نشرت صحيفة «صدى الوطن» تقريراً في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي حول مواطن عربي أميركي كسيح في ديربورن يدعى جمال رزق (54 عاما)، اكتشف أن اسمه مدرج على لائحة الممنوعين من السفر جوا بأمر من السلطات الأميركية دون أن تقدم له أية أسباب موجبة لذلك، وهو ما دفع رزق الى رفع دعوى قضائية من خلال «مكتب عياد وشركاه» للمحاماة وبالتعاون مع «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» ضد كل من مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، ووزارة العدل الأميركية، ومراكز مراقبة الإرهاب المسؤول على لائحة الممنوعين من السفر والتي تضم مئات آلاف المواطنين الأميركيين، حسب تقارير إعلامية.
المحامي عياد وموكله رزق |
وقد تكللت الدعوى التي رفعت أمام المحكمة الفدرالية في ديترويت بالنجاح، حيث صدر الأسبوع الماضي أمر قضائي من المحكمة بازالة اسم رزق من القائمة، والسماح له بالسفر جواً الى خارج الولايات المتحدة، بعد ان كان منع مراراً وتكراراً من محاولاته السفر الى بلده الأصلي لبنان بهدف تلقي العلاج بواسطة زرع خلايا جذعية قد تؤدي به الى شفائه من حالة الشلل النصفي -اسفل الصدر- التي يعاني منها والتي اقعدته ولم يعد قادرا على التنقل إلا بالكرسي المتحرك منذ تعرضه لحادثة إطلاق نار في العام 2004، في عملية سطو مسلحة تعرض لها في محطة للوقود.
وقال رزق أنه برغم إبلاغه بقرار ازالة اسمه من قائمة الممنوعين من السفر جواً، إلا انه لن يستطيع السفر فعليا سوى بعد تلقيه مذكرة رسمية تؤكد شطب اسمه من القائمة، والمتوقع استلامها في غضون أيام.
وقال رزق لـ«صدى الوطن» إنه يرغب بزيارة لبنان قريباً وتحديداً الشهر القادم مؤكداً أنه وعائلته سعداء جداً بهذا الخبر، وأعرب عن أمله في أن تستند الجهات الحكومية الأميركية مستقبلا على أسباب جوهرية وليس على أي شيء آخر قبل إصدار أوامر باحتجاز الناس، وأكد أن منعه من السفر سبّب له ولأسرته عناء كبيراً وكبدهم خسائر مالية، على حد قوله.
وقال المحامي نبيه عياد الذي تولى قضية رزق «للأسف ان السلطات الفدرالية هي التي منعت موكلي من السفر وسببت له عناءً شديداً وعقب متابعتنا لقضيته بشهرين ونصف أُبلغنا بالأمس أن بامكانه السفر دون معوقات»، وأضاف «نحن سعداء بقرار مراجعة الحكومة الفدرالية لسجلاتها والسماح لرزق بالتنقل بحرية وتلقي العلاج الذي انتظره شهوراً عديدة».
وأضاف عياد، الذي يرأس «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية»، «إن هذه رسالة للحكومة الفدرالية من اننا سنواصل الدعاوى من هذا النوع نيابة عن العرب الاميركيين المهدورة حقوقهم دون وجه حق». وبدورها قالت المديرة التنفيذية للرابطة رنا عباس إن «الرابطة سعيدة بالنتيجة لكن مازال أمامها اجراءات اخرى لاستكمال القضية».
يشار الى أن لائحة الممنوعين من السفر جوا وضعت عام 2003 ومنذ ذلك الوقت واجهت اعتراضات من جماعات الحقوق المدنية لاكثر من عقد، وفي السنوات القليلة الماضية منع آلاف الاشخاص من السفر عبر رحلات الخطوط الجوية نتيجة وضعهم على اللائحة, وبدون إبداء الاسباب في وضعهم عليها أو امكانية دحض هذه الاسباب.
Leave a Reply