ديترويت
ألقى رئيس بلدية ديترويت، مايك داغن، مساء الأربعاء المنصرم، خطابه السنوي التاسع عن «حال المدينة»، وذلك بعد يومين من تقديم مقترحه لموازنة السنة المالية القادمة بقيمة 2.45 مليار دولار، مؤكداً إصراره على استئناف مسار النهوض بالمدينة بعد أزمة وباء كورونا.
وفي ظل استمرار وباء كورونا، ألقى داغن خطابه عبر الإنترنت من مصنع «جنرال موتورز» قرب حدود هامترامك، ملقياً الضوء على أهمية صناعة السيارات الكهربائية لمستقبل المدينة، إلى جانب استعرض إنجازات إدارته خلال السنوات الماضية متعهداً بتحويل ديترويت «من الخراب إلى الجمال» وبذل المزيد من الجهود لضبط الأمن وتوفير الوظائف الجديدة وفرص التعليم لسكان ديترويت، فضلاً عن تأمين المساكن المدعومة لمحدودي الدخل وتشجيع المزيد من الاستثمارات والأعمال التجارية الناشئة في المدينة.
وقال داغن إن ديترويت تستعد لطي صفحة وباء كورونا والعودة إلى الحياة الطبيعية، مع الحفاظ على قدرتها في الاستجابة لأي وباء جديد مستقبلاً.
وفي سياق التخلص من مظاهر الخراب، استعرض داغن ترميم وإعادة بناء العديد من المباني التاريخية العملاقة في ديترويت، مثل محطة القطارات المركزية، التي تقوم شركة «فورد» بتحويلها إلى مقر تكنولوجي لتصميم السيارات ذاتية القيادة.
وأكد أن إدارته لديها مشاريع للتعامل مع نحو مئة عقار تجاري مهجور خلال الفترة القادمة، فضلاً عن بناء منتزهات جديدة، أبرزها منتزه «رالف سي ويلسون» على الواجهة الغربية لنهر ديترويت.
وحرص داغن خلال كلمته على ذكر كبار المستثمرين في نهضة المدينة، مثل دان غيلبيرت وعائلة إيليتش.
أما على مستوى الأحياء، فأعرب داغن عن حرصه على تسريع جهود البلدية لإزالة جميع المنازل المدمرة في غضون السنوات القليلة القادمة، لاقتاً إلى أنه تم هدم 23 ألف منزل وترميم آلاف المنازل الأخرى منذ توليه رئاسة البلدية مطلع عام 2014.
كما أشار رئيس البلدية إلى أن جهود تنظيف وإعادة تأهيل الأزقة وتجديد المنتزهات ستستمر، بهدف تحسين جودة الحياة في أحياء المدينة ورفع قيمة المنازل فيها.
وذكر داغن أن إدارته توفر حالياً ستة آلاف وحدة سكنية مدعومة لمحدودي الدخل، وتعمل على توفير أربعة آلاف وحدة إضافية في إطار مشاريع عمرانية قيد الإنشاء، موضحاً أن البلدية ستطلق في الربيع القادم موقعاً إلكترونياً جديداً للبحث عن الشقق السكنية المدعومة في جميع أنحاء المدينة.
كذلك، أكد داغن أن إدارته ستواصل دفع تكاليف التعليم في الكليات، لخريجي المدارس الثانوية في المدينة، عبر برنامج «وعد ديترويت»، لافتاً إلى أن أكثر من 1,200 طالب ديترويتي يواصلون تعليمهم حالياً في الكليات على حساب البرنامج. وأثنى داغن في خطابه الذي استغرق ساعة كاملة، على جهود الشرطة التي أسفرت عن تراجع معدلات الجريمة في المدينة منذ تولي جيمس وايت قيادة الدائرة في حزيران (يونيو) الماضي.
مقترح الموازنة
وكان داغن قد قدّم، يوم الإثنين الماضي، مقترحه لموازنة البلدية للسنة المالية القادمة، بقيمة 2.45 مليار دولار، واضعاً مجموعة من الأولويات التي اعتبرها ضرورية لمواصلة نهضة المدينة في مرحلة «ما بعد الأزمة»، في إشارة إلى وباء كورونا.وقال داغن إن خطته تركز على دعم صناديق التقاعد وتحسين شبكة المواصلات العامة وزيادة عدد موظفي البلدية بعد عمليات التسريح الواسعة التي فرضها الوباء، فضلاً عن تعزيز الإنفاق على تحسين الأحياء وتجميلها وإزالة المنازل المهجورة ومظاهر الخراب.
واستعرض داغن بنود مقترح الموازنة أمام أعضاء المجلس البلدي، تمهيداً للتصويت عليها قبل بداية السنة المالية الجديدة في مطلع تموز (يوليو) القادم.
وينطوي المقترح على زيادة في الإنفاق بنسبة 5 بالمئة مقارنة بالسنة المالية الجارية التي بلغت موازنتها 2.33 مليار دولار، وهو ما وصفه داغن بالعودة إلى موازنة ما قبل الوباء، حيث لجأت البلدية إلى تخفيض الإنفاق بحوالي 400 مليون دولار خلال سنتي الجائحة.
وأشار رئيس البلدية إلى أن ديترويت نجحت في ضبط الموازنة على مدى السنوات الثماني الماضية، ما سيمكنها من الاحتفاظ باستقلاليتها المالية عن حكومة ولاية ميشيغن التي تولت الإشراف على شؤونها المالية لمدة أربع سنوات بموجب قضية الإفلاس عام 2014.
وأوضح داغن أن البلدية لديها فائض من موازنة السنة الماضية بقيمة 130 مليون دولار، مقترحاً إنفاق تلك الأموال على مشاريع أخرى منفصلة عن الموازنة العامة.
وفي أبرز بنود مقترح الموازنة، تخصيص 1.2 مليار دولار لصندوق الإنفاق العام، بما في ذلك 72.3 مليون دولار إضافية لتعزيز خدمات النقل العام في المدينة.
كذلك يتضمن المقترح إيداع 30.7 مليون دولار في صندوق الاحتياط النقدي للمدينة الذي سيرتفع رصيده إلى 138 مليوناً، إلى جانب إيداع 30 مليون دولار في صندوق حماية المعاشات التقاعدية لموظفي البلدية، الذي ستُعزز مدفوعاته أيضاً بخمسة ملايين دولار سنوياً.
ويبلغ رصيد صندوق حماية المعاشات التقاعدية في ديترويت –حالياً– 370 مليون دولار، فيما يتطلع داغن لرفعه إلى 460 مليوناً بحلول العام 2024.
ويشمل مقترح الموازنة أيضاً تخصيص 17 مليون دولار إضافية لإزالة المباني والمنازل المهجورة، و50 مليوناً –تدفع لمرة واحدة فقط– لصيانة المباني والمنتزهات ودراسات تخطيط الأحياء السكنية بالإضافة إلى تقديم منح لمطار البلدية والمتاحف العامة في المدينة. وقال داغن لأعضاء المجلس البلدي: «هذه نفقات لمرة واحدة فقط، ونعتقد أنها استراتيجية ويجب القيام بها».
Leave a Reply