ديربورن – خاص “صدى الوطن”
أضحى القاطنون في جنوب ديربورن والمناطق المجاورة في جنوب غرب ديترويت معتادين على استنشاق الروائح التي تنفثها مصانع اقيمت في تلك المنطقة منذ عقود عديدة. لكنه وبحسب دراسة صدرت حديثاً فإن هؤلاء الناس اصبحوا معتادين على المعاناة من مرض الربو، بمعدلات فوق المعتاد.
وتهدف الدراسة التي شاركت فيها جامعتا و”ين ستايت” و”ميشيغن ستايت” اضافة الى “أكسس” الى تحديد العلاقة بين انتشار مرض الربو لدى البالغين والاطفال في جنوب ديربورن وبين السموم التي تنفثها عديد المصانع هناك.
وجاء في الدراسة ان الربو مرض التهابي سببه الرئيسي عوامل بيئية كتلوث الهواء والتدخين، بيد أن بضعة اشخاص صنفوا على انهم مرضى لأسباب اخرى، مع الاشارة الى ان الربو من اعراضه ضيق التنفس وألم في الصدر، وقد يتطور الى سرطان في الرئة لدى 30-40 بالمئة من المرضى.
المنطقة التي اجريت عليها الدراسة هي ذات الرمز البريدي 48120 من ديربورن وفيها ثلاثة مصانع للحديد ومصفاة للنفط ومصنع لمعالجة مياه الصرف الصحي، وتحيط بها مناطق سكنية يقيم فيها زهاء 7500 شخص معظمهم من العرب الأميركيين كما تضم المنطقة مدرسة سالاينا الابتدائية والتي تضم 500 طالب.
وتبين من الدراسة في مراحلها الاولى ان معدل المتلقين للعلاج من الربو في هذه المنطقة يفوق باكثر من الضعفين مثيله في الولاية.
وفي السياق، أعلنت المشرفة على الدراسة من جامعة “وين ستايت” البروفسور ماري ديريسكي بأن نتائج الدراسة ستتيح لنا تعديل المعايير الوقائية ما من شأنه خفض معدلات هذه المرض في المنطقة.
ويتركز دور “أكسس” في تجنيد اشخاص من جنوب ديربورن للمشاركة في البحوث والتي تستمر لثلاث سنوات، حيث سيتم اجراء فحوصات لمعرفة ما إذا هناك علاقة بين الربو والملوثات.
والجدير بالذكر أن هناك 13 مصنعا في المنطقة تبلغ سنويا هيئة حماية البيئة الفدرالية (إيبا) بأنها تنفث سموما كيماوية في الجو، من بينها مصنع “سيفرستال” للحديد المقام في المنطقة وهو واحد من اكبر عشرة مصانع للحديد في اميركا.
وكان هذا المصنع اطلق سموما كيماوية وملوثات في الجو بلغت العام الماضي 543 الف باوند في مقابل 485 الفا في العام 2009 و249 الفا في العام 2008.
يشار الى ان ديربورن وصل معدل تلوث الهواء في ديربورن وصل الى 2,5 من 10 بحسب معيار شركة “هوم فاكتس” المتخصصة بقياس معدلات التلوث ووصل الى اعلى من ذلك في مدن آلن بارك، انكستر، وويستلاند، فيما انخفض المعدل قليلا في جنوب غرب ديترويت حيث وصل الى 2,4.
وكانت النائبة في كونغرس الولاية رشيدة طليب شنت حملة في 2010 تحت عنوان “لنا الحق ان نتنفس” تناولت فيها موضوع التلوث في جنوب غرب ديترويت، وقالت طليب التي ولدت وعاشت فترة طويلة في جنوب غرب ديترويت ان “أطفالنا الذين يلعبون خارجا يستنشقون هواء ملوثا ذات رائحة كريهة. ودعت طليب المواطنين في هذه المناطق ضرورة الاتصال والابلاغ عن اي روائح يشتمونها وذلك لدفع وزارة البيئة في الولاية الى ارسال مفتشين واجراء الفحوص وذلك على الهاتف: 4706-292-1800
Leave a Reply