علي حرب – «صدى الوطن»
أشاد رئيس بلدية ديترويت مايك داغن، الإثنين الماضي، بفعاليةِ مشروع «غرين لايت» (المنارة الخضراء) في مكافحة الجريمة بالمدينة، غير أنه أعرب عن خيبة أمله من عدم توسع البرنامج بالشكل المطلوب.
ومشروع «المنارة الخضراء» هو برنامج أطلق مطلع العام الجاري بالتعاون بين شرطة المدينة وأصحاب ثماني محطات وقود في المدينة جميعهم من العرب الأميركين. ويسمح البرنامج لأصحاب المتاجر في مدينة ديترويت بتركيب كاميرات مراقبة عالية الدقة تتم متابعتها مباشرة من قبل شرطة ديترويت بهدف الحد من الجريمة المتفشية في أحياء المدينة.
وقال داغن في مؤتمر صحفي عقده مطلع الأسبوع إن البرنامج نجح في تقليص عدد الجرائم في محيط المتاجر والمحطات المتعاونة بشكل لافت منذ البدء بتطبيقه.
وأكد داغن، في الوقت نفسه، أنه وعلى الرغم من نجاح المشروع، إلا أنه لم يتوسع بالسرعة المطلوبة، ولهذا فهو يخطط لإعداد «قرار بلدي» خلال 90 يوماً، يلزم المتاجر والمحلات التجارية التي تعمل ليلاً بتشديد الإجراءات الأمنية وإلا ستفقد رخصة العمل ٢٤ ساعة يومياً.
وأضاف أن كل متجر في المدينة يستقبل الزبائن بعد الساعة العاشرة ليلاً، سيكون عليه الإنضواء في برنامج «المنارة الخضراء» أو توفير إجراءات أمنية مماثلة. وأعلن داغن عن انضمام سبعة فروع تابعة لسلسلة مطاعم «ماكدونالدز» الى البرنامج جيمع مطاعم «ماكدونالدز» الـ١١ في ديترويت منضوية تحت البرنامج
من ناحيته، قال قائد شرطة ديترويت جيمس كريغ إن «مشروع المنارة الخضراء» قد ساهم في تراجع مستويات العنف والسرقات والمخالفات القانونية في المحال التجارية المنضوية تحته، خاصة محطات الوقود ومتاجر بيع الخمور، بنسبة تزيد عن 50 بالمئة عما كانت عليه في السابق. وأضاف أن «هذا المشروع الذي يمكّن الشرطة من الوصول إلى مسرح المخالفات القانونية في الوقت المناسب يخيف المجرمين».
وتبلغ تكلفة الانضمام لـ«المنارة الخضراء» حوالي 6 آلاف دولار، (ثمن كاميرات المراقبة المتطورة)، حيث يتوجب على المتاجر المشتركة تركيب كاميرات عالية الدقة قادرة على التقاط أدق التفاصيل، إضافة إلى إضاءة كاشفة للمكان، الى جانب الاشتراك في خدمة الانترنت السريع بما يساعد على البث الحي للكاميرات إلى دائرة السلامة العامة بشرطة ديترويت.
ويضم المشروع حاليا 26 محلاً تجارياً ومن المتوقع انضمام 11 متجراً إضافياً قريباً.
وقد وصف داغن «المنارة الخضراء» بأنه واحد من البرامج العديدة التي تطمح إلى مكافحة الجريمة في ديترويت، وقال: «إن الشرطة تقوم بواجبها لجعل المدينة آمنة، وعلى أصحاب الأعمال التجارية الذين يجنون أرباحا من زبائن ديترويت أن يتحملوا جزءا من المسؤولية في هذا الخصوص وأن يشاركوا بدورهم في جعل المدينة آمنة».
كما أكد أن العنف المسلح في ديترويت غير مقبول ولن يتم التسامح بشأنه، وقال: «هنالك العديد من الأفراد الذين يعالجون الخلافات بالعنف المسلح معتقدين أن ذلك أمر مقبول، ونؤكد أننا سنواجه هذه الظاهرة بحزم، بطرق ووسائل مختلفة»، مشيراً إلى أن المدينة لديها الآن تمويل لتوظيف 250 شرطياً إضافياً، وأنها قد قامت برفع نسبة رواتب الشرطة لجذب المزيد من العناصر لهذه الدائرة.
وكان مشروع «المنارة الخضرا»ء، الذي يعتبر الأول من نوعه في الولايات المتحدة، قد استقطب اهتماما إعلاميا في شهر شباط (فبراير) الماضي، حين رصدت الكاميرات العالية الدقة، امرأة تستل مسدسا من جيب تنورتها وتطلق النار على شخص داخل سيارته، في إحدى محطات الوقود، وقد تمكن رجال الشرطة من القبض عليها بسرعة قصوى.
ووصف كريغ هذه الحادثة بأنها واحدة من المناسبات الكثيرة التي ساعد فيها البث المباشر للكاميرات المنصوبة في المحلات التجارية، رجال الشرطة من التعرف على المشتبه بهم واعتراضهم بشكل يمنع العنف. وقال: «إن الشراكة بين أصحاب المحلات التجارية ورجال الشرطة هي شراكة استثنائية».
وأضاف: «عندما يتوسع هذا المشروع، فأنا على قناعة بأن المشتبهين لن يجدوا الفرصة مناسبة للقيام بجرائمهم، وبالتالي عليهم أن يذهبوا إلى مكان آخر، ولكن ليس في هذه المدينة».
استثمار مجدٍ
وقال جون كامبل، وهو صاحب أحد فروع «ماكدونالدز» على شارع غراند ريفر، إن انضمامه لمشروع «المنارة الخضراء» قد ساهم في تراجع العنف والمشاكل المتصلة بالمخدرات في محيط المكان، كما ساهم في إبعاد المتسكعين.
رئيس بلدية ديترويت مايك داغن وقائد شرطة ديترويت جيمس كريغ يتحدثان خلال المؤتمر الصحفي الإثنين الماضي.(صدى الوطن) |
كامبل الذي حضر المؤتمر الصحفي، أضاف مازحا: «لقد أصبح المكان هادئا، وأحيانا أشعر أنه هادئ أكثر مما ينبغي».
وقال مايكل وعلي سعد إن الكلفة المالية للانضمام للمشروع مجدية. وأضاف صاحبا مطعم وحانة «ستارترز» في غرب ديترويت، أن إنفاق 6800 دولار على تركيب الكاميرات ونظام الإضاءة ساهم في تخفيف مظاهر التسكع وتوفير جو أفضل للزبائن مما شجعهم على ارتياد المكان أكثر. وشدد مايكل سعد بالقول: «إنه استثمار مجدٍ. لنا وللزبائن وللمدينة على حد سواء». مضيفا أن المشروع يمتّن العلاقة والتعاون بين أصحاب الأعمال ورجال الشرطة والمجتمع عموماً.
وأضاف: «كعربي أميركي.. لا أريد أن أبدو كشخص يستفيد من المدينة من دون أن يستثمر فيها».
Leave a Reply