ماكينو – «صدى الوطن»
تعهد رئيس بلدية ديترويت مايك داغن، الأربعاء الماضي، بقلب ما يزيد نصف قرن من الانحدار والنهوض مجدداً بديترويت من خلال رؤية شاملة تقوم على ثمانية مبادئ تحت عنوان «مدينة للجميع»، مؤكداً أن البلدية تحرص على أن تكون عادلة مع فقراء المدينة، ومحملاً سياسات الحكومة الفدرالية، في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية مسؤولية ما حل بالمدينة التي كانت فيما مضى خامس أكبر مدن الولايات المتحدة بـ١.٩ مليون نسمة.
وجاءت كلمة داغن أمام حشد كبير من السياسيين والإعلاميين المشاركين في «مؤتمر ماكينو للسياسات» الذي تنظمه غرفة تجارة ديترويت الإقليمية سنوياً في فندق «غراند أوتيل» على جزيرة ماكينو في شمال ولاية ميشيغن، حيث كشف عن مبادرة جديدة لمكافحة الخراب والمنازل المهجورة في أحياء ديترويت.
كا أعلن داغن في خطابه أن إدارته ستعمل على توفير 2200 وحدة سكنية مدعومة حكومياً، للسكان ذوي المداخيل المنخفضة المهددين بالنزوح خارج المدينة. مشدداً أمام رواد المؤتمر على أن «مبدأنا هو: مدينة واحدة لنا جميعاً.. وهذا ما يميز تخطيطنا».
مكافحة الخراب
ووعد داغن بقيام البلدية، في غضون السنتين القادميتن، بتأمين حوالي 11 ألف منزل مهجور من خلال غلق منافذها بالألواح الخشبية، للحد من آفة الخراب في الأحياء ومنع استباحتها وتحويلها إلى بؤر للإزعاج والجريمة، لاسيما وأن المنازل المستهدفة في المبادرة، لن تكون متاحة إزالتها في المدى القريب، مشيراً إلى أن كلفة تخشيب المنزل الواحد تقدر وسطياً بحوالي 400 دولار، وقد تم رصد خمسة ملايين دولار لهذا المشروع.
وقال داغن للصحفيين عقب الانتهاء من إلقاء كلمته، إن اعتماد استراتيجية تخشيب المنازل المهجورة كان لا بد منه لتحسين الأحياء، لاسيما وأن معظمها لن تتسنى إزالته قبل خمس سنوات من الآن، مبدياً ثقته بقدرة البلدية على إنجاز مشروع التخشيب في الوقت المحدد.
وأضاف «من المهم أن يعلم السكان أن تلك المنازل التي تنغّص أحياءهم لن تبقى مستباحة لمدة خمس سنوات أخر».
والجدير بالذكر أن بلدية ديترويت قامت خلال السنوات الماضية بإزالة ١٢ ألف منزل مهجور ومدمر في أحياء المدينة، بالاعتماد بشكل أساسي على المنح الفدرالية. في حين لا تزال عشرات آلاف المباني المهجورة الأخرى تقف حائلاً أمام نهضة المدينة.
وكرر داغن في كلمته ما توصل إليه المؤرخون الاقتصاديون من أن انهيار ديترويت وغيرها من المدن الصناعية لم يكن وليد الصدفة وإنما يعود إلى سياسات التمييز التي أقرتها وطبقتها الحكومة الفدرالية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، والتي دفعت السكان إلى الانتقال للضواحي. وأشار داغن إلى أن إدارته تحاول التخلص من الأضرار التي ألحقتها تلك السياسات بالمدينة.
وقال «سيكون هناك الكثير من النقاش في المدينة حول الإنصاف والشمولية… هذا شيء نؤمن به بعمق». وأضاف «إذا كنت تؤمن بإعادة بناء مدينة يكون للجميع فيها قيمة، فإننا نرحب بانضمامك إلينا».
وتساءل «كيف يمكن أن يتم ذلك بشكل مختلف اليوم؟ ماذا لو ديترويت قد تم التعامل معها بدون تمييز؟ كيف سيكون تاريخها عندئذ؟ هذه هي الأسئلة التي علينا طرحها».
مبادئ داغن
خطاب داغن ومبادؤه الثمانية يمكن أن تقرأ كجواب على تهم منافسه الأبرز في سباق رئاسة بلدية ديترويت المقرر هذا العام، وهو السناتور الديمقراطي في مجلس شيوخ ميشيغن، كولمان يونغ الابن، الذي اتهم داغن بإهمال الأحياء والتركيز على إنعاش وسط المدينة الراقي والمناطق المحيطة به.
مبادئ داغن الثمانية لإعادة تطوير ديترويت هي:
– الجميع مرحب بهم في مدينتنا
– البلدية لن تدعم المشاريع التنموية إذا كانت ستهجّر سكان المدينة الحاليين
– ستحارب البلدية العزل (والتمييز) الاقتصادي عبر دفع الوظائف إلى جميع الأحياء
– إزالة الخراب والمنازل المهجورة أمر بالغ الأهمية
– جعل الأحياء قابلة للتنقل مشياً على الأقدام
– الذين بقوا.. لهم صوت
– الوظائف والفرص متاحة لأبناء المدينة أولاً
– الواجهة النهرية للجميع.
Leave a Reply