دمشق – انطلق الأسبوع الماضي موسم الدراما الرمضانية، حيث تتسابق الفضائيات العربية على عرض المسلسلات التي يتم التحضير لها على مدى عامٍ كامل.
وكان للدراما السورية الحصة الأوفر منها على خارطة العروض لسنواتٍ عديدة، وهذا العام لم يكن استثناءً رغم الكثير من الانتقاد، نظرا للأحداث التي تشهدها سوريا منذ ما يزيد على خمسة أشهر، حيث توقفت مجموعة من الأعمال أو تأجيل تصويرها بسبب الأحداث في البلاد. لكن بقي التحدي الأكبر التسويق، وسط ما أشيع عن مقاطعة العديد من المحطات العربية للمسلسلات السورية، باستثناء ما تم الاتفاق عليه مسبقاً.
لكن مع حلول شهر رمضان، وظهور العروض الدرامية على المحطات العربية، تبين أن حضور الدراما السورية على جدول شاشات معظم المحطات لم يخف، مع وجود بعض المفاجآت التي سجلتها الحالة التسويقية، كبيع مسلسل “في حضرة الغياب” عن سيرة حياة الشاعر الراحل محمود درويش، إلى أكثر من عشر قنوات.
في حين خرج مسلسل “تعب المشوار”، الذي يضم نخبةّ من كبار نجوم الدراما السورية من سباق العروض الرمضانية، بسبب عدم حصول الشركة المنتجة على سعرٍ مقنع للعمل، الأمر الذي تقرر معه تأجيل عرض المسلسل إلى الموسم المقبل.
كما احتفت المحطات اللبنانية بالدراما السورية على نحوٍ خاص، ولم ينجح بعض المسلسلات في الوصول إلى أبعد من قنوات التلفزيون السوري، كما شهد مسلسل “دليلة والزيبق” الذي يعتبر من أضخم المسلسلات على المستوى الإنتاجي إلى فك الاتفاق للعرض مع محطة عربية كبيرة على نحوٍ مفاجئ، ليتم عرضه على أحد محطات التلفزة الوطنية العريضة.
خارطة الدراما السورية للموسم 2011
بلغ عدد المسلسلات السورية التي تم إنتاجها للموسم 2011 ثلاثة وعشرون مسلسلاً، تنوعت بين ثمانية مسلسلات اجتماعية ركزّ معظمها على قضايا الفساد، والعشوائيات، وتأثيرات الإنترنت على الجيل الجديد، وطرح بعضها أسئلةً عن السعادة، والحب.
هذه المسلسلات هي: “الغفران، السراب، العشق الحرام، الولادة من الخاصرة، سوق الورق، المنعطف، جلسات نسائية، وشيفون”، واثنان من المسلسلات الاجتماعية ذات الطابع الكوميدي: “الجزء الثالث من صبايا”، و”أيام الدراسة”، وخمسة أعمال كوميدية: الخربة، يوميات مدير عام 2، مرايا 2011، بقعة ضوء 8، وصايعين ضايعين.
أما على مستوى مسلسلات البيئة الشامية، فتأكد إغلاق باب الحارة نهائياً، ليقدّم الأخوان الملا هذا الموسم مسلسل “الزعيم”، من تأليف الفنان وفيق الزعيم، كما تم إنتاج الجزء الثاني والأخير من مسلسل “الدبور”، للكاتب مروان قاووق، والمخرج تامر إسحاق، في حين قدّم المخرج علاء الدين كوكش مسلسل “رجال العز”، عن نص للكاتب طلال مارديني، وأبقى الباب مفتوحاً على إنتاج أجزاء أخرى للمسلسل.
ونفى كوكش في تصريحات إعلامية أن يكون الجمهور ملّ هذا النوع من الأعمال، طالما أنها جيدة، وضرب مثالاً على ذلك، بالقول: “أفلام الكاوبوي التي لا تزال السينما الأميركية تقدمها إلى الآن دون أن يملها الناس، رغم فقر بيئة تلك الأفلام من حيث المكونات مقارنة بالبيئة الدمشقية التي ترتكز إلى تاريخٍ يعود إلى آلاف السنين”، مؤكداً أن هذه البيئة لم تستنفذ قصصها حتى الآن.
كما يسجل موسم دراما 2011 إنتاج مسلسل بعنوان “طالع الفضة”، الذي شدّد مخرجه سيف الدين سبيعي على أنه عمل تاريخي اجتماعي لا ينتمي بحالٍ من الأحوال لأعمال البيئة الشامية، ويتحدث عن حارة دمشقية لازالت قائمةً حتى الآن، ومحتفظة بتركيبتها السكانية الخاصة، والتي تجمع بين المسلمين، المسيحيين، واليهود الدمشقيين.
