حتى لو كان الطقس شديد البرودة
نيويورك – صحيح أن اللعب في الهواء الطلق شتاء ربما يستوجب بذل جهود أكبر مما هو عليه الحال في الربيع أو الصيف أو الخريف. فليس من السهل السماح للأبناء بالخروج عندما يتساقط الثلج ويشتد البرد. ولكن مع أخذ الاحتياطات اللازمة، يمكن أن تكون التجارب بالخارج شتاء، ممتعة ومفيدة للأطفال أكثر من بقية الفصول، إذ تشير الأبحاث إلى أن السماح للأطفال باللعب في الخارج –حتى وإن كان الطقس بارداً– له فوائد على المستوى العاطفي والذهني ناهيك عن أن ذلك يعزز نموهم الجسدي.
وعلى الأرجح، ما يجعل الأطفال يقضون وقتاً أقل بالخارج عندما يزداد الطقس برودة هو خوف الآباء من أن يمرضوا، وتفكيرهم في أن أبناءهم لن يجدوا أنشطة ممتعة عند خروجهم، أو أن البرد سيحول دون شعورهم بالحيوية والنشاط.
ولكن الحقيقة أن ندرة خروج الأطفال للعب شتاء يعود لطريقة تفكير الوالدين لا درجات الحرارة المنخفضة، وفقاً لمقال بموقع «بزنس إنسايدر».
وبهذا السياق، يقول روبرت موراي طبيب الأطفال والكاتب وعضو مجلس إدارة جمعية «مبادرة الأطفال الأصحاء» إن ثقافتنا السائدة رسخت خوفاً من تغير الفصول «ولكن في الواقع ليس هناك فصل بعينه يستوجب البقاء داخل أو خارج المنزل».
وأضاف أن كل يوم يعد فرصة ملائمة للأطفال لقضاء وقت ممتع ومفيد، حيث أنهم بحاجة للاستكشاف والابتكار وبناء علاقات اجتماعية ومواجهة تحديات جديدة دون توجيهات أبوية، أثناء لعبهم بالخارج.
وأوضح الطبيب أن «عدم خروج الأطفال للعب شتاء إلا نادراً مرتبط بمحدودية معرفة الوالدين بأهمية هذه الممارسة، والعناء الذي يتحملانه لتجهيز الأبناء لخوض هذه التجربة».
ويخشى الآباء عادة من أن أبناءهم لن يكونوا في مأمن من المرض حيث لا يرغبون في تعرضهم لتيار الهواء البارد. ولكن عند التأكد من ارتداء القبعات والقفازات والجوارب والملابس الضرورية يمكن للطفل أن يستمتع ببعض الهواء المنعش بالخارج.
وأوضح موراي أنه يمكن للوالدين استغلال الوقت الذي يقضيه أطفالهم متسمرين أمام شاشة الهاتف أو الحاسوب، عبر جعلهم يشاهدون بعض الصور ومقاطع الفيديو على منصة يوتيوب لاكتشاف الأنشطة والألعاب التي تحمس لممارستها حالما يسمح الطقس بالخروج للهواء الطلق.
Leave a Reply