سافانا – شارك مئات الاشخاص السبت الماضي في ولاية جورجيا (جنوب شرق الولايات المتحدة) في تشييع تروي ديفيس الرجل الاسود الذي اعدم الشهر الماضي لادانته بقتل شرطي، واعدين بالعمل على الغاء عقوبة الاعدام. وقبل بدء مراسم التشييع في كنيسة “جونزفيل” المعمدانية في مدينة سافانا، اصطف مئات الاشخاص امام المبنى وقد ارتدى بعضهم قمصانا كتب عليها “أنا تروي ديفيس”.
ونفذ حكم الاعدام بحقنة قاتلة في الاميركي في 21 ايلول (سبتمبر)، بعدما بقي عشرين عاما بانتظار تنفيذ العقوبة لادانته بقتل شرطي أبيض بالرصاص في احد مواقف السيارات في سافانا في 1989. ودفع الاميركي الاسود (42 سنة)، الذي تحول رمزا للمطالبة بالغاء حكم الاعدام في الولايات المتحدة، ببراءته حتى النهاية لكن دون ان يفلح في اثباتها عقب ماراثون قضائي. وقبل اعدامه كرر ان لا علاقة له بمقتل الشرطي الابيض الذي ادين باغتياله سنة 1991. واثار خبر اعدام تروي، الذي اثيرت شكوك كثيرة في مسؤوليته عن مقتل الشرطي، استياءً كبيراً وسط الأفارقة الأميركيين ومن قبل شخصيات عدة في العالم.
وأمام نعش مغطى بالورود ومحاط بصور تروي ديفيس، دعا عدد كبير من الخطباء الى الغاء عقوبة الاعدام. وقال رئيس اكبر منظمة للدفاع عن الحقوق المدنية للاميركيين السود ادوارد ديوبوز “بعد البكاء علينا ان ننتقل الى العمل”.
واضاف “ليس لدي أي شك في أن جورجيا اعدمت رجلاً بريئاً”، داعياً الحضور الى “العمل من اجل كل سجين ينتظر في ممرات الموت في هذا البلد”.
وافلت تروي ديفيس ثلاث مرات من الاعدام لادانته بقتل الشرطي مارك ماكيل بالرصاص في موقف سيارات في سافانا سنة 1989، بفضل عدة طعون قضائية تثير شكوكا في ادانته.
وخلال المحاكمة اكد تسعة شهود انه هو الذي اطلق النار على الشرطي. لكن لم يعثر على سلاح الجريمة ولم يعثر على اي بصمة او اثر لحمضه الريبي النووي. ومنذ ذلك الحين تراجع سبعة شهود عن افاداتهم وقال بعضهم ان الشرطة حرضتهم على اتهام تروي ديفيس.
وقال المدير التنفيذي للفرع الاميركي لمنظمة العفو الدولية لاري كوكس ان الاعدام “هو عقوبة وحشية وغير انسانية ومهينة وانكار للحق في الحياة”. واضاف “سنواصل عملنا ولن نتوقف حتى ننتصر ونلغيه من هذا البلد. الإعدام ليست عنيف فحسب بل يمثل العنف بعينه”.
Leave a Reply