ديترويت – اقترح رئيس بلدية ديترويت مايك داغن، الأسبوع الماضي، تغيير اسم «مركز كوبو» للمؤتمرات والمعارض وسط المدينة، بسبب رمزيته العنصرية ضد السود، في الوقت الذي أثير فيه الجدل في أنحاء البلاد حول مصير النصب والتماثيل التي ترمز لحقبة التمييز العنصري والعبودية في أميركا.
وبحث داغن الموضوع مع المسؤولين في الهيئة الإقليمية لقاعات المؤتمرات في منطقة ديترويت الكبرى، والذين يقومون بدورهم بدراسة جدوى بيع حقوق تسمية المركز الضخم الذي يستضيف سنوياً معرض ديترويت الدولي للسيارات وعدة مؤتمرات، ويقع عند الواجهة النهرية للـ«داونتاون».
وقال المتحدث باسم رئاسة البلدية، جون روتش، إن داغن تحدث إلى رئيس الهيئة لاري ألكسندر وأعرب له عن دعمه القوي لتغيير اسم المركز وحثّه على القيام بذلك في أسرع وقت ممكن.
وكانت البلدية افتتحت المركز عام 1960 باسم رئيس البلدية الأسبق ألبرت كوبو، والذي شغل منصبه من العام 1950 ولغاية وفاته عام 1957.
وتميز عهد كوبو في الخمسينات بازدهار اقتصادي عاشته ديترويت، ولكن في الوقت نفسه تبنى كوبو شعارات عنصرية من بينها التصدي لتمدد السود في أحياء المدينة، كما شرع في مخطط إزالة حي السود التاريخي في المدينة (بارادايس فالي) لشق الطريق السريع «75».
وكان داغن قد وجه انتقادات حادة لسياسات كوبو خلال خطابه في مؤتمر السياسات والإقتصاد الذي عقد على جزيرة ماكينو في أيار (مايو) الماضي، وقال «لقد تم انتخاب رئيس بلدية تركزت حملته على الانقسام العرقي ما أدى إلى إلحاق ضرر بديترويت».
وتبلغ مساحة مركز كوبو 623 ألف قدم مربع، وهو يقع تحت إشراف هيئة إقليمية مؤلفة من خمسة أعضاء برئاسة ألكسندر الذي أكد أن الهيئة تهدف إلى أن يكون المركز مستقلاً مالياً، وقد وقعت مؤخراً عقداً مع «مجموعة فولكرسون» ومقرها برمنغهام في أوستن (تكساس) لتسويق حقوق تسمية «مركز كوبو»، التي يمكن لها أن توفر ما بين مليون إلى ستة ملايين دولار للمركز سنوياً، بحسب المسؤولين.
وأشارت عضو الهيئة، ليزا كندا، إلى أن الهيئة باشرت العمل على القضية قبل حوالي السنة من الآن، مؤكدة أن «تغيير الاسم جاء لسبب وحيد وهو «زيادة إيراداتنا والعثور على جهة تريد وضع اسمها على المركز».
وأضافت لصحيفة «ديترويت نيوز» أن الهيئة قضت «وقتاً طويلاً للعثور على المسوّق الذي سيوفر لنا أكبر قدر من العائدات» مشددة أن الهيئة هي الجهة المعنية الوحيدة في مسألة حقوق التسمية.
وجاءت مباركة داغن للخطوة في وقت تشهد فيه عدة مدن أميركية جدلاً لإزالة بعض النصب التذكارية لزعماء الكونفدرالية وغيرهم من الشخصيات التاريخية التي لها رمزية عنصرية.
ومن ناحيته، انتقد السناتور الديمقراطي في مجلس شيوخ ميشيغن، كولمان يونغ الابن، تركيز داغن على أمور ثانوية بدلاً من الاهتمام بمعالجة القضايا الرئيسية مثل مستويات الفقر القياسية والبطالة والعنف في الأحياء.
يونغ الابن وافق داغن على ضرورة تغيير اسم المركز بإزالة اسم كوبو عنه، إلا أنه اعتبر المسألة محاولة «لإقناع الناس في ديترويت أنهم يهتمون بما يجري، ولكنهم لا يفعلون».
وأضاف متوجهاً إلى داغن بالقول «توقف عن اللعب على عواطف الناس» مشيراً إلى أن «هذا ما يفعله كل الوقت».
وأردف نجل رئيس بلدية ديترويت الأسبق كولمان يونغ الأب، وهو أول رئيس بلدية أسود في تاريخ المدينة، أن داغن يتجاهل القضايا الحقيقة و«لو لم يكن الأمر متعلقاً بأصحاب الشركات الكبرى فإنه لن يهتم له».
ويخوض داغن ويونغ الابن انتخابات عامة في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم لمنصب رئيس بلدية ديترويت لأربع سنوات قادمة، وكان داغن قد فاز بالجولة التمهيدية بفارق كبير على السناتور الشاب بحصوله على ٦٩ بالمئة من الأصوات مقابل ٢٧ بالمئة ليونغ.
Leave a Reply