أتلانتا – قالت دراسة أميركية شملت أكثر من مليون امرأة إن معدلات الإصابة بسرطان الرئة شهدت انخفاضا على مستوى الولايات المتحدة على مدى العقد الماضي لكنها شهدت ارتفاعاً ملحوظاً بين النساء في منتصف العمر في ولايات الجنوب والغرب الأوسط الأميركي.
وقال الباحثون إن النتائج، التي نشرت الاثنين الماضي في دورية “علم الأورام الإكلينيكية”، تؤكد على أهمية السياسات وخطط العمل الاستراتيجية القوية للحد من التدخين في أوساط الأجيال الجديدة من الرجال والنساء في جميع الولايات الأميركية، حيث تبيّن للباحثين أن السبب الأول للإصابة بسرطان الثدي لدى النساء هو التدخين، وذلك بعد المقارنة بين عدد الوفيات الناتجة عنه في ولايات اتبعت سياسات مشددة لمكافحة التدخين (مثل كاليفورنيا ونيويورك) وأخرى لم تفعل (ولايات الجنوب والغرب الأوسط).
وقال أحمدين جمال الذي أشرف على كتابة الدراسة والباحث في “جمعية السرطان الأميركية” في أتلانتا (جورجيا) “نعم نحرز تقدما في خفض معدلات الوفيات من سرطان الرئة لكن هناك وباء جديد حقا وعلينا أن نلتفت إلى زيادة معدلات الوفيات بين النساء في مناطق معينة”.
فقد بينت الدراسة أن وفيات سرطان الرئة بين الرجال والنساء في انخفاض منذ التسعينات بفضل حملات الصحة العامة والسياسات الحكومية مثل فرض الضرائب على السجائر وحظر التدخين بالأماكن العامة ووضع برامج بغرض تشجيع الناس على الاقلاع عن التدخين وصرف الشباب عنه، وهو ما يعكس التفاوت في معدلات الوفيات بين ولاية وأخرى.
ودقق جمال مع زملاء في “المعهد الوطني للسرطان” في بيانات الوفيات الوطنية لمعرفة ما إذا كانت هناك أي أنماط محلية، فوجدوا تفاوتاً كبيراً بين الولايات الأميركية.
فبين عامي 1973 و2007، شهدت ولاية ألاباما الجنوبية ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الوفيات بسرطان الرئة لدى النساء حيث ارتفع من ٦,٩ امرأة من كل مئة ألف إمرأة الى ١٠,٧، في حين شهدت كاليفورنيا انخفاضاً من ٦,١ امرأة من كل مئة ألف إمرأة الى ٢,٨ فقط
واستندت الدراسة على بيانات لأكثر من مليون امرأة أميركية من البيض تتراوح أعمارهن بين 35 إلى 84 عاما توفين بسرطان الرئة بين عامي 1973 و2007. وقارن الباحثون بين 23 ولاية منها 10 في الجنوب وستة في الغرب الأوسط وكاليفورنيا ونيويورك.
وأظهرت الدراسة أنه بين السبعينات و2007 كان خطر الموت من سرطان الرئة أعلى بين النساء المولودات في الثلاثينات. ثم انخفضت المعدلات بين النساء المولودات خلال العقد التالي.
وعندما جاءت فترة مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية من الأطفال في أواخر الاربعينات والخمسينات (بايبي بومرز) ارتفع عدد النساء الشابات اللواتي يتوفون من سرطان الرئة مرة أخرى ولكن في بعض الولايات فقط.
وقال جمال إن ضعف السياسات المتبعة في مكافحة التدخين قد يكون وراء وفاة عدد أكبر من النساء في ولايات الجنوب والغرب الأوسط مشيرا إلى أن ولاية كاليفورنيا كانت رائدة في السياسات القوية المكافحة للتبغ. غير أنه استدرك بقوله إن ربط خفض معدل وفيات سرطان الرئة بذلك لا يزال مجرد فرضية في هذه المرحلة.
وتعتبر نتائج هذه الدراسة في صالح الجهات الراغبة في تشديد سياسات مكافحة التدخين في الولايات الأميركية بمواجهة جماعات الضغط الداعمة لشركات التبغ.
وتشير “المراكز الأميركية لمكافحة الامراض والوقاية منها” إلى أن سرطان الرئة هو في الوقت الراهن سبب الوفاة بين كل أربع وفيات بالسرطان في الولايات المتحدة مما يجعله الأكثر فتكاً.
Leave a Reply