حقق رئيس بلدية ديترويت مابك داغن فوزاً ساحقاً على منافسه السناتور الديمقراطي في مجلس شيوخ الولاية كولمان يونغ الابن، حاصداً حوالي ٧١ بالمئة من أصوات الناخبين يوم الثلاثاء الماضي.
وكما كان متوقعاً بحسب استطلاعات الرأي نجح داغن بالفوز بولاية جديدة من أربع سنوات ليواصل قيادة نهوض ديترويت، متجاوزاً خطاب منافسه الذي اتخذ أبعاداً عنصرية للعب على عواطف الناخبين الأفارقة الأميركيين، لاسيما وأنه نجل أول رئيس بلدية أسود في تاريخ ديترويت (كولمان يونغ الأب)، فيما داغن هو أول رئيس بلدية أبيض للمدينة منذ سبعينات القرن الماضي، وشهدت ديترويت –تحت إدارته– نهضة اقتصادية في مناطق وسط المدينة إلى جانب تحسينات ملموسة في مستوى الخدمات البلدية (الإنارة، المواصلات العامة، كنس الشوارع وإزالة القمامة، ترميم البنى التحتية، والشرطة والإطفاء).
وحصل داغن على ٧٢,٤٥٠ صوتاً مقابل ٢٨ ألفاً لكولمان يونغ الابن. وأعلن رئيس البلدية في خطاب النصر الذي ألقاه أمام أنصاره في فندق «ديترويت ماريوت»: «لقد استغرقت الحملة الانتخابية عاماً كاملاً، وعلى الرغم من كل أنواع الهجمات المتباينة التي شنت عليّ، لم يقابلني سكان ديترويت إلا بالمعاملة الطيبة والدافئة… أنا جدَّاً أقدّر ذلك».
وذكر داغن أن حملته «كان عليها أن تقرر ما إذا كانت سترد على هجمات يونغ أو تركز على تقديم رؤية شاملة للبلدية للسنوات الأربع القادمة»، مؤكداً قناعته بمقولة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما «إذا كان عليك أن تقسّم الناس من أجل الفوز في الانتخابات، فلن تتمكن من الحكم».
وأشار داغن إلى أنه رفض الانخراط في الخطاب الانتخابي الذي اعتمده منافسه القائم على مبدأ «نحن» و«هم» (السود والبيض، الأغنياء والفقراء، وسط المدينة والأحياء)، مؤكداً أن حملته لم تنفق أي أموال عبر وسائل الإعلام أو عبر البريد للهجوم على خصمه.
وأعرب داغن عن أمله «أن يكون هذا هو العام الذي نضع فيه خلفنا وإلى الأبد سياسة «نحن» و«هم»، لأننا نعتقد أن ديترويت واحدة موحدة وهي لنا جميعاً»، وقد قوبل كلامه بهتافات حارة من قبل مؤيديه الذين علا هتافهم بشعار: «ديترويت واحدة».
وكان يونغ قد أقر بخسارته عبر بث رسالة إيجابية بعثها إلى البلدية وفريق حملته الإنتخابية.
«هذا يومك يا ديترويت، نحبك ونقدرك ونشكر الله لوجودك. وعلى الرغم من أنكم لم تنتخبوني لكني أعلم أنه يمكننا أن نقوم بأشياءً عظيمة معاً. تذكروا لماذا بدأنا هذا السباق في المقام الأول: من أجل إعلاء صوت الذين لا صوت لهم».
وأردف يونغ أن حملته منحت «الصوت والأمل لأولئك الذين ليس لديهم أي صوت أو أمل».
وتابع «نستخدم قوتنا لخدمة الضعيف والمعركة لم تنته اليوم بل تمهد الطريق للجيل الجديد».
وكان داغن قد فاز بأول ولاية لمدَّة أربع سنوات عندما هزم شريف مقاطعة وين، بيني نابوليون، في انتخابات 2013. فكان أول رئيس بلدية أبيض يحكم ديترويت منذ 40 عاماً.
المجلس البلدي والكليرك
من ناحية ثانية وفي سباق سيتي كليرك (كاتب البلدية)، أعيد انتخاب الكاتبة الحالية جانيس وينفري بنسبة ٥٠.٥ بالمئة من الأصوات، مقابل 49 بالمئة لخصمها، غارلين غيلكريست، الذي ألمح في اليوم التالي أنه قد يطلب قريباً إعادة فرز الأصوات، حيث لم يتجاوز الفارق بينه وبين كليرك البلدية الحالية ١٤٠٠ صوت، علماً بأن مكتب الكليرك هو الذي يتولى الإشراف على العملية الانتخابية في المدينة.
وحصلت وينفري على ٤٩,٨٨٢ صوتاً مقابل ٤٨,٤٠٠ صوتاً لغيلكريست الذي كشف أنه تلقى العديد من الشكاوى من عملية التصويت خلال يوم الاقتراع، الأمر الذي دفعه إلى «التفكير بطلب إعادة فرز الأصوات»، فيما ردت وينفري بالقول إن فارق ١٤٠٠ لا يمكن أن يتم تعويضه بإعادة الفرز، لافتة إلى أن عملية إعادة الفرز –في حال قرر غيلكريست المضي قدماً فيها– ستكلف المدينة أعباء مالية وجهوداً هي في غنى عنها.
وفي سباقات المجلس البلدي، حافظ ثمانية أعضاء على مقاعدهم في المجلس الذي يتألف من تسعة مقاعد، وكان قد أطيح بالعضو الحالي عن «الدائرة ٢» جورج كاشينغبري في الانتخابات التمهيدية.
وحافظت برندا جونز على رئاسة المجلس البلدي بتصدرها سباق «المقعدين العامين» عن المدينة بحصولها على ٧١ ألف صوت، فيما احتفظت جانيه آيرز بالمقعد الثاني بحوالي ٤٨ ألف صوت، مقابل ٣٢ ألفاً للمرشحة ماري ووترز، و١٤ ألفاً للمرشحة بفرلي كيندل–ووكر.
وفي سباقات الدوائر السبع التي يتشكل منها المجلس البلدي، احتفظ الأعضاء الحاليون بمقاعدهم وفق نسب الأصوات التالية:
– الدائرة ١: جيمس تايت (71 بالمئة)
– الدائرة ٣: سكوت بنسون (63 بالمئة)
– الدائرة ٤: أندريه سبايفي (57 بالمئة)
– الدائرة ٥: ماري شيفيلد (63 بالمئة)
– الدائرة ٦: راكيل كاستانيدا لوبيز (٥٢ بالمئة)
– الدائرة ٧: غبريال ليلاند (٥٦ بالمئة)
أما سباق «الدائرة ٢»، فحسمه ضابط شرطة ديترويت المتقاعد روي مكاليستر بـ61 بالمئة من الأصوات مقابل ٣٨ بالمئة للسناتور السابق في مجلس شيوخ الولاية فيرجيل سميث.
كما وافق ناخبو ديترويت على اقتراحين يخففان القيود الطبية للماريوانا. وقد جاءت نسبة الإقبال على التصويت عند ٢٢ بالمئة.
Leave a Reply