حسن عباس – «صدى الوطن»
في انتخابات ديربورن هايتس المقررة يوم الثلاثاء 6 آب (أغسطس) الجاري، يسعى الوسيط العقاري دايف (وسيم) عبد الله إلى الاحتفاظ بمقعده في مجلس بلدية المدينة لأربع سنوات إضافية، مصمماً على مواصلة مسيرته في خدمة المجتمع المحلي رغم الانقسامات الحادة داخل البلدية، والمخاطر التي تتهدد المنجزات التي تحققت خلال السنوات الماضية.
وبينما فضل المرشح اللبناني الأصل عدم الخوض في ملابسات الخلافات المحتدمة بين رئيس البلدية وغالبية أعضاء المجلس البلدي، إلا أنه يؤكد على ضرورة التعاون وتضافر الجهود بين جميع المسؤولين البلديين من أجل تحقيق نهضة المدينة وازدهارها الاقتصادي، لافتاً إلى أن العلاقة الصحية والتعاون بين رئاسة البلدية والمجلس البلدي ودوائر البلدية الأخرى أمر هام للغاية لمواصلة النهضة الاقتصادية والعمرانية في ديربورن هايتس والحفاظ على رخاء سكانها.
استناداً إلى خبرته التي تمتد لنحو عقدين من الزمن في سوق العقارات وقوانين العرض والطلب، يقول عبدالله: «الأمر يتعلق بنا جميعاً، إذا لم نقم بعملنا بالشكل الصحيح فإن الطلب والإقبال على منطقتنا سوف ينخفض بكل تأكيد» مضيفاً: «لحسن الحظ، لقد قمنا بعملنا بشكل صحيح، لكن هنالك دائماً مجال للتحسين، لدى كل واحد منا».
الوسيط العقاري اللامع لدى شركة «سنشري 21»، الذي نال أرفع الجوائز في مهنته على صعيد ميشيغن، يشدد على أن مواصلة التنمية الاقتصادية للمدينة، تتصدر أولويات أجندته كعضو في المجلس البلدي، لافتاً إلى التحولات التي شهدتها ديربورن هايتس خلال السنوات الماضية: لاسيما من خلال افتتاح عشرات المتاجر والمطاعم الجديدة على شارع فورد وصولاً إلى شارع وورن شمالاً.
ومع قرار شركة «فورد» لصناعة السيارات بنقل 11 ألف من موظفيها إلى المقر السابق لشركة «ماسكو» على شارع فان بورن في جنوب ديربورن هايتس، يؤكد عبدالله على ضرورة مواصلة البلدية جهودها لتأهيل المنطقة من خلال إعادة البناء وتعبيد الطرق وإنارة الشوارع، مما يمهد لانتعاش الأحياء الجنوبية التي يضع عبدالله تنميتها ضمن الأولويات في أجندته.
ويقول كعضو في المجلس البلدي، «سأدفع بقوة نحو تحقيق التنمية في تلك المنطقة».
عبدالله، الذي حل بين الوسطاء العقاريين العشرة الأوائل في الولايات المتحدة لمدة 11 عاماً، يؤمن بأن خبرته العقارية كانت عاملاً حاسماً في فهم الأسباب التي تجعل الناس ينجذبون للإقامة والاستثمار في منطقة دون أخرى، مؤكداً: «بصفتي وسيطاً عقارياً، فأنا أدرك أنه مع المزيد من الأعمال التجارية في منطقة ما، فإن المزيد من التنمية الاقتصادية سيتحقق، ويصبح الناس واثقين بشكل متزايد من الانتقال إلى تلك المنطقة».
عبدالله الذي هاجر من لبنان مع عائلته إبان الحرب الأهلية في سبعينيات القرن الماضي، يدرك أن قرارته ومواقفه لا ترضي الجميع، سواء داخل أروقة البلدية أو خارجها، إلا أنه يحرص دائماً على إجراء بحوث مستفيضة قبل التصويت على أي موضوع مطروح على طاولة المجلس الذي يتألف من سبعة أعضاء. ويقول: كل قرار اتخذه، فإنني أفعل ذلك بجدية كبيرة، وأنا على علم بالمسؤولية الهائلة التي تترتب علي كعضو في المجلس».
ويضيف: «الأمر لا يتعلق بشخصي، وإنما يتعلق بـ63 ألف نسمة. أنا أخدم كامل المدينة، سواء في الجزء الجنوبي أو في جزئها الشمالي».
ويعزو عبد الله تفانيه في الخدمة العامة إلى تربيته الأسرية ودور والده في تنشتئه على حب الناس ومساعدتهم، سواء في حياته المهنية أو في الخدمة العامة، ويقول: «لقد غرس والدي في نفسي، في سن مبكرة، حب خدمة الآخرين، وإنني أؤمن حقاً بأننا خلقنا كبشر لكي نخدم بعضنا البعض»، مشدداً: «يشرفني أن أخدم الناس في مجتمعنا».
وميله إلى مساعدة الناس لا يقتصر على وظيفته كعضو في المجلس البلدي، وإنما ينسحب على حماسته في مساعدة زبائنه الساعين إلى شراء أو بيع المنازل، وهو ما جعل منه وسيطاً مميزاً تمكن من تحقيق أعلى المبيعات في سوق العقارات على مستوى الولاية برمتها.
وفي هذا الإطار، يقول: «عادة، ما يبيع الناس منازلهم، لكي ينتقلوا إلى منازل أكبر أو أصغر، وهذا يمثل تحدياً كبيراً للعائلات، ومساعدتي لهم على مواجهة تلك التحديات، هو أمر مثير للغاية»، مضيفاً: «مساعدتهم.. تولّد في نفسي شعوراً مرضياً».
وكان اهتمام عبد الله بالسياسة والخدمة العامة قد نشأ في سن مبكرة، لكن مهنته التي تتطلب جهداً يومياً حالت –في الماضي– دون ترشحه لمناصب الخدمة العامة، من دون أن تثنيه عن الانخراط بالعديد من اللجان والمنظمات السياسية، مثل «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك)، وغيرها من المنظمات الأخرى في منطقة ديترويت.
ولأن المنصب لا يتطلب العمل بدوام كامل، مما يسمح له بالحفاظ على مهنته العقارية وفي الوقت نفسه خدمة المجتمع، على حد تعبيره، قرر عبدالله قبل أربع سنوات دخول المعترك السياسي لأول مرة بالترشح لعضوية مجلس ديربورن البلدي ونجح بتحقيق فوز تاريخي كأول عضو عربي منتخب في مجلس المدينة.
Leave a Reply