فرانكنموث
كثيرة ومتنوعة هي الوجهات السياحية في ولاية ميشيغن، وقد اخترنا لكم في هذا العدد، مدينة سياحية هادئة تبعد أقل من ساعة ونصف إلى الشمال ديترويت، وهي مدينة فرانكنموث Frankenmuth التي تعرف باسم «بافاريا الصغرى» وتعتبر مقصداً للأسر والأصدقاء الراغبين بقضاء عطلة نهاية الأسبوع وسط أجواء ألمانية خالصة.
الزهور تملأ الأرصفة وواجهات الفنادق والمطاعم والمتاجر المشيدة على النمط البافاري المميز بعلامة X الخشبية على النوافذ والأبواب. فيها وسط تجاري مصمم على طراز القرى الألمانية، بينما تنتشر المتاحف والمراكز الترفيهية على جوانب الطرقات الرئيسية إلى جانب المطاعم والمتاجر المتخصصة، حيث تجد في فرانكنموث، أكبر متجر لزينة الكريسماس في العالم وهو متجر «برونر»، وأكبر مطعم في ولاية ميشيغن، وهو مطعم «زندر» الشهير بوجبات الدجاج المقلي، والذي يعتبر أيضاً أكبر مطعم مستقل في الولايات المتحدة برمتها ويتسع لأكثر من 1,500 شخص.
وفي حين تتميز حانات المدينة بتقديم البيرة على الطريقة البافارية، تشتهر فرانكنموث أيضاً باحتوائها على أقدم مصنع يدوي للجعة في ولاية ميشيغن، وهو «فرانكنموث برويري» الذي تأسس عام 1862.
وتعتبر فرانكنموث وجهة سياحية على مدار العام، حيث تقام فيها مهرجانات موسمية عديدة، من ضمنها «المهرجان البافاري»، الذي يقام خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي (من 9 إلى 12 يونيو)، و«مهرجان الثلج» الشتائي و«أكتوبرفست» الخريفي فضلاً عن مهرجانات موسيقى الكانتري ورياضات الكلاب والسيارات الكلاسيكية وعربات الإطفاء التاريخية وغيرها من الاحتفاليات التي تقام سنوياً في شوارع المدينة.
ومن معالم فرانكنموث الأخرى: مجمع «زندر» الترفيهي للألعاب المائية للأطفال، ومنتزه «هرتيدج بارك»، ومزارع تربية الحيوانات المفتوحة للزوار، ومتحف «هيروز» العسكري وغيره من المتاحف، فضلاً عن الجولات الترفيهية على متن العربات أو المراكب النهرية.
نبذة تاريخية
من أسماء المتاجر والمطاعم إلى اللافتات المرحبة، تحتفظ فرانكنموث بتراثها ولغتها الألمانية المتجذرة منذ قدوم المستوطنين الأوائل من اللوثريين المحافظين الذي هاجروا من منطقة فرانكونيا في ألمانيا، أواسط القرن التاسع عشر.
واختار المهاجرون الألمان منطقة جبلية في مقاطعة ساغينو بولاية، تذكرهم بموطنهم الأصلي حيث بدأوا ببناء مساكنهم في القرية التي أطلقوا عليها اسم فرانكنموث وتعني «شجاعة الفرانكونيين».
وكان من المقرر أن تكون فرانكنموث مجتمعاً لوثرياً ألمانياً حصرياً، حيث تعهد المستوطنون بالبقاء مخلصين لألمانيا، وتحديداً مملكة بافاريا، وأن يكونوا مخلصين للغة الألمانية. وبالفعل تم الحفاظ على الثقافة الألمانية والفرانكونية على وجه الخصوص، حتى يومنا هذا.
وكان الغرض من الاستيطان دينياً في المقام الأول. إذ خططت المجموعة اللوثرية لتبشير السكان الأصليين بالمسيحية، لكن محاولاتهم باءت بالفشل لأن معظم القبائل المحلية ابتعدت عن المنطقة في غضون بضع سنوات.
وقد استمرت فرانكنموث باستقبال المهاجرين الألمان حتى بداية الحرب العالمية الثانية. ويشكل الأميركيون من أصول ألمانية أكثر من نصف السكان الذين يقدر عددهم حالياً بنحو خمسة آلاف نسمة.
Leave a Reply