اعترفت لي بأنها كانت زوجة معذبة.. ولولا الصبر، لكانت قد وصلت إلى الطلاق أو حتى الإنتحار..
هي زوجة شابة جميلة وزوجها شاب أيضاً. من يراهما معاً يظن أنهما أسعد حبيبين وأجمل زوجين. فماذا حصل بينها؟؟
تعرّفت عليه بالصدفة عبر الإنترنت، وبعد سنتين من الأحاديث والنقاشات واللقاءات قررا الزواج. «بكامل قواي العقلية وبرضاي التام تركت عملي الناجح في لبنان ورضيت بالعيش معه في ديربورن. لكن انطبق علينا المثل اللبناني الذي يقول: بتعرفو؟ إيه، عاشرته؟ لأ».
تابعت حديثها: «كانت حياتي معه مأساة بكل الحسابات والمقاييس. لكن أغرب ما فيها كانت قدرتي على التحمل والصمود وإدماني على الصبر حيال تصرفات زوجي الغريبة لمدة سنتين».
صبرَت «رغم عشرات الأسباب والمبررات التي تؤكد أن إستمرار زواجنا ضرب من الجنون». كانت ترى في خاتم زواجها حبل مشنقة يلتف حول عنقها، ويضيق كل يوم. سنتان ذاقت خلالها شتى ألوان الهوان والذل، «تجرعتُ على يد زوجي العذاب، لدرجة أن أمه (حماتها) تعاطفت معي وطلبت مني مرات عديدة أن أطلب الطلاق لسوء عشرته».
«كنت أتأمل شخصية زوجي وطباعه وأسأل نفسي: كيف يمكن أن أتحمله مدى العمر. إنسان غريب الأطوار. تصرفاته مهينة وغير متوقعة، يثير حنق من حوله بإستفزازه لهم». وتابعت «كان مصدر عذاب وشقاء لكل المحيطين به… يضغط على أعصابهم، لكنه لا يأبه بعذابهم ورغم ذلك فهو صاحب شخصية مسكينة طيبة، يبكي بحرقة عندما يهدأ».
إحترت ماذا أفعل؟ هل أستسلم وأهرب؟ لكن ماذا عني وعن عائلتي، كانت فيها زيجات كثيرة إمتلأ طريقها بالصخور والصعوبات. ولكن الطلاق آخر الدواء.
قالت إن إيمانها في المؤسسة الزوجية راسخ.. و«الزواج عقد «فسخه إساءة للذات وللمجتمع وهو أبغض الحلال».
منذ البداية، اتفقا على أن زواجهما جدي وليس لعب «دق ورق» أو رهان قد ينجح أو يفشل. «لأنه ببساطة لا يمكن خلط الورق واللعب من جديد».
تدهورت صحتها نتيجة الضغط النفسي وبدا الاعياء على ملامحها، حتى ظن الجميع أنها حامل.. لكنها كانت تتعذب وتذبل ببطء، «وحدها حماتي، كانت تشفق علي وأحياناً تبكي لأجلي».
شكت ما تعانيه للأصدقاء ولطبيب العائلة، الذي أخبرها أن زوجها يعاني من «هستيريا» تسبب معاناة لا تحتمل. «كان كل ما علي فعله هو إقناعه بالذهاب إلى طبيب نفسي».
من خلال الإنترنت قرأت العديد من البحوث والتجارب عن أناس عانوا من نفس الأعراض. لكنهم شفوا تماماً بعد العلاج النفسي.
وفي غمرة حيرتها وصراعها الداخلي بين البقاء هنا أو العودة إلى لبنان، وبعد جولة من تصرفاته المزعجة القهرية، «رأيته يبكي لأنه يقوم بأفعال دون إرادته، وبأنه يرغب في إستشارة طبيب نفسي. وهذا ماكان».
اليوم تغمرها حماتها بالحب، وتفيض عيناها بالشكر الصامت، بعد أن رأت ابنها يعود الى الحياة الطبيعية ويفيض رجولة ووسامة ويسطع من عينيه نور بعد ظلام. «نورٌ أشرق في حياتنا جميعاً».
أنهت الزوجة الصبورة قصتها بتأثر بالغ، وهي تصف دموع الفرح التي تنهمر من عينيها كلما اعتذر لها الزوج الذي كأنه إستيقظ من حلم: «عذابك كان فظيعاً وطويلاً هل تسامحينني»؟
أقول لهذه الزوجة العاقلة: مبروك! فقد حافظت على بيتك بالصبر والعقل. وهاتان نعمتان تفتقدهما الكثيرات ممن خربن بيوتهن بأيديهن.
Leave a Reply