على خلفية إلغائه لجائزة هيلين توماس للصحافة
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
تداعت مجموعة من الناشطين الشباب والطلاب العرب لعقد اجتماع طارئ قرروا في ختامه أن يتظاهروا احتجاجا على الدعوة الاستفزازية لرئيس جامعة “وين ستايت” ليكون المتحدث الرئيسي في الحفل السنوي لـ”غرفة التجارة الأميركية العربية”.
وعبر الطلاب الغاضبون عن استيائهم موجهين لومهم لإدرايي الغرفة وموقفهم غير المسؤول الذي تجاهل الإهانة التي تلقتها الجالية العربية على إثر إلغاء “جائزة هيلين توماس للتنوع الصحفي”، متسائلين عن “الحكمة ومبعث الضرورة في هذه الخطوة”، كما أصدرت اتحادات الطلاب العرب في جامعات “ميشيغن” و”وين ستايت” و”ديترويت ميرسي” وثانوية “فوردسون” بياناً مشتركاً ندد باستضافة غيلمور ودعا الى مقاطعة العشاء والاعتصام أمامه.
ورأى بعضهم أن دعوة الغرفة لغيلمور هي “إهانة من نوع آخر من قبل أشخاص كانوا يجب أن يقفوا بجانبنا ونحن نطالب بكرامتنا والاعتراف بدورنا، وطالما أنهم يتحدثون باسم جاليتنا في كافة نشاطاتهم الاقتصادية”، مشددين على أن “الكرامة لا تشترى بالمال”.
وقد أثار اختيار غيلمور ليكون المتحدث الرئيسي في حفل “غرفة التجارة الأميركية العربية” السنوي الـ19 استياء قطاعات واسعة من أبناء الجالية العربية، ولذلك لكون غيلمور أجاز سحب “جائزة توماس” منذ تسعة شهور مضت.
وحاولت المدير التنفيذي للغرفة فاي بيضون تبرير اختيار غيلمور ليكون متحدثا رئيسيا مستندةً الى مكانته الاقتصادية كونه لاعبا أساسيا في اقتصاد ميشيغن، كما أن له إنجازات مشهودة كمدير تنفيذي من طراز رفيع لشركة “فورد موتور” وكرئيس لمؤسسة مجتمعية وعضو ناشط في هيئة جديدة للمبادرات الاقتصادية، كما أن لخبرته ولدوره أن يدعم مهمة غرفة التجارة الأميركية العربية”.
ويجري العمل حاليا من قبل ناشطين طلابيين، يدعمون العميدة السابقة لصحفيي البيت الأبيض هيلين توماس وحرية التعبير التي انتهكت في معاقبة توماس على مواقفها المعادية للصهيوني، على تنظيم تظاهرة معارضة على مدخل فندق “ذي هنري” في الوقت الذي سيلقي فيه غيلمور كلمته خلال الحفل السنوي لغرفة التجارة.
وخلافا لإعدادات حفل الغرفة السنوي السابق، فإن “اتحاد الطلبة العرب” في “جامعة ميشيغن-ديربورن” لن يساعد في بيع البطاقات، وإن أعضاءه لن يحضروا الحفل السنوي احتجاجا على دعوة غيلمور.
وقال رئيس الاتحاد مهدي عبدالله: “لقد قمنا بإعادة البطاقات عندما علمنا أن المتحدث الرئيسي سيكون غيلمور، ونحن لا نوافق على شخص لا يهتم لمشاعر ومصالح مجتمع جاليتنا. نعتقد أنهم في الغرفة ارتكبوا خطأ”.
وكانت جائزة توماس للتنوع الصحفي قد سحبت بسبب إدلائها بتصريحات في الثاني من كانون أول (ديسمبر) الماضي حين قالت: “الصهاينة يتحكمون بالبيت الأبيض، الكونغرس، وول ستريت، وهوليود”.
وكان وفد من “كونغرس المؤسسات العربية الأمركية” في ميشيغن قد التقى مع فريق من الإدرايين في “وين ستايت” لمناقشة قرار الجامعة بسحب الجائزة. ونقل عن غيلمور الذي لم يحضر الاجتماع قوله “إنه لا يعتقد أن توماس معادية للسامية، ولكن الواضح أن اليهود يعتقدون ذلك”.
كما تم إخبار الوفد أن جامعة “وين ستايت” ستقوم بإنشاء لجنة مهمات أكاديمية من شأنها العمل على تطوير فهم أكبر حول قضايا الشرق الأوسط، وذلك كنوع من التعويض والاستجابة لهموم وقلق العرب الأميركيين.
وبحسب مدير الاتصالات في “وين ستايت” مات لوكوود، فإن اللجنة ستبدأ عملها في الشهر التالي (في ذلك الوقت)، وسوف تقوم بعقد اجتماعات تجمع بين عاملين في الجامعة والمحيط العربي لبناء علاقات أفضل بين الطرفين.
من ناحيتها أشارت بيضون أن غيلمور سيعلن خلال كلمته في الحفل السنوي عن تشكيل لجنة مهمات بإسم “مجلس الاستشارات العربي” في جامعة “وين ستايت”.
الناطق باسم كونغرس المؤسسات الزميل أسامة السبلاني قال: “لقد تم اختيار لجنة المهمات على عجل لحفظ ماء الوجه، ومن دون استشارة كونغرس المؤسسات، ولذلك لوقف المناقشات والجدل الدائر حول سحب الجائزة”.
أما لوكوود فقد قال إن لجنة المهمات تم اختيار أعضائها بحسب الاستشارات مع أصحاب المصلحة والشأن.
ويعلق رئيس “اتحاد الطلبة العرب” في جامعة “وين ستايت” علي بيضون الذي سينضم للتظاهرة بالقول: “إذا كنت ستقلل من احترام مجتمع العرب الأميركيين وجميع الذين يشاطروننا الرأي نفسه، من خلال ما فعلته عبر سحب جائزة هيلين توماس، فنحن لسنا سعيدين للمشاركة في هذا الحفل”.
وكان علي بيضون أحد الذين حضروا الاجتماع مع غيلمور كما شارك بتظاهرة في جامعة “وين ستايت” تنديدا بسحب الجائزة. وعبر عن خيبة أمله كونه تمت دعوة غيلمور للمشاركة في حفل الغرفة السنوي، وقال “لقد دعوا غيلمور بدون استمزاج رأي مجتمع جاليتنا ونحن لا نرى أن التوحد ضروري طالما أنه لا يأخذنا على محمل الجد”.
أما المدير التنفيذي للغرفة فاي بيضون فقد قالت “إن المدعوين إلى الحفل سعداء ومتحمسون لحضور غيلمور بسبب أهميته وخبرته الاقتصادية”، ولكنها أشارت إلى البعض أبدى قلقه حول ذلك.
Leave a Reply