طريق شبه مسدود بين أربيل وبغداد.. وواشنطن تطالب بحلول
بغداد، وكالات – لا يزال التوتر مستمرا بين بغداد واقليم كردستان العراق حول امور شتى ابرزها دستور الإقليم والمناطق المتنازع عليها بالاضافة الى كركوك متعددة القوميات والغنية بالنفط.
يبدو ان الحوار وصل الــى طريق شبه مسدود بين الجانبين، وابرز مثال على ذلك التصريحات التي يطلقها المسؤولون. وتعتبر كركوك حيث يعيش عرب واكراد وتركمان واقلية مسيحية وحقول غنية بالنفط، ابرز نقاط الخلاف خصوصا مع مطالبة الاكراد بالحاقها باقليمهم ومعارضة الآخرين لذلك. ويقول دبلوماسي غربي رفيع المستوى ان لا احد يرغب بوقوع “الحرب”، قبل ان يضيف “لكن يمكن ان تحدث بسهولة، طالما هناك توتر شديد يتزامن مع تسليح للناس”.
واشار تقرير لمجموعة الازمات الدولية صدر مؤخرا، الى ان “المواجهات والتوتر يمكن ان تؤدي دون قصد، الى صراع اوسع في ظل غياب الدور السياسي الفاعل”.
ويمثل الخلاف حــول صلاحيات اقــلــيــم كــردستان ومـــدى ارتباطــه بالحكومة المركزية في بغداد، مشكلة منذ سنوات طويلة. ويسعى القادة السياسيون في اقليم كردستان الى الحصول على مكاسب تمنحهم القدرة على التصرف بحرية في ادارة شــؤون الاقليم الامر الـذي تعارضه الحكومة المركزية. وبهدف مكافحة الارهاب وحماية البنى التحتية للنفط، ارسلت حكومة بغداد صيف العام الماضي، آلاف الجنود الى المناطــق المتنازع عليها حيث تنتشر قوات البشمركة الكردية منذ سقوط النظام السابق العام 2003.
وحول الدستور، اعلن رئيس برلمان اقليم كردستان العراق عدنان المفتي تأجيل الاستفتاء على مشروع دستور للاقليم الى موعد غير محدد بعد معارضة مفوضية الانتخابات اجرائه اواخر تموز (يوليو) الحالي ما يعني ان الرفض تحول الى تأجيل.
وقال المفتي ان “برلمان الاقليم قرر تاجيل اجراء الاستفتاء على مشروع الدستور الى موعد اخر سيتم تحديده (لاحقا) بالتنسيق مع رئاسة البرلمان وحكومة الاقليم والجهات ذات العلاقة”.
واعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، عدم تمكنها من اجراء استفتاء على مشروع دستور اقليم كردستان بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية العامة للاقليم.
واوضحت المفوضية في بيان “تبين عدم امكانية المفوضية اجراء الاستفتاء مع انتخابات رئاسة وبرلمان الاقليم وفق الجدول الزمني المعد لهذا الغرض، كونه يؤثر على نزاهة ومصداقية اجراءات المفوضية”.
من جهته، اكد النائب محمود عثمان من قائمة التحالف الكردستاني (53 مقعدا) ان “تأجيل الاستفتاء على دستور الاقليم سيكون لعدة اشهر، اعتقد لشهرين او ثلاث اشهر”. واضاف ان “الناخبين لن يتمكنوا من التصويت في تموز وآب”.
وصادق برلمان الاقليم على مشروع دستور في 24 حزيران (يونيو) الماضي املا بطرحه على الاستفتاء الشعبي بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية العامة في 25 تموز الحالي. واعلن نواب عراقيون رفضهم لدستور اقليم كردستان واعتبروا انه “يتعارض مع دستور البلاد” و”يعمل على تمزيقها”. وقــال مسعود بارزاني خلال لقائه اكاديميين من وزارة التعليم العالي للاقليم، في اربيل الأسبوع الماضي ان “هوية كركوك كردستانية مثل اربيل والسليمانية ودهوك وجزء من كردستان وكل الوثائق التاريخية والجغرافية تؤكد ذلك”. ويرفض ذلك العرب والتركمان رفضا قاطعا. وقال الناطق باسم التيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي ان “الدستور الكردي يثير غضبنا لانه يمثل الخطوة الاولى للانفصال”.
واشنطن تدعو لحل مشكلة كركوك
من ناحيته، حث رئيس قيادة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مايك مولن الفصائل العراقية على تسوية خلافاتها قبيل الانسحاب الأميركي المتوقع من كركوك، في وقت شددت فيه السلطات العراقية إجراءاتها الأمنية حول الكنائس والمناطق المسيحية تحسبا لتعرضها لهجمات جديدة. وقال مولن للصحفيين بعد اجتماع عقده مع زعماء العرب والأكراد والتركمان والمسيحيين في المدينة إن أكبر تحدٍّ يواجه العراق هو الخلافات في هذا الإقليم، مضيفا أنه دعا هؤلاء القادة لتسوية خلافاتهم، وأبلغهم أن الولايات المتحدة لا تملك حلولا لمشكلة وضع الإقليم.
Leave a Reply