ديترويت – خاص “صدى الوطن”
رفع الاتحاد الأميركي للدفاع عن الحريات والحقوق المدنية-فرع ميشيغن الاثنين الماضي قضية فدرالية ضد دائرة شرطة ديترويت، على خلفية قيام وحدة من الدائرة بشن غارة في العام 2008 استهدفت متحف ديترويت للفنون المعاصرة، تم فيها احتجاز اكثر من مئة من المواطنين الابرياء، قام حينها ضباط الشرطة بتفتيشهم وتحرير مخالفات ضدهم بحجة ايقاف سياراتهم في اماكن محظور التوقف فيها، من بينهم اكثر من 40 شخصاً احتجزت سياراتهم اضطروا لدفع غرامات للافراج عنها,وصلت الواحدة منها زهاء الف دولار. وتمثل الدعوى المرفوعة من الاتحاد 13 مواطنا حررت ضدهم مخالفات و/أو احتجزت سياراتهم، وتطالب الدعوى وضع حد لتدخل شرطة ديترويت في معاقبة مواطنين ابرياء لمجرد حضورهم نشاطات اجتماعية سلمية.
الى ذلك قال مدير الشؤون القانونية في الاتحاد الأميركي مايكل ستينبرغ “ليس من المفروض في دولة متحضرة ان تعمد الشرطة الى شن غارات مرعبة ضد مواطنين ابرياء وتحجز ممتلكاتهم دون مبررات”، مضيفا ان الهدف من رفع الدعوى هو ان ما حصل في متحف ديترويت لن يتكرر مرة أخرى.
وفي التفاصيل ان حوالي 130 من اعضاء متحف ديترويت للفنون المعاصرة، تجمعوا في 31 ايار (مايو) 2008 لاحياء ليلة فنية (موسيقية) تستمر من منتصف الليل حتى الخامسة صباحا، تقام في العادة مرة كل شهر، بعد الساعة الثانية من تلك الليلة تفاجأ المحتفلون بغارة شنها عليهم ضباط من شرطة ديترويت اقتحموا المكان واسلحتهم مشرعة، وكانوا يرتدون بزات سوداء وقد وضعوا اقنعة على وجوههم، وحال دخولهم مكان الحفل أمروا الجميع بالانبطاح أرضا، حينها كان عدد من رعاة الحفل في الحديقة الخلفية للمبنى، اجبروا هم الاخرون على الانبطاح على الارض ومرغت وجوههم بالوحل.
وحدث ان هناك من طرحوا اسئلة بمن فيهم محام، ومن لم ينفذوا الامر بالانبطاح سريعا فعاجلوهم ضباط الشرطة برفسات أجبرتهم على الانبطاح بعد ذلك فصل بين المحتفلين ذكورا واناثا وتم تفتيشهم وحررت لكل واحد منهم مخالفة بوقوف سياراتهم في مكان ممنوع، في حين تم احتجاز جميع السيارات التي كانت تحمل شعار “الغاء ضريبة المستهلك”في ميشيغن. في المجمل حررت ليلتها 130 مخالفة واحتجزت حوالي 40 سيارة، ولم تثمر الغارة عن ايجاد مخدرات أو اسلحة.
وفي آب (اغسطس) 2008، رفع الاتحاد الحقوقي قضية بهدف الغاء الدعاوى المرفوعة ضد رعاة احتفال متحف ديترويت، حينها وافقت البلدية على اسقاط جميع التهم، في حين رفضت دائرة شرطة ديترويت الافراج عن السيارات المحتجزة الا بعد دفع غرامة بلغت 900 دولار لكن منها، اضافة الى رسوم السحب والتخزين.
ووصف أحد المشاركين في تلك الأمسية، ويدعى أيان موبلي، وهو طالب جامعي من مدينة غروس آيل، الغارة التي شنتها الشرطة قائلاً “كنا هناك نقضي وقتا ممتعا بصحبة الاصدقاء، لم يكن لدينا اية فكرة عما كان يجري، حين اقتحمت الشرطة المكان وكان العناصر يصوبون نحونا بنادقهم، عمّت الفوضى وانتشر الرعب”، ليلتها احتجزت سيارة أيان مع انه اوقفها مسافة ميل عن مكان الاحتفال.
قالت الشرطة انها هاجمت المكان لاقامة احتفال فيه دون اذن رسمي، مع ان رعاة الاحتفال لم يكونوا يعلمون ان احياء حفل كهذا بحاجة الى تصريح، بحسب ستينبرغ، الذي اضاف “بلدية ديترويت لطخت قانون الحقوق المدنية باحتجازها سيارات مواطنين ابرياء وترفض تسليمها لاصحابها دون ان يدفعوا غرامات” معتبرا هذا الاجراء وصمة على جبين المدينة.
جاء في صحيفة الدعوى المرفوعة من الاتحاد الأميركي للدفاع عن الحريات والحقوق المدنية التماسا للمحكمة الفدرالية للاعلان بان بلدية ديترويت وشرطتها، ارتكبوا اختراقا في التعديل الرابع لقانون الحقوق المدنية الاميركي، باجرائهم تفتيش واحتجاز غير مبررين، واختراقا للتعديل الرابع عشر لناحية الاجراءات في تنفيذ القانون، فيما ادعى عدد من اطراف القضية بان ضباط الشرطة افرطوا في استعمال القوة ضدهم.
Leave a Reply