ديترويت – «صدى الوطن»
كشفت دراسة حديثة عن الدور الإيجابي الذي يلعبه اللاجئون في خلق الوظائف وإنعاش الاقتصاد في منطقة جنوب شرقي ميشيغن التي شهدت خلال العقود السابقة إعادة توطين آلاف اللاجئين العرب من بلدان الشرق الأوسط.
وأفادت الدراسة -التي أجرتها منظمة «غلوبال ديترويت» بالتعاون مع باحثين من «جامعة ميشيغن» أن اللاجئين قد ساهموا، العام الماضي، بما يصل إلى 295 مليون دولار من اقتصاد منطقة مترو ديترويت وأنهم أوجدوا حوالي 2300 فرصة عمل جديدة.
وقدّرت المساهمة الإجمالية للاجئين في 2016 بمقاطعات وين وأوكلاند وماكومب وواشطنو ما بين 229.6 إلى 295.3 مليون دولار، إضافة إلى خلق وظائف تراوحت بين 1798 و2311 فرصة عمل، استناداً إلى تحليل بيانات «مكتب الإحصاء الأميركي» ومنظمات اللاجئين ومصادر أخرى.
الحد من النزيف السكاني
ستيف توبوكمان -رئيس منظمة «غلوبال ديترويت» غير الربحية التي تعنى بجعل منطقة ديترويت أكثر ترحيباً باللاجئين- وصف النتائج والأرقام التي خلصت إليها الدراسة بأنها «التقديرات في حدها الأدنى».
وأضاف توبوكمان في المؤتمر الصحفي الذي انعقد في «المركز الثقافي الكلداني» ببلدة وست بلومفيلد، أن النزف السكاني أضر عموماً باقتصاد المنطقة، فبين عامي 2006 و2016 انخفض عدد سكان ميشيغن بحدود 112 ألف نسمة. وخلال الفترة نفسها، تم توطين ما يزيد عن 35 ألف لاجئ في الولاية، ما يشير إلى أن انخفاض عدد السكان كان سيصبح أكثر فداحة لو لم يتم تعويضه باللاجئين الذين استقر معظمهم في منطقة جنوب شرقي ميشيغن.
مصلحة اقتصادية
وفيما يشير المدافعون عن قضايا اللاجئين أن الاعتبارات الإنسانية هي الدافع الرئيس في قبول توطين الفارين من أوطانهم هرباً من الحروب والاضطهاد الديني والسياسي، أكد توبوكمان «أن سياسات التوطين لا تنظر بعين الاعتبار إلى الأثر الاقتصادي، إلا أن الدراسة كشفت عن أن الترحيب باللاجئين يخدم مصلحتنا الاقتصادية».
وقد شارك في المؤتمر الصحفي رجل الأعمال ياسر ابراهيم، وهو عراقي لجأ إلى منطقة ديترويت في 2008، وكان عليه أن يجد عملاً في غضون بضعة أشهر لكي يتمكن من إعالة نفسه، وهو اليوم يملك مطعماً (كاسبر برغر أند اسكالوب) في مدينة ستيرلنغ هايتس يشغّل 15 شخصاً من اللاجئين.
وقال ابراهيم الذي حمله طموحه إلى تحقيق أكثر من المتطلبات الأساسية، «لقد أردت دوماً أن أكون ناجحاً وأن أكون مصدر فخر لعائلتي.. لقد بدأت من الصفر كمحاسب في متجر دولار ستور».
وأكد على أن اللاجئين هم في الأغلب -وعلى خلاف المولودين بأميركا- أكثر تطلعاً وتشوقاً لتأسيس أعمال تجارية وخلق فرص عمل للآخرين، مشدداً على أن اللاجئين يأتون إلى الولايات المتحدة «محمّلين بالأحلام والطموحات».
أبرز نتائج الدراسة
– حوالي 90 بالمئة من اللاجئين الذين وُطِّنوا في جنوب شرقي ميشيغن بين 2007 و2016 هم من العراقيين وأغلبهم من المسيحيين الذين فروا من العنف والاضطهاد الديني.
– يشكل اللاجئون السوريون ثاني أكبر مجموعة من الموطّنين وتبلغ نسبتهم حوالي 7 بالمئة، وقد وصلوا إلى المنطقة بأعداد كبيرة نسبياً خلال السنوات الأخيرة.
– معظم اللاجئين الذين تم توطينهم في منطقة جنوب شرقي ميشيغن، يسكنون مقاطعة أوكلاند التي تضم حوالي 53 بالمئة منهم، مقابل ٣٤ بالمئة في مقاطعة ماكومب، و9 بالمئة في مقاطعة وين، و3 بالمئة في مقاطعة واشطنو (آناربر).
– المدن الأكثر استقبالاً للاجئين في منطقة ديترويت خلال العقد الماضي هي: ساوثفيلد وستيرلنغ هايتس وتروي ووورن وماديسون هايتس.
Leave a Reply