ديربورن
أظهرت دراسة حديثة بأن حل معضلة الفيضانات المتكررة في مدينة ديربورن يتطلب استثمارات ضخمة تصل إلى 400 مليون دولار لتمويل مشاريع يستغرق إنجازها ما بين 10 إلى 15 عاماً، موصية بتنفيذ المشروع الطويل الأمد بالتزامن مع اتخاذ خطوات عاجلة للتقليل من خسائر السكان المتضررين في المستقبل القريب.
وقالت الدراسة التي أعدتها شركة OHM Advisors، ومقرها في مدينة ليفونيا، بأن نظام تصريف المياه الحالي غير قادر على سحب وتفريغ كميات الأمطار الهائلة، كونه لا يستوعب حالياً سوى 3.5 إنشاً في غضون 24 ساعة، مشيرة إلى أن العواصف التي تسببت بأضرار واسعة في صيف العام 2021، قد سجلت هطولاً مطرياً تجاوز تسعة إنشات، ما جعل ديربورن الأكثر تضرراً في منطقة ديترويت الكبرى.
وتوصي الدراسة التي مولتها مدينة ديربورن، بتنفيذ خطة تتكون من خمس مراحل، وتشمل إنشاء قناة رئيسية لتصريف مياه الأمطار، بالإضافة إلى ثلاثة خطوط فصل أخرى بهدف تقليل تدفق المياه على الخط المزمع إنشاؤه، وكذلك على «محطة ميلر» الحالية، إلى جانب مشاريع أخرى لفصل الصرف الصحي عن شبكات تصريف مياه الأمطار.
وتشمل الخطوة الأولى من الخطة الخماسية، والتي أطلق عليها مسؤولو المدينة اسم «نوتردام» أو «المشروع الأول»، حوالي 800 آيكر من الأراضي في جنوب غربي المدينة حيث تجري البلدية حالياً محادثات مع شركة «فورد» للسيارات وقرية غرينفيلد التاريخية بالإضافة إلى حكومة مقاطعة وين، للمضي قدماً في تنفيذها، حسب رئيس البلدية عبدالله حمود.
وكان حمود قد عقد في أواخر سبتمبر الماضي، مؤتمراً صحفياً للكشف عن نتائج الدراسة، والإضاءة على المشاريع قصيرة الأجل التي بدأت البلدية بتطبيقها بالفعل لمكافحة آفة الفيضانات المتكررة، لافتاً إلى موافقة سلاح الهندسة بالجيش الأميركي على تقييم البنية التحتية لتصريف مياه الأمطار في ديربورن، وهو ما سيجعل المدينة مؤهلة للحصول على تمويل فدرالي للمساعدة في إنجاز الخطة الباهظة التكلفة.
وأشار حمود إلى أن إدارته أنفقت، حتى الآن، ٢٥ مليون دولار على تلك المشاريع، والتي شملت:
– إزالة أكثر من 50 انسداداً على امتداد 2.5 ميل من نهر الروج، ما أدى إلى خفض منسوب المياه بأكثر من قدم، وتسريع تصريف المياه عبر النهر بنسبة 70 بالمئة.
– تحويل أجزاء من 24 عقاراً سكنياً في حي «مورو سيركل» الذي يتعرض للفيضانات المتكررة في شرق ديربورن– إلى أحواض طبيعية قادرة على استيعاب ما يصل إلى 40 ألف غالون من مياه الأمطار في كل هطول، وهو مشروع تجريبي يأمل حمود تطبيقه في مناطق أخرى.
– تركيب أربع خزانات تحت الأرض قادرة على تخزين 15,000 غالون من مياه الأمطار في منتزه «بيس بارك وست»، حيث يتم تدوير المياه لاستخدامها في سقاية الحديقة.
– تنظيف خط «كولسون–بالمر» لتصريف مياه الأمطار، وهو أنبوب بقطر 12 قدماً من المفترض أن يستوعب 7 ملايين غالون من مياه الأمطار في كل هطول، لكنه لا يستوعب حالياً سوى 3 ملايين غالون بسبب انسداده بالحطام.
– توظيف فريق مكوَّن من أربعة أشخاص لتنظيف مصارف المياه بشكل دوري في جميع أنحاء المدينة.
وتشمل المشاريع المستقبلية التي تعتزم البلدية تنفيذها أيضاً، تركيب مضختين جديدتين على طول نهر «بيبي كريك» بموازاة طريق ميلر، مما سيسهّل تدفّق مياه الأمطار إلى نهر روج أثناء العواصف الغزيرة، ويقلل من احتمال حدوث فيضانات لحوالي 12,600 منزل في شرق المدينة.
كما سيتم بناء محطات حماية شبكية وبوابات دوارة في الجانب الشرقي من ديربورن لعزل شبكات الصرف الصحي عن النظام المشترك أثناء هطول الأمطار الغزيرة، بالإضافة إلى إنشاء خطين جديدين لتصريف مياه الأمطار.
وأشار حمود إلى أن الدراسة توصي عموماً ببذل قصارى الجهود لزيادة الطاقة الاستيعابية لشبكات تصريف المياه، لتجنيب أقبية المنازل من الفيضانات حتى لو غمرت الأمطار الشوارع، «مع إدراكنا أن ذلك مكلف للغاية»، وفق تعبيره. وأضاف: «في كل مرة نشهد فيها هطول أمطار غزيرة، لا أستطيع إحصاء عدد المكالمات التي نتلقاها من السكان الذين ما زالوا يشعرون بالتوتر والقلق بشأن فيضانات أقبية منازلهم بسبب ما واجهناه في عام 2021».
وانضم إلى حمود خلال المؤتمر الصحفي، رئيس مجلس المدينة، مايكل سرعيني، الذي قال إنه ضغط من أجل إجراء تحقيق شامل في استعدادات المدينة للفيضانات منذ عام 2018 على الأقل، على الرغم من أنه لم يحصل على دعم كامل من بقية أعضاء المجلس حتى عاصفة عام 2021 التي غمرت طرق المدينة، مما تسبب في انقطاعات هائلة في الكهرباء والهاتف، وأثّر على ما يُقدر بنحو 20 ألف منزل في ديربورن.
وقال سرعيني: «كان نظامنا غير كافٍ، وقد فشل. فخسرت العائلات آلاف الدولارات في أضرار بالممتلكات. والأهم من ذلك، فقدوا الثقة في حكومة مدينتهم».
Leave a Reply