وتدور أحداث المسلسل في دمشق إبان الحرب العالمية الأولى مع نهايات الدولة العثمانية، وتنتهي تلك الأحداث مع دخول القوات العربية للشام مع الإعلان عن انتصار الثورة العربية الكبرى، ويذكر أن المسلسل من تأليف الفنّان عباس النوري مع زوجته عنود الخالد.
وفي هذا الموسم يعود الفنّان أيمن زيدان للإخراج في مسلسل “ملح الحياة” الذي يندرج ضمن قائمة المسلسلات التاريخية الاجتماعية التي تتحدث عن مدينة دمشق بين عهدي الاستقلال، والوحدة مع مصر في العام 1958.
وفيما غادرت المسلسلات التاريخية بمعناها التقليدي قائمة الإنتاجات السورية للموسم 2011، دخل مسلسل “دليلة والزيبق” على الخط كمسلسل تراثي يستعير أحداثه من حكاية ألف ليلة وليلة الشهيرة، وسيعرض الجزء الأول منه هذا العام.
أما الجزء الثاني فيؤجل للعام المقبل، كما تم إنتاج مسلسل بوليسي واحد بعنوان “كشف الأقنعة”، وكان مسلسل “في حضرة الغياب” عمل السيرة الذاتية الوحيد على قائمة العروض الرمضانية لهذا الموسم، هذا المسلسل الذي يتناول سيرة حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش.
وقال الفنّان فراس إبراهي الذي أنتج المسلسل ويمثل دور درويش فيه “نحن أمام عملٍ كبير يتحدث عن قامةٍ شعرية ووطنيةٍ كبيرة، وبذلنا أقصى ما بوسعنا للوصول إلى ما نطمح إليه في هذا المسلسل رغم كل التحديات التي واجهناها”.
وأضاف في تصريح لموقع “سي أن أن العربية” “وأعتقد أننا وصلنا إلى مستوى يليق بذوق المشاهد العربي، وعقله، وننتظر الكثير من التعليقات والانتقادات، ووجهات النظر، لأن أساس العمل جدلي، لذلك نتوقع جدلاً كبيراً حول هذه الشخصية، لكننا لا ندعي بأننا نقدم السيرة الذاتية لمحمود درويش، بقدر ما يبدو العمل رحلةً مع شاعر الأرض، تتضمن وجهة نظرنا ورؤيتنا للأحداث والأشياء التي مرّت في حياة هذا الشاعر الكبير”.
وعاد فراس إبراهيم للتأكيد على الاحتضان الكامل لأسرة محمود درويش وأصدقائه للعمل.
خارطة النجوم
سجل هذا الموسم عودة كبار نجوم الكوميديا السورية للسباق الرمضاني، والفنان ياسر العظمة في “مرايا 2011″، وأيمن زيدان في “يوميات مدير عام2”.
كما عاد الفنّان رشيد عساف بعملين: “رجال العز” و”الخربة”، في حين سجلت سلاف فواخرجي غيابها عن الدراما المصرية للموسم 2011 لتلعب دوراً رئيسياً في مسلسل “الولادة من الخاصرة”، وتحل ضيفةً على مسلسل “في حضرة الغياب” بدور “ريتا” عشيقة محمود درويش الشهيرة. كما تشارك الفنانة أمل عرفة بصورةٍ رئيسية في مسلسلي “الزعيم” و”بقعة ضوء 8″، وتحل ضيفةً على مسلسل “كشف الأقنعة”.
كاريس بشار لعبت دور البطولة في مسلسل “دليلة والزيبق”، وضيفةً على مسلسل “كشف الأقنعة”.
سلافة معمار دخلت موسم 2011 بطلةً لثلاث مسلسلات هي “الغفران”، “السراب”، و”توق”، ونسرين طافش لعبت دوري البطولة في مسلسلي “السراب”، و”جلسات نسائية”، وأجلت مسلسل “رابعة العدوية” للموسم المقبل.
وأبرز الغائبين عن هذا الموسم الفنان تيم حسن الذي آثر انتظار عرض مسلسله المؤجل من العام الفائت “عابد كرمان”، في حين اكتفى الفنان جمال سليمان بالمشاركة في عشر مشاهد فقط بمسلسل “طالع الفضة” يجسد فيها شخصية المفكر د. عبد الرحمن الشهنبدر الدمشقية التاريخية، وذلك إلى جانب بطولته للمسلسل المصري “الشوارع الخلفية”.
أما الفنانين الأكثر ظهوراً على قائمة العروض الرمضانية للموسم 2011 فهم: باسم ياخور، عابد فهد، قصي خولي، حيث يؤدي كل منهم أدواراً رئيسية بخمسة مسلسلات، وباسل خيـّاط في أربع أعمال، بالتوازي مع سلوم حداد، وثلاث مسلسلات لكلٍ من سامر المصري، أيمن رضا، وعبد المنعم عمايري، ومسلسلين لمصطفى الخاني
Leave a Reply