر للخدمة هذا الصيف، كما تم تعيين 70 مسعفاً.
Leave a Reply