إستضاف الإعلامي بيار رباط رجل الأعمال اللبناني الأميركي دانيال صادق (٤٤ عاماً) ضمن فقرة «قصة نجاح» في برنامجه الحواري «من الآخر» الذي يبث على قناة الـ«أم تي في».
إطلالة صادق المتميزة هي الأولى له على شاشة عربية، كشف من خلالها بعض التفاصيل عن «قصة نجاحه» التي انتهت بـ«كابوس» بعد أن خسر ثروته وشركته التي قدرت قيمتها بحوالي ٨٠٠ مليون دولار في العام ٢٠٠٦.
صادق متحدثاً خلال الحلقة |
صادق الذي هاجر الى الولايات المتحدة بدأ مسيرة الحلم الأميركي في سن الـ19، وبالطريقة التقليدية، كعامل على محطة وقود في كاليفورنيا، قبل أن يتحول الى تجارة السيارات وصولاً إلى عالم القروض العقارية والإنتاج السينمائي الذي حقق فيه نجاحات هائلة قبل أن تقضي «فقاعة الرهون العقارية» على الثروة الهائلة التي جمعها. ولسنوات عاش صادق النجاح والغنى الفاحش قبل أن يستيقظ يوماً وفي رصيده صفر دولار أو «تحت الصفر» كما قال ضاحكاً.
من الممكن أن يتخيل الناس أن خسارة بهذا الحجم قد تؤدي إلى إستسلام صاحبها الى اليأس من الحياة وربما الإنتحار إلا أن صادق يتقبل الموضوع بروح رياضية بل يؤكد أن «الإكتئاب» لم يصبه إلا عندما كان ثرياً.. وصادق لم يبد أي ندم على خسارته لمئات ملايين الدولارات التي لم يتبق منها سوى ما ادخرته له أمه بشرائها ثلاث شقق في شمال لبنان.
أثناء الحلقة قام صادق بسرد تفاصيل تجربته التي اكتشف فيها أن المال لا يجلب السعادة، فقال إنه بدأ العمل على محطة وقود ثم بمتجر «سفن إلفن» من الساعة الثانية عشر ليلاً وحتى العاشرة صباحاً (وردية الليل)، كما عمل أيضاً موظفاً في خدمة الغرف في فندق، وكذلك في مطعم «دومينوز» كعامل توصيلات «ديليفري»، بعدها عمل كمندوب مبيعات في وكالة لبيع سيارات «دودج» ومكث في هذه الوظيفة لمدة عشر سنوات.
ومع تيسر المال دخل صادق بعدها عالم الرهن العقاري والقروض حيث بدأ بأخذ قروضاً من المصارف وبيعها لمصارف أخرى، وحقق بذلك أرباحاً هائلة ففي أحد الأعوام وصل دخله إلى 42 مليون دولار.
وكشف صادق أنه جمع أول مليون دولار بعمر 33 عاماً وخسر آخر مليون في العام 2009، وذلك بعد أن ضخ الكثير من أمواله في الشركة التي بناها وتعلق بها لكن دون جدوى ويقول «حتى ليمان باذرز» و«كانتري وايد» أفلسوا، كما ينفي اتهامه من قبل اقتصاديين أميركيين بالمسؤولية عن الأزمة العقارية حيث يصنفه البعض ضمن «قائمة الخمسين» الذين تسببوا بالكارثة العقارية في العام ٢٠٠٧ و٢٠٠٨.
تحدث صادق عن تجربته وقال «بالنسبة لي المال ليس سعادة»، بل يتمتع به «من هم حولك» من أصدقاء ومعارف ويقول «لو جعلني المال الوفير سعيداً لجمعته». أما بالنسبة لخسارته للثروة فبدأت تدريجياً مع تدهور أسعار العقارات بشكل سريع وإفلاس المصارف الأميركية التي سحبت القروض من يد صادق. يعتبر صادق أنه في هذه الأثناء عندما كان يخسر ثروته لم يكن مهتماً للمال على قدر ما كان مهتماً لإسم الشركة التي صنعها وأسسها بيده.
المحاورون طرحوا على صادق بعض «الأسئلة اللبنانية» عن السيارات والعقارات التي كان يملكها فتحدث عن بعضها حيث كان يملك خمسة بيوت، طائرات شخصية، سيارات مثل «فيراري أنزو» و«بورش جي تي» وغيرها من السيارات الثمينة، كما تم عرض فيديو عن سيارته «فراري أنزو» التي تبلغ قيمتها حوالي 1.4 مليون دولار والتي حطمها الممثل أدي غريفين باصطدامه بحائط حلبة للسيارات أمام عدسات الكاميرا.
صادق يؤكد أن ما فعله ليس أعجوبة وهو حلم لكل عربي في أميركا فكل ما يحتاجه النجاح هو الإرادة والتصميم. ويقول صادق إنه في الفترة التي كان فيها غنياً كان يشعر بالضغوطات والكآبة ولم يشعر بالحياة والراحة النفسية إلا بعد ماعاد مفلساً إلى لبنان، وأنه من السهل عليه أن يحصل على المال مرة أخرى فلديه أصدقاء أثرياء جداً وبإمكانه الإستدانة منهم، إلا أنه يود العيش معتمداً على نفسه، حياة هادئة سعيدة فهو الآن يملك حانة صغيرة اسمها «زي تريوس» بمنطقة الجميزة في بيروت والذي تمكن من الإستثمار فيها بتصرفه بشقق ثلاث اشترتها له والدته المقعدة في مدينة طرابلس بواسطة المال الذي كان يرسله لها.
ويؤكد صادق وهو متزوج وعنده بنت أن المال لا يساوي السعادة «فهل تظنون أن أصحاب المليارات والسياسيين مبسوطين.. آخذين حبوب أدّي على ألف مرة».
يمكن مشاهدة حلقة «من الآخر» (رقم ٨٢) مع دانيال صادق على موقع «أم تي في» الإلكتروني.
Leave a Reply